أخبار

ماذا يجري..؟!

عودة ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي لساعات ومرات، وظهور صفوف المركبات للحصول على حصتها من الجازولين في محطات الخدمة، وهذه مقروءة مع جملة ظواهر أخرى أعتقد أنها كلها مؤشرات سالبة يجب التعامل معها بقدر أعمق من اعتبارها محض أزمات عابرة، لأنها في هذا التوقيت والظرف تحديداً ستعني أمراً آخر وتقدم تفسيرات غير لائقة أدناها أن التغيير الذي حدث نكسة للوراء!
ظاهرة تكرار انقطاع التيار الكهربائي- على غير العادة- مسألة غير مبشرة للوزير الجديد “معتز موسى” ومسيئة للوزير المنصرف “أسامة عبد الله”، فالموسم لا يشهد استهلاكاً يرهق أو عوامل طبيعية تعوق، وبعد أيام من تأكيد الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء لدى افتتاحها مركزاً ضخماً للتحكم بشرت به لتؤكد أن البلاد على موعد مع استقرار كبير في خدماتها واستمرار الإمداد وانعدام الأعطال، وهو الواقع الذي نرى عكسه الآن.
صفوف الجازولين في محطات الخدمة ستعني ببساطة أننا سنواجه أزمة ومعضلة في أمر النقل، وأن الزاحفين والسائرين راجلين بين مواقع أعمالهم ومنازلهم سيزيد عددهم، ومع تطورات الوضع الأمني جنوباً فأخشى ما أخشاه أن نتورط جميعاً في مأزق باختبار احتياطات البلاد من الوقود، وأعتقد أن المهندس “مكاوي محمد عوض” قد يواجه باختبار عصيب رغم يقيني أن الصراع الجنوبي ومهما اتسع وعظم فإنه سيكون خارج إمكانية إلحاق ضرر بالنفط، لأن هذا سيضع مرتكب تلك الجريمة في مواجهة ليست بحجمه مع أهل المصالح الدوليين، ولكن من الثابت كذلك أن هذا الوضع المضطرب والمشتت للذهن سيلقي بظلال سالبة على استقرار أمر الإمدادات وستكثر الهواجس وستندلع الأزمة وإن لم توجد!
الحكومة الجديدة والتغيير الذي جرى سيكون بلا معنى إن هو وقع تحت دائرة الإثبات السالب بأنه غير فعال، قد تكون بعض أمثلتنا صدفاً عابرة وأقداراً وأخطاء وقعت بحسن نية، أطفأت لمبة أو قوضت جازاً أو أوقعت أي حدث سالب، لكن هذه الصدفة ستفسر سريعاً وعاجلاً بأن الجديد (ما شديد)، والأسوأ من ذلك حالة من الإحساس بالمؤامرة بأن (فلاناً) يحرج خلفه، وأن (علاناً) يمضي بتكتيك إفشال لمن أتى بعده.. هكذا ببساطة وبمثل هذه المباشرة ستمضي الأمور، لن ينتظر الجمهور مبررات المنطق والقياسات الموضوعية، ففي مثل هذه الظروف يتحول الهمس إلى نميمة تصنع القصة والأبطال والخونة دون أن يتقدم أحد لاحقاً باعتذار عن سوء ظنه.
إن شعوراً بالقلق بات ينتاب الناس، والثقة عامل مهم من اللازم أن تحرص الحكومة الجديدة على كسبه، وهي ثقة لا تُنال بحسن الحديث وظريف القول لكنها عملية يلمسها المواطنون في الذي أمامهم من خدمات وتحسن في الجوانب المختلفة، وقد يتفهمون وجود اختلالات، لكنهم بالضرورة سيشعرون بالحيرة حينما يجدون أنفسهم فجأة يتعاملون مع ظروف ودعها الناس ونسيها، ثم وبلا مقدمات تعود بهم أحوالهم إلى أزمان صارت في ذاكرة الكبار فقط!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية