سيطرة «قديت» على «جونقلي» وأنباء عن مقتل مدير مكتب «مشار»
كشفت مصادر جنوبية أن كل المناطق العسكرية في “جونقلي” الآن تحت سيطرة الجنرال المنشق عن الجيش الشعبي “بيتر قديت”، الذي أشارت إلى أنه يستعد الآن للزحف نحو “جوبا” لخوض معركة فاصلة ضد الرئيس “سلفاكير ميارديت”، وأكدت مصادر في جنوب السودان مقتل “لام تيشونق” مدير مكتب “رياك مشار” أثناء أحداث الاضطرابات في جنوب السودان.
وفيما شهدت عاصمة جنوب السودان أمس (الخميس) هدوءاً نسبياً، أكد والي ولاية الوحدة بالإنابة “مابيك لانج”، حدوث اشتباكات أمس بين عمال النفط من القبائل المتنافسة في حقول (ثارجاث النفطية)، مما أدى إلى مقتل (16) شخصاً، بينما يسعى (200) شخص من قبيلة الدينكا للاحتماء بمعسكر الأمم المتحدة ببانتيو. وفي الأثناء كشف تحالف المعارضة السودانية عن اعتزامه إرسال وفد إلى دولة جنوب السودان، لتقديم مبادرة تهدف لنزع فتيل الأزمة في الدولة الجارة، بعد قتال بين مجموعات من الجيش الشعبي.
وقال “لانج” في تصريحات لـ(سودان تربيون) إن الحادث جرى في الثانية ظهراً عندما قام موظفو شركة نفطية ينتمون لقبيلة النوير، بهجمات منسقة على حقول النفط، مستهدفين الدينكا الذين يقطنون هناك.
بدورها أكدت الأمم المتحدة عن انتقال الحرب إلى ولاية الوحدة شمالي دولة جنوب السودان، وأعلنت أمس (الخميس) بشكل مفاجيء دون أي تفاصيل أن مقرها استقبل عمالاً فارين من حقول النفط، تخوفاً من القتال الذي نشب هناك. وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة “يان الياسون” إن قاعدة للأمم المتحدة لحفظ السلام بولاية “جونقلي” تعرضت للهجوم أمس، مما أدى إلى خسائر في الأرواح.
وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة “فرحان حق” أن الهجوم تم على يد شباب النوير، الذين استهدفوا مدنيين احتموا بالأمم المتحدة. وفيما دعا “رياك مشار” الجيش الشعبي والحركة الشعبية إلى الإطاحة برئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت”، أكدت مصادر في جنوب السودان، مقتل مدير مكتب “ريك مشار” “لام تيشونق” أثناء الاضطرابات في جنوب السودان.
ولفت “مشار” في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية (ار اف اي) إلى أنه لا بد أن يناقش (شروط رحيل) منافسه بعد معارك أسفرت عن أكثر من (500) قتيل.
وقال “مشار” (أدعو الحركة الشعبية لتحرير السودان، والجيش الشعبي لتحرير السودان إلى الإطاحة بـ”سلفاكير”، وإذا ما أراد أن يتفاوض على شروط تنحيه عن السلطة فنحن موافقون). وأضاف : لكن عليه أن يرحل، لأنه لا يستطيع أن يحافظ على وحدة شعبنا، خصوصا عندما يعمد إلى قتل الناس كالذباب ويحاول إشعال حرب اثنية).
وتابع “مشار” : (لست مضطراً لقتال “سلفاكير”، فقواته التي أغضبها تصرفه ستنقلب عليه).
الحكومة تتخوف من تأثير الصراع على تدفق النفط
لفت المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد “الصوارمي خالد سعد” أمس (الخميس)، إلى أن السودان يخشى أن يؤثر الصراع الدائر في جنوب السودان على تدفق النفط عبر الأراضي السودانية، وأن الأمر سيضر مصالح الخرطوم، ولكن وزير الإعلام بجنوب السودان “مايكل مكوي لويث” قال في وقت سابق لـ(رويترز)، إن إنتاج بلاده من النفط لم يتأثر بالقتال الدائر بعد أن امتدت المواجهات إلى خارج العاصمة جوبا،وقال (لا يوجد قتال عند حقول النفط ،وأضاف: إنها هادئة والنفط يتدفق كالمعتاد).
وقال “الصوارمي خالد” لـ (رويترز) إنه إذا امتد القتال من ولاية جونقلي الغنية بالنفط والواقعة شمال شرقي جوبا عاصمة جنوب السودان، إلى المناطق المتاخمة للسودان، فإن الخرطوم قد تواجه تهديداً أمنيا كبيرا.
من جانبها توقعت الأمم المتحدة أمس (الخميس) أن تجلي شركة النفط نحو 200) من عمالها لجأوا إلى مجمع تابع للمنظمة الدولية بولاية الوحدة في جنوب السودان.
بريطانيا وأمريكا تجليان رعاياهما من الجنوب
أعلنت بريطانيا عن إرسال طائرة إلى جنوب السودان لإجلاء رعاياها من جوبا، إثر تصاعد القتال بعد الإعلان عن محاولة انقلابية فيها، فى وقت أجلت الولايات المتحدة (150) من رعاياها في جنوب السودان،إضافة إلى دبلوماسيين أمريكيين وأجانب.
وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية “ماري هارف” إن طائرتي نقل من طراز (سى- 130) إضافة إلى طائرة ثالثة، أقلعت من عاصمة جنوب السودان وعلى متنها موظفون غير أساسيين في البعثة الدبلوماسية، وأن(150) أمريكياً غادروا على متن الطائرات الثلاث، يرافقهم عدد غير محدد من الدبلوماسيين الأجانب.