مساء "البشير"!!
} كل السودانيين بكافة نحلهم ومللهم، واتجاهاتهم السياسية والفكرية وانتماءاتهم الاجتماعية والرياضية، يترقبون (مساء) اليوم، داخل وخارج البلاد، الخطاب التاريخي الأهم للرئيس “عمر البشير” بعد خطاب (30) يونيو 1989م الذي أعلن فيه استلام الجيش للسلطة باسم ثورة (الإنقاذ) الوطني.
} يأتي خطاب الرئيس (مساء) اليوم ومن منبر قاعة الصداقة بالخرطوم، وبحضور عدد من قيادات الأحزاب والقوى السياسية، استهلالاً لمرحلة سياسية جديدة، وتمهيداً لانتقال سلس وآمن من مربع السيطرة (الأحادية) على مفاصل السلطة، إلى مربع (تعددية) ديمقراطية حقيقية، محروسة بدستور جديد تضعه لجنة قومية، و(قانون انتخابات) مختلف تتوافق عليه كل القوى السياسية، وحريات صحفية وإعلامية ينظمها قانون أكثر تحرراً وليبرالية، بدون (رقابة) لا (قبلية) ولا (بعدية). غير رقابة قانون الصحافة والمطبوعات، وليس أي قانون آخر.
} وثيقة شاملة وكاملة للإصلاح السياسي والدستوري في البلاد، سيطرحها الرئيس “البشير” على الشعب السوداني، وهذا كله سيكون – حسب توقعاتي- (نصف المفاجأة) التي حدث عنها رئيس البرلمان السابق مولانا “الطاهر” الشعب السوداني، وأكدها الرئيس – نفسه- خلال لقائه الرئيس الأمريكي الأسبق “جيمي كارتر”.
} النصف الآخر من المفاجأة – في ظني – سيكون متعلقاً بمستقبل الرئيس “البشير” السياسي، هل سيرشح نفسه، وفق تكليف (المؤتمر الوطني) لدورة جديدة في انتخابات العام 2015م، أم لا؟!
} إنه (الملف) الذي ابتدرت (المجهر) الحوار حوله – دون غيرها من الصحف – منذ عددها (الأول) في 16/4/2012، قبل عامين إلا قليلاً، فكان (مينشيتها) الأول: (الترابي يجيب: من هو خليفة الرئيس البشير؟!)، ثم تواصلت حلقات الملف، وأسماء المرشحين للخلافة، والرئيس “البشير” يتابع صفحات الملف هادئاً مرتاح البال، مستبشراً ومبشراً بغدٍ جديد، وتغيير يمضي بالسودان نحو آفاق أرحب بأيدي جيل شاب تقدمه (القيادة) وتأخذه بتؤدة نحو غرفة (التحكم المركزية)!
} وليس مهماً أن ترفض حركة “عبد الواحد محمد نور” أو غيرها من قطاعات وحركات (التمرد) وثيقة وتفاصيل (الإصلاح) المرتقبة، حتى قبل إعلانها، على طريقة (نرفضها ولو جاءت سليمة مبرأة من كل عيب)، بل الأهم أن يحدث (إعلان) اليوم هزة سياسية كبيرة في الساحة الداخلية، ساحة الفعل والتفاعل، فقطار الشعب السوداني المنطلق بين “الجنينة” و”بورتسودان” لن ينتظر أحداً واقفاً في محطة “باريس” أو “تل أبيب”، لا مجال هنا للمزايدات، والخيالات والأوهام.
} الشعب السوداني ينتظر (مفاجأة) بحق وحقيقة، يصفق بعدها طويلاً للرئيس “البشير”، وعندها ستنقل أجهزة بث الفضائيات والإذاعات الدولية دوي التصفيق والهتافات القوية من كل حدب وصوب على امتداد بلادي العزيزة.
} مساء الخير.. والأمل.. والوعد النبيل.
} مساء “البشير”!!