أخبار

تقاربوا

أعتقد أنه الأنسب الآن تحرك “البشير” نحو الآخرين خارج أسوار المؤتمر الوطني، بمبادرة جريئة وواضحة وبمحفزات حقيقية دون التقيد بمحظورات، بهذا يمكن الحديث عن تغيير فاعل ومؤثر ذلك أن الانتقال بالحزب الحاكم الى مرحلة جديدة بدماء شابة واتجاهات لتقييم وتقويم تجربته السابقة في الحكم لن تكون مثمرة بالقدر المناسب إن أهمل من واقع مسؤوليته كحاكم أخذ الآخرين معه إلى المقاصد المتعلقة بهموم السلام والتداول السلمي للسلطة وإقالة عثرة البلاد الاقتصادية.
المعارضة من جانبها بشقها السياسي المدني أو الفصائل المسلحة المتناثرة بالخارج في مراكز إمداد ومحطات تصنيع عليها كذلك التقدم خطوة نحو بدايات الأرض الثابتة لكل الأطراف، ليس مفيداً منها التعنت والاندفاع إلى سقوفات أبعد من مطلوبات المرحلة الأولى في التفاهم بمعنى أن بعض تلك القوى عليها وبشكل صريح تبني مواقفها (هي) وليس مواقف الجهات الداعمة لها رغم يقيني بأن من يمنحك (صندوق ذخيرة) أو يوفر لك غطاء لنشاط ضد بلدك سيطالبك فواتير ذلك يوماً ما، ولن يطلب نقداً بقدر ما سيطلب مواقف ترتبط برؤيته هو لشكل العلاقة مع الخرطوم وأجندة مصالحه معها أو ضدها.
الأهم من تواصل الحكومة والمعارضة انفتاح الأولى على فئات أوسع وجمهور عريض من السودانيين غير ذوي الانتماءات وإن كانت لهم آراؤهم وتقديراتهم بشأن الوضع العام بالبلاد، هؤلاء كتلة معتبرة وربما يكونون أغلبية تتجاوز محشود الطرفين الأوليين، السواد الأعظم من السودانيين الذين أجندتهم خالصة لصالح الأمن والتعليم والصحة لا يبغون علواً في القصر الجمهوري أو البرلمان وهذه كتلة حية من الشباب الذين يجب التواصل معهم بطريقة ما وفسح الطريق أمامهم لبلورة أفكارهم والأخذ بها فإن حدث هذا يمكن للبشير الانتقال بالجميع إلى عملية تغيير وبدايات جديدة تشترك فيها كل الأطراف بإمساك طرف الثوب لرفع الوطن في مقامه الصحيح.
إن تحلى الجميع- وأكرر (الجميع)- بالمسؤولية وترفعنا عن الغبائن الخاصة والثارات السابقة هي اللبنة الأولى لبناء أجواء ثقة تدعم فرص تطوير الحوارات العميقة والمقترحات البناءة إلى برنامج عمل مقصده وهدفه الوطن، التلاوم وتقديم الهواجس والظنون والنظر للأمر من زاوية (اعصر واكسر) لن تنجز آخر الأمر إلا عودة الكل لنقطة البداية، وتخندقنا في أحزابنا بحالتها تلك وهي أحزاب بعضها هو المشكل نفسه لأنه لا يمكن أن تطلب عافية لجسد وأنت عنصر عدوى فيه بالضعف وفقدان المناعة.
وأعتقد أن البشير يمتلك من الشجاعة والثقة والأهم من هذا المسؤولية أمام الله وشعبه ليكون المبادر والسباق بأخذ الخطوة الأولى للم شعث هذا البلد وقواه فإن فعل فعلى الآخرين إعانته والسلوك معه في طريق الحلول الشاملة، فلم يعد من متسع وخلق عند الناس وصبر للحلول المجزئة فقد سئموا وضجروا من هذه المناكفات التي لا تنقطع والحروب التي لا تنطفئ إلا لتلد أخرى وكلها تصب نيرانها وأحزانها على عوام الناس والشعب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية