(الاتحاد) طوّل جداً !!
} سيطرة قوات دولة الجنوب الحكومية على مدينة “ملكال”، ثاني أكبر المدن في الدولة بعد العاصمة “جوبا”، قد لا تعني إمكانية قضاء القوات الحكومية على المتمردين الذين تمركزوا في ولاية الوحدة، فالتمرد الجنوبي وجد السند الدولي الذي مارس ضغوطاً كثيفة على الرئيس “سلفاكير”، حملته على إطلاق سراح بعض المعتقلين والسماح للمبعوث الأمريكي ومن بعده رؤساء إثيوبيا وكينيا بزيارة المعتقلين علناً. المفاوضات والتنازلات هي الحل لقضية تمرد فئة من الوزراء والمسؤولين على رئيسها.
} التفويض الذي منحه الرئيس لصديقه “إدريس دبي” لقيادة مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة ومتمردي حركتي العدل والمساواة، يمثل ثمرة لملتقى “أم جرس” الذي حرك بركة الأحداث الساكنة في دارفور، وأثبت أن القوى الشعبية والإدارة الأهلية وسلطة القبيلة لا تزال حاضرة بقوة في المسرح السياسي.. فالمبادرة التي يقودها “إدريس دبي” خرجت من رحم اتفاق عريض لقيادات قبيلة (الزغاوة) بنبذ الحرب والسعي لوقفها بشتى السبل. ووجدت المبادرة التي حظيت بدعم من الرئيس “البشير” منذ رمضان الماضي، دعماً مماثلاً من الرئيس “إدريس دبي”، فهل يطفئ (الزغاوة) نيران حرب دارفور بعد أن أشعلت باسمهم من قبل بعض قيادات الحركات التي تنتمي لهذه القبيلة العريقة؟!
} الأستاذ “أحمد الشريف عثمان” جرد حملة شعواء نقداً وتقريعاً واتهامات غليظة لكاتب هذه الزاوية، بسبب مطالبته بتجديد دماء مجلس الصحافة واتحاد الصحافيين.. الزميل الأستاذ المحترم “أحمد الشريف” ادعى أنني هاجمت الاتحاد وقللت من إنجازاته.. والشاهد على خطل إدعاء “أحمد الشريف” أرشيف (المجهر). أنا طالبت بتجديد شامل للاتحاد ومجلس الصحافة طوعاً واختياراً اتساقاً مع التجديد والتغيير في أجهزة الدولة.. أما أن يرفض “أحمد الشريف” فكرة التجديد.. ويساند الإبقاء على المجموعة الحالية لدورة قادمة لمن يرغب، فأمثالنا زاهدون في الاستمرار ويطالبون بالتغيير.. ولم نهاجم الاتحاد ونقدر جداً إنجازاته الكبيرة غير المسبوقة من قبل، ولكنه (طوّل جداً) في كرسي النقابة. يجب تكريم “تيتاوي” و”الفاتح السيد” وبقية العقد الفريد.. أما إذا كنت أنا فاشلاً ولا عطاء قدمته خلال ثماني سنوات، فقائمة الفاشلين تضم أيضاً بقية الأعضاء الذين ابتعدوا عن الاتحاد لأسبابهم الخاصة، ويبقى الود ما بقي العتاب.
} تواجه ولاية جنوب كردفان أوضاعاً مأساوية من جهة التنمية التي توقفت تماماً، وتثقل كاهل الولاية ديون مالية تنوء عن حملها الجبال، وقد كف المركز أيديه تماماً عن دعم الولاية وأغلق خزائنه و(سكر) أبوابه. ومنذ مغادرة الوالي السابق “أحمد هارون” مدينة كادقلي انقطعت وفود المركز التي كانت تزور الولاية، وأصبح الوالي “آدم الفكي” يطرق أبواباً موصودة بحثاً عن حقوق ولاية هضمها المركز يوم أن فرض عليها اتفاقية لا تلبي طموحات أهلها، وهضمها مرة ثانية حينما أمسك ماله ودعمه عنها وتركها تلعق جراحات الحزن وتتوق للمستقبل والدروب مسدودة.. مالكم كيف تحكمون.. إذا كان المركز لا يريد “الفكي” فلماذا عينه؟! وإلا فلماذا يعاقب مواطن جنوب كردفان ويحرم من حقوقه!!