إذن .. فليبقَ الحزن ما شاء!
} ليس الحزن مجرد إحساس أخرق أو عاطفة ساذجة لم يدرك علماء النفس سبيلاً للتخلص منها.. الحزن بعض منا.. جزء من ذاتنا وتكويننا إن لم يكن كلنا.. هكذا الروح تبحث عن ما يجنبها حرج الفرح بالغوص في عالم الذكريات الذي لا يؤدي سوى لطريق الحزن أيضاً.. أجل.. فقط الحزن إمّا لذكرى جميلة مضت ولن تعود.. أو الأسف على زمن مضى هباءً منثوراً يؤرقنا بالحزن عليه لأننا لم نغتنمه جيداً. وأنا الآن لا أملك غير أن أرتمي بين أحضان الصمت.. أقلب عيني ذات اليمين وذات الشمال.. باخعة نفسي على كل ثانية لم أحرر فيها لغتي من رهق الكساد.. البلاد الآن تعصف بي على ظهر البلاد.. تتناوب الأحزان في كل يوم علينا.. ولكن ما دام للفرح نصيب من ميراث الروح التي لا تموت إذن فليبقَ الحزن ما شاء!!
} ربما تموت الأماني في جزء من الحياة فنرمي اللوم على القدر.. رغم أن الأقدار لا تحنث بوعدها مثلنا، ولكن لأننا نبني افتراضاتنا دون إذن منها، ونصدق أنفسنا ونثق بها دون أن تطلب منا ذلك.. ودون أن تضع لنا خارطة طريقها.. فيجيء الحزن.. أو ربما نقنع أنفسنا بالحزن حينما نفقد شيئاً نظن أن الحياة توقفت معه.. أو ربما نحزن لأننا نود ذلك.. لأنه البيئة التي اعتدنا التعايش معها.. أو ربما.. أو ربما.. أو ربما!!
} ما يهم لتمضي الحياة ليس الندم حين احتضار الأمل.. أو البكاء على أطلال الرحيل كما فعل الشعراء قبل آلاف السنين.. ما يهم حقاً لتستمر الحياة كما ينبغي.. أن نخلع الحزن ونمضي إلى حيث اللا حزن ما استطعنا إلى ذلك سبيل.
} خلف نافذة مغلقة
أنا عاد من وين غير أضبح عجزي بشبِّع زمناً إنتَ عزمتو سمايتك فيني.. وكيف حانكفي الناس القاعدة وراجية تسمِّي البينك وبيني.. وكيف حا شوفم ما دام شوفك وحّدو مالي عليّ ودْ عيني..
ووين ألقالي عمر يسترني عشان تالاكا أخلص ديني.. وكيف اتكرّف قلوة حزني وإت بالروح منو بتفديني..
وأحزن كيف وأنا من لاقيتك كيف الراس للهم راميني..
وإنت فضحتني قدام دمعي المن طليت واقف راجيني..
عشان أتعذب واندم وابكي. متل ما كان قبال ما تجيني!!