أخبار

شيء من الملل!

الناس خارج السودان (شايفه حاله) ولا تفرِّط أبداً في صحتها وسعادتها.. وميزانية الفرد لابد أن تحوي (بنداً أساسياً) هو (الترفيه) عن النفس و (الترويح) عن الذات. لذلك فهم يعملون طوال الأسبوع بجد ونشاط حتى يتحصلوا على مقابل مادي يقضون به (نهاية الأسبوع) من خلال برامج فردية أو عائلية، تنأى بهم عن ضغوطات العمل والحياة وتجدد نشاطهم وحيويتهم. ونفس الفكرة تتكرر في نهاية كل عام والإجازة التي يحرصون عليها وغالباً ماتكون مواتية للسفر خارج بلادهم، حيث لا تخفي الفوائد الجمة للسفر من اكتشاف لأمكنة جديدة و تعرُّف على ثقافات جديدة، إضافة إلى شحذ طاقات الإنسان بروح متجددة!!
حتى (الأزواج) كي لا ينطفيء بريق الحب يقررون أحياناً الابتعاد عن بعضهم البعض ولو ليوم واحد، تذهب فيه الزوجة لأهلها ثم تعود إليه و كلاهما أكثر لهفة للآخر.
صحيح أن الأحوال الاقتصادية للأسر السودانية لا تسمح بهذا البند الخاص جداً، وصحيح أن (خيارات) الترفيه في هذا البلد تكاد تكون محدودة جداً.. وصحيح أن ثقافة الترويح عن الذات ضمن برامج (منضبطة و راشدة) تكاد تكون غائبة إلى حد كبير، لكن الصحيح أيضاً أن الإنسان بوسعه أن يُرفه عن نفسه بأقل الإمكانيات وفي أضيق الحدود!!
إن القيام ببرنامج مختلف في العطلة الأسبوعية أو السنوية من شأنه أن يكسر رتابة الروتين، وأن يمنع الملل من التسلل إلى نفوسنا. وهذه النتيجة قالها علماء واختصاصيون والذين من حولنا أكثر توحداً مع ذاتهم وإقبالاً على أعمالهم والحياة بشكل عام، هم أُناس يعرفون هذا (السر) جيداً ويقومون بترميم ذواتهم و تنقية نفوسهم كلما استلزم الأمر ذلك!
مجرد القيام برحلة نيلية أو زيارة منطقة أثرية أو حتى الجلوس لبرهة من الوقت في حديقة عامة، لن يكلف الإنسان شيئاً لكنه سيعود عليه بالكثير. و استنشاق الهواء النقي بعمق تحت سماء صافية يضيف بريقاً لأعمارنا ويضاعف من إقبالنا على الحياة. أفكار صغيرة علينا أن نقوم بها كي نبني حاجزاً عالياً أمام شيء خطير اسمه الملل!!
< خاص جداً
حضرت ولم أجدك
تكرر حضوري
وتكرر غيابك
كان حضوري
مريراً
و حزيناً
فهل يعني لك
شيئاً حضوري
و أنت غائبة
وهل تفهمين كم أفتقدك
وأشتاق إليك
وكم أحن لعينيك
حين تتكرر الأشياء
ويعتريني الملل!!.. أيتها الفكرة لا (الأنثى).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية