أخبار

هواتف محمولة

(1)
ليس من اللائق أبداً أن تجد نفسك مضطراً للاستماع إلى إعلان عبر هاتفك المحمول، يتحدث عن الخدمات التي توفّرها الشبكة الهاتفية التي قمت بالاتصال عبرها. ثم يقولون لك و بعد كل هذا الانتظار (الإعلاني) (عفواً الرقم مشغول حالياً.. يمكنك الانتظار أو الاتصال لاحقاً).
هذه الطريقة أشبه بسياسة فرض الأمر الواقع، ولا تخلو من (استغلال) غير حميد ليس لنقود المتصلين هاتفياً، وإنما لوقتهم الذي يضطرون لهدره في الاستماع إلى هذه (الأسطوانة) المتكررة.
هناك طرق عديدة لعرض الإعلانات سواء في الصحف أو الإذاعات أو شاشات التلفزة، و لا نظن أنَّ شبكات الاتصال بحاجة أيضاً إلى (الهواتف) نفسها لتجعلها وسيلة إعلانية، كما أنَّ السؤال المهم هنا هل بالفعل هذه (الدعاية الهاتفية) مجانية أم أنَّ مجرد الاستماع إليها هو مدفوع الثمن.
نشكُّ بالطبع أنْ يكون هذا الإعلان الهاتفي مدفوع الثمن، ولكن لا نشكُّ على الإطلاق أنه يستنزف وقت وصبر واحتمال المتصلين، و بالتالي فلا نرى ضرورة منطقية في استمرار هذه النوعية من الإعلانات، خاصة و أنَّها قد تستغرق أطول من فترة (الانتظار) وبالتالي تحول دون إجراء المكالمة والتي قد تكون مهمة و عاجلة.
(2)
وبعيداً عن (الدعاية) قريباً من (الهواتف المحمولة) أيضاً نلاحظ أنَّ هناك إعلانات تنشر عن أسعار الهواتف التي تُدشِّنها شركات الاتصالات، ولكن حين الذهاب إلى منافذ البيع الخاصة بهذه الشركات يقولون في الغالب إنَّ هذه الهواتف والتي تكون أسعارها (مخفضة نسبياً) لا توجد لديهم، وإنّما عند الوكلاء والمحلات التجارية. وباالذهاب إلى هؤلاء تكون المفاجأة أنَّ هناك أسعاراً أخرى غير التي تمّ الإعلان عنها، وحين يطرح السؤال عن السبب تأتي الإجابة الغريبة وهي أنَّهم- أي أصحاب هذه المحلات التجارية- يشترون بهذا السعر من شركات الاتصال ولا يمكن أن يبيعون به أيضاً. ومن هنا يضعون زيادة إجبارية غير محددة السقف.
هل يحدث ذلك بعلم الشركات؟، و إن كان الأمر كذلك لماذا يتم الإعلان عن أسعار لا توجد على أرض الواقع؟! وقبل ذلك لماذا لا توجد هذه الهواتف المخفضة الأسعار في منافذ البيع الخاصة بالشركات نفسها، ويكتفون بوضع الهواتف خارج تلك التي يتم الإعلان عن أسعارها المخفضة؟!.
(3)
و بعيداً عن (الدعاية) و (الأسعار) قريباً أيضاً من (الهواتف المحمولة)، تكررت في الآونة الأخيرة مسألة التذبذب في قوة الشبكات على اختلافها ولا نعرف حتى الآن السبب في هذا الأمر، وما إذا كان له صلة بالأعطال المتكررة في الخدمات الاتصالية الأخرى. و نعني سبكة (الإنترنت) والتي شهدت في الآونة الأخيرة، قطوعات في معظم أنحاء العالم بسبب أعطال تم تجاوزها الآن؟!.
لقد بتنا نسمع كثيراً عبارة (حاولت الاتصال بك مراراً وتكراراً ولكنني فشلت في ذلك تماماً)، وقد يذهب البعض إلى أبعد من ذلك فيفترض أنك أغلقت هاتفك المحمول أو حتى رفضت الرد، بينما حقيقة الأمر أنَّ هذه الاتصالات لم تصلك أصلاً!.
هل هناك ضغط أكثر مما ينبغي على الشبكات؟! أم أنَّ هناك أعطالاً صغيرة تحدث من حين إلى حين ويتم إصلاحها دون إخطار المشتركين؟! تساؤلات تكثر في ظل هذا التذبذب في مستوى أداء شبكات خدمة الهاتف المحمول تحتاج إلى إجابات!!.
> ملحوظة:
هذا المقال نُشر قبل سنوات مضت و أعيد نشره الآن دون حذف حرف واحد، لأن ما أثير فيه مازال ماثلاً دون أن يتغير الحال أو تحل المشكلات التي تضمنها المقال، حيث مازالت الشكوى قائمة من (1) و (2) و (3) أعلاه!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية