براءة "أزهري التيجاني"
} قال القضاء كلمته وصدرت براءة د. “أزهري التيجاني”، القيادي في المؤتمر الوطني، ورفيق دربه د. “الطيب مختار”، بعد ما يقارب العام ونصف العام من التقاضي.. صبر الرجلان على أذى ذوي القربى وشماتة الأعداء ومكر الماكرين، حتى قال القضاء كلمته في قضية الأوقاف التي في ظاهرها قضية إخفاقات إدارية وتجاوزات للقانون في التعيين والمخصصات، وباطن القضية شيء آخر يعلمه “أزهري” و”الطيب مختار” والجهات التي حرضت عليهما من داخل حوش الحزب الحاكم، في سياق صراعات مراكز القوى التي هز عرشها التغيير الأخير.
} خرج د. “أزهري التيجاني” نظيفاً يمشي زهواً في الأسواق ويباهي بشهادة القضاء في حقه، ويعود لأهله وعشيرته في (قليصة وعد الحجر والبان جديد والسعاته بخاري والدونكي وود ملكي والفينقر والدبيكاية حلة فضل).. وبقية القرى المحزونة المتناثرة في رمال غرب كردفان، بعد أن خدشت القضية سمعته وكادت تنال من الشيخ “عوض السيد” في مرقده الأبدي.
} أن يمتحن السياسي في ذمته ويصبر على إجراءات التقاضي الطويلة لشهور وسنوات، لهو أهون من أن يحظى بحماية غير قانونية ويستغل نفوذه ويحمي نفسه وسمعته بالإجراءات الاستثنائية، ويسترضي من هم أعلى منه ليصدروا شهادة زائفة بحقه. ود. “أزهري التيجاني” عاش أياماً عصيبة انفض من حوله فيها كثير من أصدقاء الغفلة والمصالح، وتركوه (في السهلة) يواجه مصيره بصبر وثبات وعزيمة، حتى قال القضاء كلمته. وقد جسد مولانا “عبد الباسط سبدرات” معنى الوفاء والإخلاص وأخلاق (الدناقلة) حينما تولى الدفاع عن د. “أزهري التيجاني” و”الطيب مختار” بلا ثمن، نظير رهق المحاكم ومتاعبها..
} واكتشف د. “أزهري التيجاني” في محنته التي (انجلت) معادن رجال، بعضها من ذهب وأكثرها من صفيح (أكله الصدأ). كان “أزهري” طوال حياته السياسية مثالياً في نظرته لمن حوله وتحته وفوقه، يرفض وجود مؤامرة من حيث المبدأ.. نسجت حول عنقه مؤامرات عديدة ودبرت (مكائد) لإعدامه شنقاً على منصة الفساد المزعوم، بعد أن رفض د. “أزهري التيجاني” تمرير بعض القرارات من فوق طاولته ومن تحتها.. واتخذ لنفسه منحى استقلالياً عن وصايا الآباء والشيوخ والمدربين والمعلمين الكبار.
} هل كانت هناك أصلاً قضية؟! أم هي قضية مصنوعة بمقاسات “أزهري” و”الطيب مختار” لتأديبهما.. فالثاني أصلاً متمرد على شيوخه ورؤسائه منذ أن كان في (سوادتل) نائباً لمديرها العام.. وتعيينه أميناً للأوقاف كان قراراً في نظر البعض خاطئاً.. فـ “الطيب مختار” يجهر برأيه ولا ينتظر اتجاه الريح ليمشي آمناً تحت الحوائط السميكة.. بينما كان “أزهري” مثالياً.. قومياً في توجهاته، ينبذ الجهوية والقبلية ويؤثر خدمة الآخرين قبل عشيرته الأقربين، حتى أن كثيرين لا يعرفون وطن د. “أزهري التيجاني” الصغير!!
} وحينما وجهت تهمة الفساد لابن “التيجاني ود عوض السيد” قالت عمتي “زينب” ابنة الشيخ “عبد المنان” أطال الله عمرها ومتعها بالعافية: يا ولدي نار التقابة ومسيد القرآن لا تلد الرماد، وسمعنا عن اتهام بحق “ود عوض السيد” من حكومتكم التي لا تعرف قدر الرجال!!
} شكراً للقاضي “عادل موسى” الذي شطب الاتهام في مواجهة “أزهري” و”الطيب مختار” و”خالد” مدير الأوقاف بالخارج، ليكتب تاريخاً جديداً لسياسي من حقه الآن أن يتحدث بعد صمت طويل وصبر على الأذى وظلم ذوي القربى، حتى حصحص الحق جهراً في نهايات عام 2013م.