معرض زهور الـخريف .. الجمال بأكثر من لون!!
أكثر من (300) نوع من نباتات الزينة جمعها معرض زهور الخريف الثاني عشر بالحديقة النبايتة بالخرطوم، تعرضها المشاتل والمؤسسات المختصة فى مجال تنسيق الحدائق وإنتاج الزهور ونباتات الزينة.. وجذب المعرض في موسمه الجديد رواداً لا حصر لهم من عاشقى الزهور والمهتمين، خاصة من السيدات.. كما قصده عدد مقدر من الأجانب والطلاب الذين اتخذوا من المعرض مكاناً للترويح.. وربما على صدى أغنيات (وسط الزهور ومتصور) و(والزهور والورد) و(الزهور صاحية).. تحوم حولهم أسراب من الفراشات في جو حالم ومليء بالدفء والأمل والجمال، ومعطر بعبق لا مثيل له.
(المجهر) تجولت بين الزهور وتحدثت لبعض العارضين الذين أكدوا أن السودانيين من أوائل شعوب المنطقة التي عرفت المعارض الخاصة بالزهور.. ويقول العارض “إبراهيم الجيلي”: أول معرض كان في 1964 بكلية الزراعة بشمبات، ثم انتقل إلى نادي كمبوني ليستقر أخيراً في الحديقة النباتية. ويضيف: هدفنا من المشاركة ليس العائد المادي، وإنما الحب لهذا المجال، وقد قمنا باستجلاب نباتات جديدة كـ (الاكزوريات) والفراولة والمتسلقات .
فيما قال العارض “عصام الحاج”: زاد اهتمام السودانيين بالزهور ونباتات الزينة، وقد اتجهنا لتوطين زراعة نباتات الزينة.
وتداخل زميل “عصام” بالقول لـ (المجهر): عشاق الزهور يفضلون النباتات المزهرة ذات الألوان البنفسجية والحمراء، بالإضافة لزهرة (ملكة الليل).. وقد سميت بهذا الاسم لأنها تضوع برائحة المسك ليلاً.. كما يهتمون بنبتة (القلب الجريح) التي أخذت مسماها من شكلها الذي يشبه القلب.
وبخصوص الأسعار في المعرض قال المهندس الزراعي “بشير إسحق” إنها متفاوتة.. لكنه أشار إلى نبتة (سايكس) تصل أسعارها إلى (25) ألف جنيه.. وقال: بعنا واحدة في المعرض السابق بسعر (35) ألف جنيه، وهي من النباتات النادرة وكادت تنقرض.. وموطنها الأصلي أمريكا اللاتينية.
وأبدى عدد من الزوار دهشتهم من المعروض من أشجار الظل والزينة وملحقات تنسيق الحدائق المنزلية الصغيرة التي أصبحت ظاهرة تتنامى بالخرطوم، حيث احتوى معرض زهور الخريف على كل احتياجات وتفاصيل إنشاء الحديقة المنزلية، بداية من الأصايص واستشارات التشجير والتصميم والديكور. وتشير “هناء عبد العليم” إلى أن المعرض يضم أصنافاً متنوعة تلبى كافة الأذواق، مؤكدة أنها من رواد المعارض التي تقيمها جمعية فلاحة البساتين.
واحتوى المعرض على جانب خاص بطيور الزينة الجميلة الزاهية الألوان حيث أضفت بزقزغتها وتغريداتها مسحة روحانية هائلة على المكان، فضلاً عن كونه تحول إلى مزار أسري للترفيه، خاصة وأن به الخضرة والوجه الحسن الذي تجسد في زائرات المعرض من الفتيات وطالبات الجامعات والمهتمات بالتشجير.
وترى “فاطمة محمود” إحدى العارضات أن هذا الموسم يعتبر أقل إقبالاً مقارنة من سابقيه، وأضافت ( عادة في هذه الأيام معظم الزهور غير متفتحة أو ذابلة، كما أن مناخ السودان المتذبذب يؤثر كثيراً في نموها وفترة ازدهارها وعمرها أيضا)ً، منوهة إلى أن أشجار الظل لا تتأثر كثيراً بتغير المناخ بخلاف النباتات الصغيرة خاصة المزهرة، حيث لا تصمد كثيراً أمام تقلبات الطبيعة.