رياضة

المدينة الرياضية من العام 1989م، وحتى 2014م، لم تصبح واقعاً!

ما يزيد عن العقدين من الزمان وتحديداً في العام 1989م، حينما عاد المريخ بكأس الكؤوس الأفريقية (مانديلا) واستقباله بالقصر الجمهوري، والقرار الذي أصدره المشير «الزبير محمد صالح» بإنشاء المدينة الرياضية.. لا تزال الأعمال تتواصل بسلحفائية في المبنى الذي يقع جنوبي الخرطوم، وكأنما الانتظار الطويل حتى يقام حفل الافتتاح أضحى من السمات الملازمة للشخصية السودانية التي تبدع حينما يوكل إليها عمل ما خارج حدود الوطن، وتلجأ للروتين وتكسير الوقت حينما تشرف على عمل وطني.
ورغم مرور ما يزيد عن العقدين إلا أن (هياكل) المدينة الرياضية كأنها تنادي على من يستر (عورتها) بعد أن فقدت أجزاء مؤثرة من جسدها، بالتغول على مساحات مقدرة من أراضيها الممتدة نحو الأفق. كم هي المساحة الكلية التي تم تصديقها للمدينة الرياضية؟ وكم هي المساحة التي تم تقليصها والمساحة التي تم استردادها، وكم تبلغ مساحتها الحالية؟ وهل تعاقب الوزراء على وزارة الشباب والرياضة أثر على سير العمل؟ وأين هي اللجنة التي تم تكوينها برئاسة مساعد رئيس الجمهورية «موسى محمد أحمد»؟ وأين وصل العمل في المدينة الرياضية وما هو الأثر المباشر على بعض الاتحادات الرياضية من عدم اكتمال المدينة، وما إلى ذلك من أسئلة طرحتها (المجهر) على عدد من الذين لهم صلة بهذا الصرح وخرجت بالحصيلة التالية التي تتابعونها عبر المساحة التالية.
التقينا مدير المدينة الرياضية «صلاح الجيلاني» الذي أوضح كل التفاصيل بدقة متناهية، وقال إنه وحسب قرار الأراضي كان لا بد من تخطيط أراضي المدين، لذلك تم استقطاع (280) ألف متر للطرق، كما أن الأراضي في الأصل كانت سواقي زراعية تابعة لمنطقة الجريف، وبعد انتزاعها تظلم أصحابها لدى لجنة الحسبة والمظالم التي قررت تعويضهم من أراضي المدينة، فتم منحهم مربع (26) الأزهري. وفي فترة الوزير «يوسف عبد الفتاح» تم تكوين لجنة برئاسة «شرف الدين بانقا» والتي اقترحت بيع جزء من أراضي المدينة لمصلحة المشروع، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم تخطيط مربع (29) الأزهري حياً سكنياً وتم إكمال المرحلتين الأولى والثانية بعائده أراضي دلالة العربات الحالية تابعة للمدينة الرياضية، أيضاً وبموجب اتفاق تم بين الوالي واللجنة الحالية تم استرداد (200) ألف من أراضي المدينة الرياضية لتصبح المساحة الحالية (606) ألف متر من المساحة الكلية التي تم تصديقها في العام 1989م، وهي مليون وأربعمائة وثمان وثمانين ألف متر.
} أعمال التشييد
أوضح «الجيلاني» أن العمل متوقف منذ العام 2008م، أي حين تكوين لجنة عليا للمدينة، تكونت على خلفية فتح ملف المدينة لدى رئاسة الجمهورية، فتكونت برئاسة مساعد رئيس الجمهورية «موسى محمد أحمد» في نهاية 2011م، وبعد البحث والتحقيق قامت اللجنة بتغيير الخرطة لتتماشى مع العمل، كما وضعت مخطط شامل لكل المناشط وبدأت اللجنة أعمالها الفعلية في أكتوبر 2012م، وحتى الآن تجاوزت أعمال التشييد (85%) حيث اكتملت المدرجات بالجزء الشمالي للمدينة، وجاري العمل في الصب الخرساني وسوف يتم رفع المصاطب في بداية شهر فبراير المقبل، كما أن العمل بالمسبح الأولمبي الذي بدأ عام 2008م، وصل إلى (90%)، ومن المتوقع أن يكتمل العمل بنهاية 2015م.
وأكد «الجيلاني» أن المشروع مرتب من الناحية الإدارية وأن اللجنة مواصلة عملها بصورة مذهلة، واعتبر تبعية المشروع لرئاسة الجمهورية خطوة مفيدة للغاية، وأضاف أن تعاقب الوزراء أثر سلباً على عمل المدينة الرياضية، وأشاد بفترتي الوزراء «حسن عثمان رزق» و»حاج ماجد سوار» اللتان شهدت أعمال التشييد بالمدينة الرياضية تقدماً ملحوظاً.
} الشركة المسؤولة
أكد أن شركة (دانفوديو) هي الشركة المسؤولة ولم يتم تغييرها لأنها موقعة عقداً ملزماً بإكمال الأعمال الخرصانية، مضيفاً أن هنالك ضماناً يسقط في حال تغيير المقاول، وأضاف أن هناك سعياً من شركة أسبانية لتكمل المشروع بفوائد (3%) وهو الآن داخل وزارة المالية.
} صوت لوم
وجه «صلاح الجيلاني» صوت لوم عبر (المجهر) لشركات الاتصالات وبعض رجال الأعمال الذين لم يوفوا بالتزامهم تجاه المدينة الرياضية ولا بنسبة (1%)، مشيداً بدور القطاع المصرفي وعلى رأسه بنك السودان المركزي باعتباره الجهة الوحيدة التي ساهمت في عمل المدينة. وفي ذات السياق أضاف «الجيلاني» أن هنالك (36) منشطاً مخططاً في الخارطة بحاجة إلى التنفيذ، وهذه دعوة لدخول الرياضيين ورجال الأعمال والشركات والفرق في شراكة استثمارية لتنفيذها.
} الاتحادات تتحدث!
أوضح رئيس الاتحاد السوداني للرماية العميد «سيف الدين ميرغني» أن المساحة التي خصصت للرماية في البدء كانت (360 × 120) وتقلصت بعد تكوين اللجنة إلى (200 × 110)، وقد تم فعلياً إنشاء أربعة ميادين خاصة بالرماية في هذه المساحة، وجاري الآن التخطيط لعمل صالة متكاملة، وعزا العميد «سيف الدين» تأخر العمل بالمدينة لضعف التمويل.
} ألعاب القوى
تظلم رئيس اتحاد ألعاب القوى السوداني د.»مكي فضل المولى» من ضيق المساحة المخصصة لهم وقدرها (20) ألف متر، وهي تصلح للمقر والمكاتب فقط، وطالب إدارة المدينة ووزارة الشباب والرياضة بإعطائهم مساحة إضافية جوار الملعب الرديف للتدريب والكورسات، وأبدى أسفه على بطء العمل، مؤكداً أن العمر الافتراضي للمضمار انتهى قبل اكتماله، والآن لا بد من تغيير الطبقة (الترسانية) وهذا ما وصفه بالمستحيل في ظل هذه الظروف والبطء المصاحب للعمل، باعتبار أن الوزارة مكرسة كل جهودها في الأعمال الخرصانية. وحلاً لأزمة المضمار طالب اتحاد ألعاب القوى والي ولاية الخرطوم بتأهيل ميدان الربيع بأم درمان (العباسية) لممارسة نشاطهم به حتى اكتمال المدينة الرياضية. وصدق الوالي الميزانية إلا وزارة الملاية لم تصرف قرشاً واحداً، وقال ليس هناك أمل بصرفها قريباً نسبة للظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد، معللاً ذلك بمجيئهم في أوقات صعبة في فترة مشكلة (هجليج) وانفصال الجنوب وذهاب بترول الجنوب وبعدها السيول والفيضانات، مضيفاً أن المنافسات الخاصة بالاتحاد تقام بمضمار إدارة الرياضة العسكرية، مؤكداً أن المضامير هي أساس ألعاب القوى. وشكا د.»مكي» من تدني الميزانية المخصصة لهم في إقامة معسكر لمدة شهر يحتاج للأكل فقط (20) مليون، مشيراً إلى أن الرياضة لا تتقدم بتلك الطريقة قائلاً (كرة القدم بتشيل نفسها لكن نحن)، وفي ختام حديثه ناشد الدولة ورجال الأعمال بالوقوف وتمويل الرياضة.
} توضيح الوزارة
العمل يعتمد على تدفق المال
أوضح مدير إدارة المنشآت الرياضية بالوزارة المهندس «حسان الشكلي» أن أسباب تأخر العمل بالمدينة الرياضية أسباب تخطيطية متفق عليها، مبيناً أن العمل الآن يسير بصورة جيدة فهو في مرحلة الصب الخرساني في هيكل الملعب الأولمبي، وأن سرعة وبطء العمل تعتمد كلياً على تدفق المال.
} مناشدة
من جانبنا نناشد شركات الاتصالات الإيفاء بالتزاماتها تجاه المشروع الوطني، كما نناشد رجال الأعمال وعلى رأسهم «جمال الوالي» و»الحاج عطا المنان» وآل «النفيدي» وآل «البرير» و»طه علي البشير» و»أسامة داوود»، وغيرهم من الرأسمالية التفاعل مع الهم الوطني بتقديم الدعم الذي يمكن أن يسهم في اكتمال العمل خلال شهور، ونأمل أن تصدر المالية توضيحاً بشأن المبالغ التي دعمت المشروع وأسباب إحجامها في الوقت الحالي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية