«مشار» يدعو شركات النفط للاستمرار في الإنتاج تحت حمايته
تراجع النائب السابق لرئيس جنوب السودان “رياك مشار” عن شروط سابقة للدخول في حوار مباشر مع رئيس الجنوب “سلفاكير” وقال إنه “مستعد للحوار” لإنهاء الصراع في البلاد ويتعين على الرئيس “سلفاكير ” الإفراج أولاً عن حلفائه السياسيين المعتقلين، لكنه أعلن وقف تحويل عائدات النفط بولاية الوحدة لجوبا، لافتاً إلى إنه سينشيء حساباً إضافياً يتم فيه إيداع عائدات النفط وذلك لمراعاة المصلحة الاقتصادية لأهل جنوب السودان، ودعا شركات النفط في المنطقة التي يسيطر عليها للاستمرار في عملياتها تحت حماية قواته.
وأكد “مشار” في تصريحات خاصة لـ(سودان تربيون) أمس (الاثنين) أنه يخطط للتعامل بصورة مباشرة مع السودان في تطبيق اتفاقية التعاون المشترك الموقعة مع الخرطوم في 2012، بما أنه يسيطر على ولاية الوحدة، وقال إن “جوبا” ستكون معزولة حتى تتمكن مجموعته من الاستيلاء على السلطة من الرئيس “سلفاكير”.
وأكد “مشار” أن كل أعالي النيل ستسقط قريباً في قبضته، رافضاً ما وصفه “بالدعاية” الحكومية في المذياع والتي تقول إن “سلفاكير” مازال يسيطر على الأوضاع.
وانتقد “مشار” دعم حكومة “سلفاكير” لإغلاق شركات النفط عقب سيطرة المتمرين على حقول النفط، وقال: (مثل هذه الخطوة من شأنها التأثير على مصادر رزق الناس).
وقال “مشار” لـ(رويترز) هاتفياً، بعد ما أجرى محادثات مع وسطاء أفارقة وآخرين، أمس (الاثنين)، قال: (رسالتي هي: فليفرج “سلفاكير” عن زملائي المعتقلين وليتم إجلاؤهم إلى “أديس أبابا”، ويمكننا عندئذ أن نبدأ الحوار مباشرة، لأن هؤلاء هم من سيجرون الحوار). وجدد “مشار” تأكيداته بسيطرته على حقول النفط في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، وأشار إلى أنه يريد أن يستمر الإنتاج. وفي الأثناء أكد وزير النفط الجنوبي “استيفن دايو” أمس تأثر انسياب النفط من ولاية الوحدة بالقتال الدائر بين جيش الحركة الشعبية والمقاتلين الموالين للدكتور “رياك مشار”، لكنه أشار إلى أن حقول النفط في ولاية أعالي النيل لم تتأثر بالقتال، وأن النفط ينساب منها بصورة وصفها بالطبيعية.
وقال الوزير “دايو” في حديث لإذاعة الأمم المتحدة بجنوب السودان إن إمداد النفط بولاية الوحدة أصابه البطء بصورة مؤقتة، وأكد أن حكومته تعمل بجد على إصلاح المشكلة في الـ(48) ساعة القادمة، إلا أنه قال: ( إذا لم يتحسن الوضع فإن الحكومة ستجبر على إغلاق تدفق النفط بصورة كاملة).
إلى ذلك، نقل تلفزيون (إن دي) الهندي أن الهند قامت بإجلاء كل موظفي النفط العاملين في جنوب السودان وأغلقت كل حقول النفط.
وقالت المحطة التلفزيونية نقلاً من مصادر عليمة إن (11) من الموظفين الكبار العاملين في مشروع شركة النيل الكبرى والمربع (5 أ ) الذي ينتج (40) ألف برميل يومياً تم نقلهم جواً.
وقالت المصادر إن الشركاء الآخرين سواء كانوا الصينيين أو الماليزيين قرروا كذلك إجلاء موظفيهم من جنوب السودان.
إلى ذلك، أعلن “سلفاكير” أن جيش بلاده جاهز للتوجه إلى مدينة “بور” الإستراتيجية عاصمة ولاية جونقلي، لاستعادتها من المسلحين الموالين لنائبه السابق “رياك مشار”.
وبينما قال “سلفا” أمام نواب جنوب السودان: (قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات الموالية (للحكومة) جاهزة الآن للتقدم نحو “بور”)، أنذرت الحركة الشعبية القائد المنشق في ولاية الوحدة اللواء “جيمس كوانج”، وخيرته بين العودة (لحظيرة الحكومة) في غضون (3) أيام أو أن قوات الجيش الشعبي ستقتحم عاصمة ولاية الوحدة جونقلي.
وأكدت الحركة الشعبية في بيان لها أمس (الاثنين) أن (5000) من رجال الحركة تحت قيادة اللواء “ماثيو جانق”، على استعداد لشن هجوم عسكري على المدينة.
ولجأ نحو (25) ألف شخص من جنوب السودان إلى مقرات الأمم المتحدة في مدينتي “جوبا” و”بانتيو” هرباً من الاشتباكات.