شهادتي لله

بين مجهري ومهجري .. قولي لهم …

} اليوم أغادر هذا الوطن النبيل ساعات قليلة أخرج من سجلات المواطنة الأصيلة ولأنضم لقوائم المهاجرين والوافدين والأجانب، أفارق هذه الأرض البكر الطيبة وشعبها العظيم، لم نغادرها جوعاً أو ظمأ (حاشا) لله إن بلادنا التي تفتح أبوابها وسماواتها، وحقولها ومزارعها لكل طيور الدنيا لتسد رمقها ويشقها النيل الذي يروي ظمأ كل كائن حي، هذه بلاد لا تجوع ولا تظمأ إنها هبة الخالق ثوبها عربي وحلتها أفريقية.
} إلى رفيقتي وشريكة عمري حدثي أولادنا عني قولي لهم إن أباكم صوفيٌ تتحلق روحُُه بين الضريحين، رياضيٌ أزرقُُ الهوى، لم يتبدل عشقه لـ”البرنس” حتى بعد أن توشح بـ(الأحمر)، أخضرُُ الهوية يفخر بكل الرعيل الأول منذ “عبود” وطموحاته، “نميري” وقراراته، “سوار الذهب” وثوراته، و”البشير” وتحدياته، يتذوق الفنون يلهمه “وردي” و”مصطفى” و”عركي”، ويطربه (الحوت) أيها النحيل من أين إليك بهذا الدفء الذي فرقته على الملايين ولم ينضب؟
} وأنا أترك حلم السودان الكبير بين يديك لذلك أوصيك بأن تفتحي أمامهم كل الأبواب ليلتقوا جميعاً أمام الساحة، كوني لهم حاكماً عادلاً، وأباً رحيماً حاسماً، وأماً رؤوماً، أغرسي فيهم قيم التكافل والتراحم، لا تمايزي بينهم من يتفوق منهم حفزيه، ومن يخفق وبخيه، لا تقصي فيهم أحداً مهما قل حصاده أو اختلف فكره، دعيهم يقرأوا لكل النجوم التي أضاءت سماوات بلادي في الفكر والأدب والسياسة من لدن الشيخ “الترابي”، “منصور خالد”، الشهيد “محمود محمد طه” والطيب صالح، اجعلي من تعايُُشهم وتسامُُحهم وسيلة لامتزاج أفكارهم، سلحيهم بالعلم والإيمان وحب الأوطان ليشيدوا السودان الكبير الذي يسع الجميع ليكون جيلنا آخر المهاجرين، الإعلام لسان الأمة وضميرها الحي وقلبها النابض عرفيهم برموزه الذين بثوا عطرهم عبر الأثير وعطروا الفضاء منهم “أبوعاقلة” و”شمو” و”صالحين” و”أيوب صديق” و”الصباغ” و”الجزلي” وآخرون.
} اجعلي العربية والإسلامية والتاريخ موادهم الأساسية، حدثيهم عن (المهدية) ورجالها الذين واجهوا المدافع بالسيوف، وعن أجدادهم الذين كسوا (الكعبة) من قبل أن يعرف الآخرون المال والذهب والنفط.
} تحياتي لثلاثتهم.. “عبد الخالق”، و”علي عثمان” و”حميد” آخر العنقود، عذراً أبنائي لن أستطيع العودة إليكم اليوم عند الغروب سامحوني إذا انقطعت الحلوى والهدايا في ذلك التوقيت، فإن موظف الجوازات ختم على وثيقتي وعلى الخروج، من أجلهم ومن أجل أبنائكم اكتبوا على صفحته الأولى، حامل هذا الجواز (سوداني) كل بقعة أرض تطأها قدماه يضيف إليها وهو سفيرٌ للإنسانية تحت أي سماء.
} يمتد ودي بين مجهري ومهجري.
بهاء الدين سليمان
“الهندي”.. بينك وبينهم باعٌ كبير
} عبر (الهاتف) بعث القارئ الشاعر “عبد المنعم أبو فارس” بالأبيات التالية ننشرها مستحين.. ومضطرين رداً على ربائب السفه الإسفيري:
الهندي يا ملك الحروف
يا زول ممدد.. سمع وشوف
لو ما تخاريف القدر
ومزالق الحظ والظروف
(البيجو) بي سوحك يطوف ؟!
“وراق” شنو و(راكوبة) إيه ؟
أقلام مشروخة زي صوت الخروف..
بينك وبينم باع كبير..
ومحالة تتلاحق كتوف
قارئ (المجهر) المداوم
عبد المنعم أبو فارس
0912601936

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية