تقارير

المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية في جلسات استثنائية بـ(قاعة الصداقة)

اهتزت (قاعة الصداقة) مساء يوم (الأحد) الماضي بدوي الطبول، بينما كانت العربات الرئاسية تتسابق بأصحاب (العقالات) والبدلات الكاملة، وتفتح لهم أبواب الدخول لـ(قاعة الصداقة) للمشاركة في الملتقى الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية في الاجتماع الخاص بتنفيذ مبادرة الرئيس «عمر البشير» حول الاستثمار الزراعي العربي في السودان للمساهمة في سد الفجوة وتحقيق الأمن الغذائي.
رقصات شعبية من كل ولايات السودان لفتت انتباه (العرب) إلى السلم الخماسي الذي يشعل الحماس في النفوس وسط إيقاعات لا تستطيع سوى أن تصبغ عليها باللون الأفريقي، هكذا هو السودان لا تستطيع أن تفصل امتداده عن عمق القارة السمراء، كما أنك مجبور على أن تضعه وسط دول العرب من دون حرج يذكر.
الإجراءات الأمنية ظاهرة للعيان على الرغم من اختفاء الكلاب البوليسية ورجال المرور يعملون بكل اجتهاد لإفساح المكان لعربات ضيوف البلاد، لكن الملاحظ أن مواقف السيارات تضيق كلما تزايد القادمون، وليس أمامك سوى أن تدع عربتك خارج أسوار (قاعة الصداقة)، يا ترى هل أغفل من وضعوا التصاميم الهندسية لمثل هذه الافتراضات المستقبلية؟
عند مدخل القاعة حرصت الشركات السودانية على المشاركة في عرض منتجاتها الغذائية، ولا يحق لك الدخول للقاعة الرئاسية إن لم تكن ترتدي ديباجة توضح انتماءك للمؤسسة أو الشركة أو الوزارة.
{ مشاهدات من القاعة
كان الوفد القطري يجلس أمام المدخل الرئيسي للقاعة ومن خلفه الشركات السودانية والمؤسسات ورجال الأعمال، والمائدة مستديرة وأمامها المنصة الرئيسية، وفي غمرة الانشغال بالترتيبات والتحضيرات لانعقاد الجلسة الافتتاحية، جاء رجل شديد سواد الشعر عليه بياض يرتدي جلابية ويبدو أن عمره تجاوز الخمسين عاماً، قصير وليس بمربوع، كان يحمل في يديه قصيدة مدح للشيخ «تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني» أمير دولة قطر، سأل أحد أفراد الوفد القطري إن كان بإمكانه أن يسلم قصيدته للشيخ «تميم»، انزعج المسؤول القطري وتلعثم ورفض تسلم القصيدة وطلب منه أن يسلمها للسفارة القطرية بالخرطوم، حاول الرجل أن يقنعه لكنه تحرك من مكانه وترك القصيدة لصاحبها.
جلس الرئيس «عمر البشير» إلى المنصة الرئيسية وبجواره وزير المالية «بدر الدين محمود» والأمين العام لجامعة الدول العربية «نبيل العربي» والوزير بالمجلس الأعلى للاستثمار «مصطفى عثمان إسماعيل» حيث عزفت الفرقة الموسيقية السلام الجمهوري، وبعد الانتهاء منه مباشرة أصابت الدهشة الحضور عندما هتف رجل كبير بأعلى صوته ومن دون مقدمات (بطل أفريقيا.. الله أكبر)، وعندما جلس الحضور أخرجت السلطات الأمنية الرجل إلى خارج قاعة الاجتماعات.
نسي وزير المالية «بدر الدين محمود» الترحيب بالأمين العام لجامعة الدول العربية «نبيل العربي» بعد أن قدم كلمته مباشرة عقب تلاوة القرآن الكريم، وفي آخر الكلمة قال الوزير أعتذر بشدة وأرحب بمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية «نبيل العربي».
* غياب مقعد «سوريا» كان واضحاً في الجلسة الافتتاحية، وكان العلم السوري حزيناً في الخرطوم، وقد خصصت المراسم مقعداً لـ»دمشق» المفجوعة بالقتال والحرب، وإلى جوار المقعد جلس وزير الزراعة «إبراهيم محمود» ووزير الثروة الحيوانية «فيصل حسن إبراهيم».
{ كلمة الرئيس البشير
قال الرئيس: (أرحب بكم في مستهل هذا الملتقى الاستثنائي العظيم وبارتياح عميق واعتزاز كبير، تسعد بلادنا لمقدمكم إلينا، وإنه لواجب علينا، ورغبة صادقة عندنا، أن نحييكم ونشكركم على تجاوبكم، وتلبية الدعوة التي نادينا بها، عبر مبادرتنا لتحقيق الأمن الغذائي العربي، التي طرحناها في قمة الرياض العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وأعرب باسم الشعب السوداني عن كامل ترحابنا بكم، حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً.
وأشار الرئيس إلى أن مسألة الأمن الغذائي في الدول العربية، تعتبر تحدياً حقيقياً وكبيراً، يواجهه الوطن العربي حالياً ومستقبلاً، يحتاج منا جميعاً اهتماماً يوازيه، ومعالجات شاملة وناجعة، فأقطار الوطن العربي أكبر مستورد للحبوب في العالم، تستورد ثلثي حاجتها من السكر ومعظمها من اللحوم والبن، وجميعها من الشاي، وقسماً كبيراً من حاجاتها من البذور الزيتية والزيوت والفواكه والخضار.
وأضاف: (وقد استفحلت الأزمة في الإنتاج الغذائي في وقت تشهد فيه الدول العربية تزايداً سكانياً ملحوظاً، ضاعف من حجم هذه الأزمة، وزاد من أعباء ميزانية كل دولة في استيراد المواد الغذائية المطلوبة، لمقابلة الاستهلاك المتزايد للسكان).
ووصف أسباب الأزمة ومنها عوائق طبيعية، وتغييرات مناخية، ونضوب في مناسيب المياه، والأمراض النباتية وغزوات الجراد والآفات، والإقبال المتزايد على الوقود الحيوي، الذي أدى إلى تناقص المعروض للغذاء البشري، وغير ذلك من الأسباب المتعلقة بالسياسات الاقتصادية والتنموية العربية.
وقال «البشير»: (تظل الزراعة هي الذهب الحقيقي، وهي المورد الذي لا ينضب، والوسيلة الأسرع للتنمية، فالزراعة هي ماكينة التنمية، وهي المحرك للقطاعات الاقتصادية والخدمية الأخرى، وبذلك تخلق فرص العمل، وتؤدي إلى الاستقرار في الريف وتحارب الفقر، الشيء الذي يدعونا إلى مضاعفة الجهد، من أجل استخراج ما يكفي شعوب الدول العربية، من خيرات الطبيعة عبر الإنتاج الزراعي، وقد أخفقت دول عربية اتجهت نحو الخيار الصناعي، وأغفلت الاهتمام بالأرض والإنتاج الزراعي والحيواني، وعانت معظم دول العالم العربي من الهجرات المكثفة من الريف إلى المدن، الأمر الذي أدى إلى نقص نسبة السكان العاملين بالزراعة، مع تزايد مهول في الحاجيات الاستهلاكية للتغذية، وعدم توفر مشاريع طموحة لصناعات غذائية كافية، والتجأت إلى المراكز الرأسمالية الكبرى، نجم عن ذلك نزيف للميزانيات، ومديونيات مالية ضخمة، وارتهان سياسي واضح).
وأشار الرئيس إلى حاجة الدول العربية إلى تغطية العجز في السلع الغذائية الرئيسية، من حبوب وزيوت وسكر، ولحوم وألبان وخضروات وفاكهة، يتم استيرادها من أقاصي البلاد عبر البحار والمحيطات، وأمام الدول العربية فرص التضامن والتكامل الاقتصادي، وتكثيف الجهد في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني لتوفير الغذاء، بالاستثمار في الأراضي الواسعة، بعمل عربي مشترك وفعّال وبنظرة إستراتيجية، تأخذ في الاعتبارات أن توفير الغذاء مطلب حيوي مُلح، وتخصيص رأسمال من عائدات النفط للاستثمار العربي الزراعي، والعمل على تحسين وإصلاح الزراعة وتطويرها قومياً، والتعاون في توفير وصناعة الآليات والوسائل، والأدوات التي تساعد في الخدمات الزراعية، والمساهمة بالخبرات العلمية في المجال الزراعي، والعناية بالموارد المالية واستغلالها جماعياً، وفي هذا المقام لا يفوتني أن أجدد التحية والتقدير للدول والصناديق والمؤسسات المالية والاقتصادية العربية، لما قدمته من عون اقتصادي، أسهم في إكمال العديد من المشروعات التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي العربي، وعلى وجه الخصوص تلك المرتبطة بالبنيات التحتية مثل مشروعات سد مروي، خزان الروصيرص، وسدي أعالي نهر عطبرة وستيت، وهي مشاريع تسهم في زيادة المساحات المروية من الأراضي الواسعة، والتوليد الكهربائي.
جربنا الاكتفاء
وقال الرئيس: (إن بلدنا السودان يبقى منطقة وفرة غذائية ومصدر لإنتاج غذائي غزير إذا أقبل إليه المستثمرون بأموالهم في شتى المجالات، زراعة وصناعات غذائية، وخدمات زراعية، ومنتوجات حيوانية، وقد جربنا في السودان الاكتفاء الذاتي في عدد من السلع الزراعية الإستراتيجية، واتسمت التجربة بالنجاح الكبير، تم ذلك رغم صعوبات وتحديات جمة واجهتنا، وتعلمون الواقع السياسي للسودان، وقد استطعنا التغلب على العناصر السالبة للتنمية، من خلل سياسي وصراع اجتماعي ونزاعات وحرب كانت تسود، أدت إلى نزوح من الريف للمدن، وإفقار للموارد، وإهمال للزرع والضرع، ورغم كل تلك الظروف والضغوط لم يغب عن بالنا أبداً أن الزراعة والتنمية الريفية، هي مخرجنا، فركزنا أن ندعم الزراعة بإرادة سياسية متينة وراسخة، تعين على تحقيق نهضة زراعية يستفيد منها القريب والبعيد، من أشقائنا العرب والأفارقة، والحقيقة التي ينبغي ألا تغيب عن أذهانكم، قدرة السودان وإمكاناته في الإنتاج الزراعي وتأمين الغذاء بالأراضي الخصبة الشاسعة، والمياه الوفيرة والمراعي الممتدة، والثروة الحيوانية والبرية المتزايدة، والغابات المنتشرة، لم تغب عن بال (بريطانيا) الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، فبادرت بإنشاء أكبر مزرعة مروية في العالم، مشروع الجزيرة بمساحة مليون فدان تطور إلى (2.2) مليون فدان في العهد الوطني، وبالقطن الذي زرعته بالمشروع كست العالم، وملأت بماله الخزائن، وثروات السودان الزراعية والحيوانية يعرفها العالم، وزاد بالقول: وما يؤكد على ذلك استيعاب جميع قادة الدول العربية واعترافهم بقدرة السودان الزراعية عند حلول أزمة 1973م المعروفة، فقرروا تأسيسهم لثلاث مؤسسات عربية تنموية كبيرة، الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا ليكون مقرها السودان. والاقتصادات العربية مطالبة اليوم بالدخول في إستراتيجية إنتاج ذاتي اكتفائي في ميدان الغذاء، ونحمد لقمة الرياض قبولها لمبادرة السودان للأمن الغذائي العربي، والسودان يوفر البيئة للاستثمار بالسعي المستمر لإزالة المعوقات التي نقر بوجودها وتعوق الاستثمار في بلادنا، إن كانت تشريعية أو إدارية أو هيكلية، وعكفنا على معالجتها وأزلنا الكثير منها ونسعى لإزالة ما تبقى، وإننا نفتح المجال واسعاً للقطاع الخاص وللمؤسسات العربية للاستفادة من الفرص المتاحة، وقد يسرنا المعينات اللازمة من شبكات كهرباء وطرق برية مسفلتة ومعبدة عابرة لولايات السودان ومواصلات سهلة واتصالات فائقة، وسدود ومشروعات حصاد مياه بمختلف الولايات، ومعلومات وافرة عن مشروعات تنموية واعدة، وإننا قد بسطنا السلام، وركزنا الاستقرار في مناطق واسعة، حتى تنتشر التنمية الريفية ليستفيد منها ملايين الشباب، ويتحقق الرخاء للأجيال القادمة. والسودان يلتزم بكامل الإستراتيجيات التنموية التي أقرتها قمة الكويت الأساسية للتعاون الاقتصادي، والتي أقرت أن يمثل الأمن الغذائي الأولوية القصوى للدول العربية.
نحن بحاجة للمزيد من الدعم
وقال «البشير»: مع تقديرنا وشكرنا لدعمكم السابق، إلا أننا بحاجة إلى مزيد من الدعم العربي لمبادرتنا، لتكملة البنيات التحتية من كهرباء وسكك حديدية، وطرق وموانئ وغير ذلك، مما هو ضروري للتوسع في المساحات الزراعية والحيوانية، لتلبية حاجة العالم العربي المتزايدة من الاستهلاك الغذائي، وذلك ما أكدته الدراسة التي تمت بواسطة شركة (لامير الألمانية) كما سيُبيّن لكم بالتفصيل.
وجدد الرئيس التزام السودان بقبول أية مبادرات عربية تعود بالفائدة والمصلحة للكافة، وبإتاحة الفرص أمام الشباب العربي لينعم بخيرات وثروات السودان الواعدة، وبحمد الله وصلتنا مبادرات قيمة من مؤسسات عربية عديدة منها مبادرة البورصة العربية التي تم تأسيسها في قمة الرياض، وقد وجهنا المختصين لدينا بدراستها والنقاش حولها ووضعها موضع التنفيذ، ونأمل أن يتواصل الجهد ويتكامل، حتى نسهم جميعاً في تنمية اقتصادية واجتماعية تنعكس إيجاباً وخيراً وبركة على جميع بلداننا العربية، وتكفل العيش الكريم في جو المتغيرات الدولية والأزمة المالية وأزمة الغذاء العالمية التي تنذر بعجز، ستعاني منه الشعوب والدول برمتها، نسأل الله أن يبارك في جهودنا جميعاً.
{ الأمين العام للجامعة العربية: السودان سلة غذاء الوطن العربي
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية «نبيل العربي» إنه قد حان الأوان لرفع شعار (السودان سلة غذاء الوطن العربي)، لما يمتلكه من أراضٍ زراعية شاسعة تبلغ (40) مليون فدان، ومناخ مناسب وبيئة صالحة للزراعة ومصادر متنوعة من الطاقة والخبرات الفنية، وحذر «العربي» من تداعيات مضاعفة كلفة استيراد الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة التي تضاعف كلفة الإنتاج الزراعي وتزايد المشاكل في الحصول على الغذاء.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية على أهمية الارتقاء بمبادرة الرئيس «البشير» الخاصة بالاستثمار الزراعي العربي في السودان للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي العربي واتخاذ الخطوات العملية في هذا الشأن. وشدد على أهمية تشجيع دخول رؤوس الأموال العربية للاستثمار الزراعي في السودان بما يتناسب مع خطورة الفجوة الغذائية وزيادة حجم التبادل بين الدول العربية في المجال الزراعي والحصول على موارد الطاقة الجديدة والمتجددة .
كما طرح وزير المالية «بدر الدين محمود عباس» رئيس الدورة الاستثنائية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي المنعقدة بالخرطوم – رؤية السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي، مشيراً إلى أن الخطة تقوم على دراسة عميقة وعملية ترتكز على إنتاج السلع المستهدفة في كل أنحاء البلاد، وأشار إلى أن السودان قد شكل العديد من مجموعات العمل شملت سلع الحبوب، السكر، اللحوم والألبان، بالإضافة إلى البنيات التحتية والتشريعات.
واعتبر وزير المالية الاجتماع خطوة ايجابية في مشوار تأمين الغذاء العربي، منوهاً إلى ضرورة تضافر الجهود وتلاقح الأفكار للخروج برؤى عملية تحقق الأمن الغذائي العربي وتعمل على تأهيل مشروعات البنى التحتية السودانية.
وجدد «محمود» ترحيب السودان بالمستثمرين العرب، وقال إن إستراتيجية البلاد التنموية تقوم على تشجيع الاستثمار العربي في مجال الحبوب والزيوت والسكر، الصمغ العربي والتصنيع الزراعي، متطرقاً إلى بيئة السودان الجاذبة للاستثمار من واقع الموارد الطبيعية من مياه وأراضٍ صالحة للزراعة وقوانين وتشريعات محفزة، بالإضافة للامتيازات المالية والنقدية التي يتمتع بها المستثمر، واصفاً السودان بأنه أحد ثلاث دول مناط بها تحقيق الأمن الغذائي العالمي.
وتطرق وزير المالية للإجراءات التي اتخذتها الحكومة لإصلاح الاقتصاد السوداني عبر البرنامج الثلاثي لإعادة هيكلة الاقتصاد بالتركيز على زيادة الايرادات وخفض التضخم لتحقيق استقرار سعر الصرف وتفعيل شبكات الضمان الاجتماعي وإزالة العقبات كافة التي تواجه الإنتاج وتنمية موارد العملات الأجنبية وتشجيع القطاع الخاص وتخفيف العبء الضريبي.
في نهاية الاجتماع قال وزير الزراعة «إبراهيم محمود» لـ(المجهر) إن الاجتماع يأتي في اطار التزام الدول العربية بالأمن الغذائي خاصة بعد تصاعد الأسعار، وهذا الاجتماع التفات من العرب إلى السودان كمخزن من مخازن الغذاء وتأكيد لدعم مبادرة رئيس الجمهورية، وأشار الوزير إلى أن السودان منح الدول العربية مليون ونصف المليون فدان للمشاريع الاستثمارية منذ (3) سنين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية