مراقبون يحدّدون ملامح التغيير المطلوب في أجهزة حكومة القضارف القادمة
تداعيات التغييرات التي أجراها المؤتمر الوطني بالمركز بأجهزته، التي طالت قيادات من العيار الثقيل لإفساح المجال للشباب، وحديث رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة للقضارف، وحديثه مع قيادات الحزب الولاية بإجراء تعديلات مماثلة لما حدث بالمركز وفقاً للموجهات.. كل هذه الموجهات حوت حزمة من التساؤلات لقيادات وقواعد الحزب بولاية القضارف، أهمها: هل تبادر القيادات القديمة بأن تتخذ مواقف مماثلة وتترجل طوعاً قبل أن يتم تغييرها بإرادة القاعدة العريضة؟ (المجهر) ساقت هذا التساؤل والتقت بعدد من المهتمين بالشأن السياسي بالولاية وكانت هذه الحزمة من الإفادات..
{ لا ثوابت ولا قدسية بعد اليوم
يرى عدد من المراقبين بالولاية أن كثيراً من القيادات بالوطني تجاوزت أعمارهم الستين عاماً مما يعني ضعف مبادرات التجويد في دولاب الحكم، ويؤكدون أن لا قدسية ولا ثوابت بعد اليوم، خاصة لتلك القيادات التي ترى أنها أهل الجلد والرأس، وأن لحظة المغادرة قد حانت الآن.
{ من يغادر ومن يترجل؟!
يرى القيادي الشاب بالمؤتمر الوطني ووزير الثقافة والشباب السابق “عماد أحمد إمام” أنه ينبغي أن لا يستنسخ التغيير نفس الوجوه القديمة ذات التأثير بحكم القرب من والعلاقة مع الوالي. ويشير في حديثه لـ (لمجهر) إلى أن من ينبغي أن يغادر سدة الحكم بالولاية على سبيل المثال أولئك الذين بقوا في السلطة لفترة عقدين، وظلوا يتنقلون من موقع إلى آخر دون أن يتم تغييرهم، بخاصة الذين لم يقدموا من خلال المواقع التي مروا عليها في مجالات التنمية أي عمل ملموس. ويعيب على هؤلاء أنهم ظلوا يحسبون أنهم أهل الجلد والرأس ومن الرعيل الأول للإنقاذ. كما يرى “عماد” أن من القيادات التي ينبغي لها أن تتنحى كل من أثار وأدخل أدبيات (الكيد السياسي والحفر) التي نجمت عنها جملة من التصدعات والخروقات وسط كيان الحزب.. ويذهب “عماد” في ذات الاتجاه، ويشير إلى أن من القيادات التي ينبغي أن تلملم أطرافها أولئك الذين لا يملكون مؤهلات وقدرات في مجال السياسة والإدارة.
{ مخاوف من فشل لجنة التغيير في الحكومة
من جانبه، شكك عضو شورى الوطني بالولاية ورئيس المنطقة الجنوبية الشرقية ببلدية القضارف “جمال حسن كلية”، شكك في قدرة اللجنة السباعية التي كوّنها الوالي لاختيار الحكومة القادمة وإفساح المجال للشباب، وقال في حديثه لـ (المجهر) إن عملية الاختيار ربما تخضع لتأثيرات الشلليات القديمة القابضة على مفاصل الحزب منذ التسعينيات، التي ظلت ترمي برؤاها وأفكارها على ما يدور داخل ردهات الحزب. وأشار “كلية” إلى أن المرافق الصحية تحتاج إلى معالجات جديدة خاصة بعد أن شهدت الفترة السابقة تدهوراً لدرجة انعدام أبسط الأشياء في مستشفى القضارف مثل (الجوينتات) ناهيك عن ضعف وتردي الخدمات العلاجية والاستشفائية. ورأي “كلية” أنه لا بد من مغادرة كل أولئك الذين ينتهجون المحسوبية والمحاباة بتشغيل الأشقاء في المواقع الإدارية الرفيعة بالمستشفى.
{ نماذج لوجوه شبابية قادمة
ويعود “كلية” ويقول إن هنالك قيادات شابة من الوطني بالولاية، ضاقت بهم مؤسسات الحزب تحت وطأة (كنكشة العواجيز) في السلطة، ويتخوف من عدم الزج بهم في السلطة بحجة قلة التجارب وانعدام الخبرات، لكن هنالك مجموعة من الشباب يمكن الاستعانة بهم في الفترة القادمة لقطع الطريق أمام الطامحين في الرجوع إلى السلطة، ويشير إلى أن هنالك الكثير من الشباب الذين يمكن الاستعانة بهم في الفترة القادمة مثل الشاب النشط رئيس الاتحاد الوطني للشباب “مجدي علي الطيب”، والقيادي “عبد الرءوف جابر” أمين عام وزارة الشباب والرياضة السابق وهو الآن يشغل موقعاً تنفيذياً بوزارة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، وكذلك القيادي الشاب معتمد القضارف السابق “عمر كابو” الذي أبعد من موقعه بسبب ولائه للوالي السابق “كرم الله عباس”، والقيادي الشاب “الطاهر حيدر بكر” أمين الأمانة الاجتماعية بالوطني حالياً.