وزراء لا يخجلون..!!
أحزاب (الشراكة) أو المشاركة في الحكومة، أرى أن همتهم فترت وتراخت حماستهم لإجراء تغيير مماثل لما أحدثه المؤتمر الوطني في حصته، فأغلبهم تمسك بمقعده ووزارته، وقطعاً فإن هذا حقهم قياساً بمفهوم (الفول فولي) ولكن السؤال الحائر هو هل التغيير الذي أعلن في الدولة خاصة في الجهاز التنفيذي (منشط) حزبي يخص المؤتمر الوطني أم أنه إجراء لتحسين الأداء وتطويره؟ فإن كانت الأولى (لا بأس) إما إن كانت الثانية فالحقيقة أن شركاء المؤتمر الوطني من الوزراء والمساعدين بعضهم لم يقدم الإضافة المناسبة التي تستحق أن يبقى في منصبه، بل إنه ولمصلحة المواطنين فإن التغيير الذي جرى ظلم بعض أصحاب القدرة على العمل والإنجاز، وأخرجهم لمجرد أنهم مؤتمر وطني فيما ظل أولئك الفاشلون المشاركون بالمحاصصة (باقين) بروابط المشاركة الحزبية.
تغييرات المؤتمر الوطني في حصته استصحبت قطعاً فوائد تعود على الأداء العام للحكومة، أو هكذا يظن، وطالما أن الأمر كذلك فمن اللازم أن يكون التغيير شاملاً حتى قوائم الآخرين، فنحن هنا نتحدث عن الدولة وليس الحزب، بمعنى أن تبديلات الهيئة القيادية في الحزب الحاكم مفهوم أن تكون أمراً تنظيمياً ومراجعة لا تهم الآخرين خارج أسواره، لكن بالمقابل فإن الأغراض والمطلوبات التي حملته لترتيب بيته في الجهاز التنفيذي تتعلق بأهداف أوسع في مطلوب العمل التنفيذي مما يطال أحزاب القاعدة العريضة، ويجعلهم كذلك مطالبين إما بالتعديل أو تبرير (عدم) التعديل نفسه.
أغلب الوزراء المشاركين في الحكومة باسم أحزاب أخرى من اتحاديين وحزب أمة وحركة شعبية قطاع السلام وأنصار سنة وغيرهم، كلهم يشغلون مقاعد ويحملون حقائب لا يرى المراقب الرصين منجزاً فيها لكتاب أعمالهم، بل وبكل الصراحة، ثمة ملاحظات كثيرة حول أكثر من وزير، خاصة أولئك الذين حولوا الوزارات إلى ضيع أسرية وأمانة عامة لأحزابهم ومكاتب توظيف للكادر والمناصر، واختفت تماماً أية بصمة أو عمل يمكن أن يقيد لصالح الدولة وخدمات المواطنين، مما عزز فرضية أن الأمر توزير لأغراض سياسية ومعنوية، ولا يخص خطة لتطوير البلاد وخدمة الشعب، فكل المسألة محض استرضاء سياسي بمسميات فضفاضة من المناصب السياسية السيادية.
على أولئك الحاكمين باسم أحزاب (زيتنا في بيتنا) الشعور بالخجل، والمبادرة بتحرك يراعي مصلحة الناس، ويتقي الله قبل ذلك في معنى الحكم والوزارة، وإن لم يفعلوا و(لن)، فالراجح أن شريكهم في الحكم لن يسألهم وسيبقون يزحمون قاعة مجلس الوزراء وواجهات الصحف بابتساماتهم النضيرة، ولا فائدة ترجى منهم، وسيكون أقصى ما يشاركون به مخاطبات مناسبات العلاقات العامة للدولة، وما أكثر السفارات والسفراء وأيام افتتاحات العمل الصيفي وورش المنظمات، ولكن لن يكون هناك إنتاج ملموس أو عمل كبير يسجله التاريخ لأي وزير منهم أو مساعد.
على بعض هؤلاء الخجل، ومنهم من يدخل القصر الجمهوري في السنة مرة! رغم أن مكتبه هناك!!