الهجرة والزواج.. (مقصلة) إعدام الأصوات النسائية
ظلت الأصوات الغنائية النسائية طوال العقود السابقة تتأرجح ما بين الصمود والانحسار.. وفيما أثبتت كثيرات تفوقهن وأبرزن مواهبهن الكبيرة في الساحة الفنية، إلا أن كثيراً منهن تقهقرن في نهاية الأمر إلى أن صرن جزءاً من التاريخ الغنائي، رغم أن أغلبهن ما زلن في ميعة صباهن الفني، وذلك بفعل ثنائية الغربة والزواج التي تقضي على معظمهن بأن يعدن إلى قواعدهن (البيتية) ويحملن لقب (ست بيت).
من أكثر الأصوات الغنائية التي أثبتت نفسها في التاريخ الغنائي السوداني كانت تجربة بنات طلسم (هادية وآمال وحياة) المعروفات فنياً باسم (البلابل)، ورغم أنهن يعدّن الصوت النسائي الأبرز في المسيرة الفنية السودانية، ورغم صمودهن لأكثر من عشرين عاماً وهن يرفدن الساحة الفنية بأجمل الاغنيات، إلا أن ظروف الغربة وهجرة «آمال» و»هادية» إلى خارج البلاد حكم على تجربتهن بأن تتوقف منذ نحو ربع قرن.. ورغم أن السنوات القليلة السابقة شهدت عودة (البلابل) ليصدحن معاً في مسارح الخرطوم، إلا أن الغربة عادت لتنهشهن مرة أخرى، وقضت على تجربتهن بالتوقف ثانية حتى إشعار آخر.
} «نانسي» و«أسرار».. زواج وغربة
ثنائية الزواج والغربة التي أثرت سلباً على (البلابل) حكمت على أجمل الأصوات النسائية التي ظهرت خلال السنوات السابقة بالبقاء بعيداً عن جمهورهن.. فبعد أن تزوجت «أسرار بابكر» التي فرضت موهبتها بقوة خلال الفترة السابقة بعد مشاركتها في مهرجان الأغنية العربية وإحرازها أحد المراكز المتقدمة، ومن ثم قدمت نفسها بشكل قوي في البرامج التلفزيونية وأشهرها (أغاني وأغاني)، بعد أن تزوجت وهاجرت إلى الخليج، تواترت أنباء عن اعتزالها الغناء، إلا أن الأمر لم يتضح حتى الآن وإن كان يسند هذا الزعم عدم مشاركتها في أي محفل فني أثناء عودتها إلى البلاد خلال فترة إجازتها.. وذات الأمر تبدو عليه المطربة «نانسي عجاج» سليلة الأسرة الفنية المعروفة التي قدمت نفسها بألبوم غنائي حوى عدداً من الأعمال الغنائية الخالدة فأحبها الناس وصعدت خلال فترة قصيرة لتصبح نجمة جماهيرية يشار لها بالبنان، إلا أن تجربتها توقفت قبل نحو عامين من الآن بعد أن تزوجت من الموسيقي «حسن خليفة» وحزمت حقائبها صوب بلاد الأحلام، ورغم وجود إرهاصات تتحدث بين الفينة والأخرى عن قرب عودة ابنة الموسيقار «عجاج»، إلا تلك الأخبار ظلت تتداول كثيراً خلال الفترة السابقة.
} (تومات خيري).. «حنان النيل».. توقف لأسباب أخرى
رغم أن الزواج لم يمنع «أماني» ابنة الممثل المعروف «محمد خيري أحمد» من مواصلة مشوارها الفني بعد اعتزال توأمتها «إيمان» لأسباب لا علاقة لها بالهجرة أو الزواج، إلا أن مركب «أماني» المنفرد سرعان ما انتاشته رياح التوقف بعد أن مضت على ذات درب شقيقتها، وأغلقت تجربتها التي لم يكتب لها النضوج عند ترديد بعض الأغاني المتفرقة لثنائي العاصمة، وربما لسبب قريب من ابتعاد (تومات خيري) كان ابتعاد الفنانة «حنان النيل» التي اعتزلت الغناء وهي في أوج عطائها الفني، ومضت على دربها بعد ذلك «عافية حسن» خريجة (نجوم الغد) التي لم تكتف باعتزال الغناء فقط، ولكنها هاجمت المطربين والغناء في بيان شديد اللهجة نشرته قبل نحو عامين من الآن.
} «منار».. «صباح».. زواج ومستقبل مجهول
الشهر الماضي احتفل الوسط الفني بزفاف نجمة برنامج (أغاني وأغاني) «منار صديق» التي حققت نجومية بإجادتها أداء أغاني الراحلة «عائشة الفلاتية»، وبعد أسبوعين فقط زفت زميلتها في ذات البرنامج «صباح عبد الله»، وربما قرب زفاف الفنانتين يأتي متزامناً مع التكهنات بهجرة «منار» إلى الخارج حيث كان حفل زفافها وزوجها خارج البلاد، وهو ما قد يضع عقدة (موهبتها) التي بدأت لتوها في النضوج على منشار (الزواج ثم الهجرة).. ويبدو أن (مقصلة) تجميد نشاطها الفني أو الاعتزال الكامل ستنال منها هي الأخرى، بينما تبدو كل الخيارات مفتوحة أمام «صباح عبد الله».
} مطربات لم يتأثرن بالزواج
رغم أن الزواج يمثل العائق الحقيقي أمام استمرار أغلب التجارب الغنائية النسائية في السودان، إلا أن هناك بعض المغنيات اللائي أفلتن من (مقصلة) إعدام مواهبهن الفنية، منهن «أفراح عصام» التي ارتبطت بالملحن «أحمد المك» ثم انفصلا، وأنتجا خلال فترة زواجهما عدداً من الأعمال الغنائية.. وعلى عكس التجارب السابقة كان «المك» مسانداً قوياً لـ»أفراح» حتى أنه ذهب إلى التصريح أن بإمكانه أن يصنع منها (أم كلثوم السودان)، ولكن عدم التوافق الاجتماعي وانفصالهما لم يتح لتجربتهما أن تتواصل، بينما تواصل المطربة الشابة «نسرين الهندي» مشوارها الفني والاستقرار بالبلاد، ولا يبدو أن الارتباط قد خصم منها شيئاً.