المواطن "سين"..!!
– الموية دي مالها سُخنة؟! معقولة بس.. ده سؤال ده.. ما الكهرباء قاطعة يا أخي.. طيّب ما تجيبوا (ثلج).. اتصّرفوا.. سخانة وموية سُخنة.. ده ما سحائي عديل كده..!
– البسمع كلام أخونا ده بفتكر إنو جايي من كوكب تاني.. إنت يا أخي ما سوداني ولاّ شنو؟!
– ليه هو السوداني ده مخلوق (ساخن) ولازم يعيش في السخونة.. أول مرَّة أسمع النظريّة دي..!
بعيداً عن هذه الثرثرة كان المواطن “س” يركب إحدى الحافلات وقد جاء صوت مذيعة النشرة الجويّة: (درجة الحرارة تبلغ أقصى درجاتها).. صاحب الحافلة يُحوِّل الموجة الحارة إلى إذاعة (FM)، والمطربة تُغني (حبك نار).. الركاب يتصببون
عرقاً.. لأن حركة السير متوقفة بسبب ناس المرور العاملين حملة في عز الظهيرة.. والمخالفات تنهال على المتصببين عرقاً.. والمطربة ما زالت تُغني: (حبك نار.. نار..)!
تذكَّر “سين” أن مواعيده في المستشفى قد فاتت، بسبب الحركة السلحفائية للمرور.. وتذكّر أيضاً أن الحالة المرضيّة التي لازمته في الآونة الأخيرة وتحديداً منذ أن حلّت شهور الصيف لم يجد لها علاجاً.. كان أمله في هذا اليوم أن يقابل أحد الاختصاصيين في أمراض المناطق الحارة.. لكن: (الله يسامح بتاعين الحافلات..)!
“سين”.. قرر عدم العودة إلى المنزل.. فالكهرباء ستكون (قاطعة) ولا يوجد (ثلج).. ولا جديد يحدث هناك.. فمن حوله أصواتهم وبسبب الحر أصبحت (مرتجفة).. تكاد تتصبب عرقاً..!
إلى أين ستذهب يا “سين” لابدَّ من البحث عن (كافيتريا) مكيّفة جداً.. أين الأماكن الباردة أيتها العاصمة..؟!
انتهى المطاف عند شجرة كبيرة وتحتها كانت تجلس (ست الشاي) وبعض الهاربين من الموجة الحارة.. يقولون إن الشاي يُبرِّد الجسم.. (واحد شاي لو سمحتي)..؟!
وجلس هناك إلى أن غابت الشمس..!
– إن شاء الله الكهرباء تكون جات..؟!
– جات..
– ده خبر سار جداً..
– بس قطعت تاني.. يعني استمرت ثلاث دقائق.
– ثلاث دقائق بس.. ودي ممكن تبرد الموية الجوّة التلاجة..!
– طبعاً لا.. مجرد وليعة لمبة.. ثم إظلام تام..!
– يعني الحكاية حرب أعصاب..؟!
– ويمكن هظار سخيف لزوم السخانة.
– أنا راجع الشجرة..!