رحيل (الحوت) أكبر الأحزان.. فاجعة رحيل «بهنس» تصدم العرب.. و«عركي» يبدد بؤس مسارح الـخرطوم
أيام قلائل وتنسحب أيام العام 2013م… بعد أن احتشدت بأحداث فنية وثقافية كثيرة محزنة ومفرحة ومحبطة ومثيرة أو باعثة على التشاؤم أو التفاؤل.
رحيل (الحوت).. صدمة العام
لعل أبرز حدث فني في عام 2013م هو رحيل فنان الشباب الأول لما يقرب من ربع القرن «محمود عبد العزيز» الذي تصدر المشهد الغنائي الشبابي لمدة لم ينافسه في زعامتها أحد رغم كثرة المطربين الشباب الذين يتناسلون بشكل مضطرد في كل عام، ولكن لونية «محمود» المختلفة عن كل سابقيه دفعت به إلى أن يكون ملهم الشباب الأول إلى الحد الذي جعل معجبيه يعلون شعار (ما بنطيق لغيرو نسمع)، ولكن في صبيحة السابع عشر من يناير عام 2013م حمل الناعي نبأ رحيل مطرب الشباب الأول وتكدست الشوارع بجموع المعزين وأخرج الحزن كثيراً من الشباب عن طورهم وحاصروا (مطار الخرطوم) في أكبر تجمع عفوي شعبي يشهده المطار منذ تأسيسه، وشهد (حي المزاد) ببحري تجمع كل السودان من مطربين وإعلاميين سياسيين حكومة ومعارضة ولم يبق في البلد من لم يبك على «محمود».
عودة «عركي» إلى الحفلات الجماهيرية
رغم أن العام 2013م قد بدأ بحزن كبير إلا أنه شهد كذلك خبراً مفرحاً بعودة الفنان الملتزم بهموم شعبه «أبو عركي البخيت» إلى الشدو في مسارح الخرطوم، وكانت عودة «عركي» في ميقاتها تماماً بعد أن خلت الساحة الفنية تماماً من نجوم الشباك برحيل «وردي» و»محمود» وهجرة «البلابل» واهتمام «محمد الأمين» بعلاجه، وأعاد «عركي» إلى مسارح الخرطوم بهاءها الذي كاد أن يسطو عليه مغنيو السفح الذين ملأوا الأرض فساداً غنائياً.
رحيل «تاج السر الحسن»
غيب الموت في العام 2013م الشاعر السوداني الكبير «تاج السر الحسن» بعد عمر حافل بالعطاء الأدبي خاصة في مجال الشعر بعد أن بلغ من العمر (78) عاماً.
ولد «السر» عام 1935م في جزيرة (أرتولي) بشمال السودان، ودرس مراحل التعليم الابتدائية والثانوية بولاية كردفان بوسط البلاد، قبل أن يلتحق بكلية اللغة العربية بـ(الأزهر) ويتخرج فيها 1960م، ثم سافر إلى (موسكو) والتحق بمعهد (ماكسيم جوركي للآداب) 1962م، وتخرج منه 1966م ثم حصل على الدكتوراة 1970م.
وقدم الشاعر الراحل العديد من القصائد الخالدة في المكتبة السودانية والعربية، منها: أنشودة آسيا وأفريقيا (التي كتبها بمناسبة انعقاد مؤتمر باندونغ 1955م)، القلب الأخضر، قصيدتان لـفلسطين (النخلة تسأل أين الناس)، (الآتون والنبع)، (خواطر على الطريق).
نجوم لمعت في عام 2013م
كان العام 2013م بمثابة فاتحة خير لكثير من نجوم الغناء والإعلام الذين قدموا أنفسهم بشكل جيد واستطاعوا أن يلفتوا الأنظار إليهم بقوة، ومن أبرزهم ثنائي برنامج (أغاني وأغاني) «مصطفي السني» و»نسرين الهندي» واشتهر الاثنان لغرابة الصدفة بأداء أغنيات الراحل «عبد العزيز محمد داؤود»، كما استطاع «طه سليمان» أن يجعل الأضواء مسلطة على تجربته الغنائية رغم اختلاف النقاد في تقييمها، لأن منهم من يعتقد أنه يمثل روح الشباب ويعبر عنهم باللغة التي يفهمونها، وآخرون يرونه ناشراً للأغنيات ذات الكلمات الصادمة والغريبة ذات المضامين الهايفة، على مستوى مقدمي البرامج والمذيعين يتصدرهم «حسين خوجلي» ببرنامجه اللافت (مع حسين خوجلي) الذي يقدمه يومياً عبر قناة (أم درمان الفضائية يستعرض فيه أخبار الصحف اليومية معلقاً عليها بنكهته المعروفة التي تميل إلى المصادمة والسخرية اللاذعة، ويتناول فيه مجمل الأحداث السياسية والاجتماعية والرياضية والثقافية والفنية، كما برزت «عفراء فتح الرحمن» المنتقلة إلى (قناة الشروق) ذات التجارب الحوارية القوية تتكىء على جزالتها اللغوية ورصانتها واختراقها للحواجز التي يصطدم بها أغلب مقدمي البرامج.. وببساطتها وتلقائيتها يمكن أن تحجز القادمة إلى النيل الأزرق «نعمة عثمان» مكاناً كبيراً داخل الشاشة الزرقاء.
نجوم أفلت في عام 2013م
مثلما كان 2013م فاتحاً أبوابه لمبدعين إلا أن ذات الأبواب صدت في وجه آخرين وانحسرت نجوميتهم، وبدا أن العام السابق لم يمنحهم الكثير، ففي جانب المطربين الشباب تضاءلت نجومية الأخوين «أحمد» و»حسين الصادق» وتقهقرت بشكل مفاجئ، ولعل عدم إدراك الاثنين لحجم موهبتيهما هو ما أدى إلى أن تتراجع نجوميتهما بهذه السرعة، وذات الحال كان عليه «شكر الله عز الدين» و»شريف الفحيل» و»منتصر الهلالية» و»أفراح عصام» و»ريماز ميرغني» و»فهيمة عبد الله» و»شموس» واختفاء كامل لـ»عاصم البنا» و»عصام محمد نور» حيث لم نشهد لهما نشاطاً ملحوظاً عبر وسائل الإعلام المختلفة، فيما اختفت «تسابيح خاطر» نجمة قناة (النيل الأزرق)، بالإضافة إلى انزواء نجم عدد كبير من نجوم التقديم التلفزيوني مثل «سلمى سيد» و»رشا الرشيد» و»نسرين سوركتي».
أكبر المآسي
فاجعة رحيل «بهنس» متجمداً في شوارع (القاهرة)
وفي التاسع من الشهر الأخير في عام 2013م فجع الوسط الفني والثقافي السوداني بخبر وفاة الكاتب الروائي «محمد حسين بهنس» الذي جاء خبر وفاته صدمة لمثقفي السودان وأصدقائه من المصريين، حيث مات متجمداً من البرد على أحد أرصفة وسط (القاهرة)، حيث كان يحيا مشرداً بلا مأوى ولا غطاء.
والكاتب «محمد حسين بهنس» جاء إلى (القاهرة) منذ أكثر من عامين، ليقيم معرضاً تشكيلياً في (القاهرة)، قرر بعده الإقامة فيها، فعاش في البداية في أحد منازل منطقة (العتبة)، ثم تدهورت أوضاعه المالية ووضعه النفسي، ولم يجد من يعينه على الإقامة أو العيش، فاتخذ من (ميدان التحرير) سكناً له وأرصفة وسط (القاهرة).
وكان «بهنس» (42) عاماً عصامياً متعدد المواهب، حيث كان عازف جيتار ومطرباً يلحن أغانيه التي يؤديها وسط تجمعات من أصدقائه في المكتبات وفي (ميدان التحرير).. وأقام «بهنس» معرضه التشكيلي الأول في الخرطوم عام 1999م ثم شارك في معارض تشكيلية أخرى في (أديس أبابا) ومدن أوروبية منها (باريس)، وتزوج فرنسية أنجبت له ابناً عام 2005م ثم طلقها وعاد إلى بلاده.
و»بهنس» مؤلف رواية (راحيل) وكان يكتب الشعر أيضاً.
دراميون عرب رحلوا في 2013م
شهد عام 2013م رحيل العديد من مشاهير الدراما العربية الذين أثروا الحياة الدرامية بالعديد من الأعمال التي ستبقى لتذكرنا بهم دوماً ونعرض في هذا التقرير أهم نجوم الدراما العربية الذين وافتهم المنية العام الماضي.
1 – وفاة الفنان «وحيد سيف» عن عمر ناهز (73) عاماً بعد رحلة طويلة مع المرض، وهو ممثل مصري شهير قدم العشرات من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية مثل (محامي خلع) و(عايز حقي)، و(أبو العربي).
2 – وفاة الفنان «صباح عبيد» عن عمر ناهز (63) عاماً إثر تعرضه لجلطة دماغية ووعكة صحية أدخلته المستشفي قبل أن يتأثر بالجلطة، وقد تبين أن بعد الجلطة تعرض الراحل «صباح عبيد» لغيبوبة لعدة أيام أدت إلى رحيله، والفنان الراحل «صباح عبيد» من مواليد عام 1950م، وللراحل عدة مسلسلات مميزة أبرزها مسلسل (البركان) و(الجوارح) ومسلسل (ذكريات من الزمن القاد).
3 – وفاة الفنان «وحيد عزت» عن عمر ناهز (81) عاماً، وهو ممثل مصري شهير، له العديد من الأعمال المميزة.
4 – وفاة «لطفي الدزيري»، وهو فنان تونسي شارك في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية وله (39) فيلماً أجنبياً و(8) أفلام تونسية.
5 – وفاة الفنان «نضال سيجري»، عن عمر ناهز (48) عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض، وهو فنان سوري له العديد من الأعمال الدرامية والكوميدية المميزة التي قدمها خلال حياته، وكان أبرزها المسلسل الكوميدي الناقد (ضيعة ضايعة) من تأليف «ممدوح حمادة» وإخراج «الليث حجو».
6- وفاة الفنان السوري «سليم كلاس» عن عمر ناهز الـ(77) عاماً إثر نوبة قلبية ألمت به في العاصمة (دمشق)، كان يستعد لتصوير أدواره بعدة أعمال درامية تعرض في الموسم الرمضاني المقبل، وللراحل بصمته الواضحة في التلفزيون السوري والعربي، واشتهر بتقديمه البارع لشخصيّة (الحلاق) في أعمال البيئة الشامية، مثل (الخوالي)، (ليالي الصالحية) و(أيام شامية).
7 – وفاة الممثلة السورية «غادة الشعشاع» عن عمر ناهز (25) سنة، في بيتها أثناء استحمامها حينما زادت نسبة غاز مادة (المازوت) الصادر عن سخان المياه (الآظان) مما أدى إلى تناقص كمية الأكسجين في الحمام، حيث توفيت مختنقة جراء عدم توافر الأكسجين الكافي، وقدمت الراحلة العديد من الأعمال الدرامية، بالإضافة إلى بعض الأعمال التركية المدبلجة بصوتها.
8 – وفاة الفنان المصري «جمال إسماعيل» عن عمر ناهز (80) عاماً والذي اشتهر في الوسط الفني بأنه صاحب القلب الطيب والوجه البشوش والأب الحنون، تاركاً خلفه رصيداً فنياً مشرفاً يقرب من الـ(300) عمل فني ما بين مسرح وسينما وتليفزيون، وأفضل أدواره الكوميدية (عبد الله ضبش) الحرامي الشهير.