أخبار

حرب النجوم..!!

(1)
لربما أيقظتني شمس البارحة مبكراً كي أقتفي أثر الليل وأعرف أين خبأ نجمته؟! فتشت في أوراقه كثيراً.. بعثرت كواكبه.. وغربلت خيوطه الطويلة ولا أثر.. لا أثر البتة لنجمة!! هل سيعترف الليل لي يوماً أين خبأ نجمته أم أن شمس الصباح ستطوي حكايات الليل واجترار ما مضى؟!
(2)
في زمن بعيد.. كان الناس يتبادلون أطراف الحديث عن سير النجوم وأخواتها.. ثمة انشغال مريب بأمرها وكنهها.. فالنجوم هي التي تنبئ بالاتجاهات في زمن لم توجد فيه البوصلة.. والنجوم هي التي تكشف الطالع وتفضح النازل، ثرثرة النجوم شغلت الناس زمناً ثم تركوها ورثة للمحبين والعشاق يبكون تحت سمائها ولع الفراق والبين.. وأوفرهم حظاً من أسعفته الذاكرة في إحصاء عدد النجوم والتوهم بأنه أكمل العد والعدة قبل أن يفاجئه الصباح!
(3)
عاطفة النجوم كحظوظ الأبراج.. تقرأها أولاً ثم تفعل ما جاء فيها جملة وتفصيلاً، حتى تصدق أن الأبراج لم تخطئ الحساب والجبر ولا حتى الكيمياء والفيزياء!!
عاطفة النجوم مخزونها (الضوء)، والتعبير عنها يكون بالألق والبريق والوهج.. غير أن (نجمة) قالت ذات مرة إن عاطفة النجوم جياشة إلى حد مؤلم، وإن (النجم) حينما يرسل مشاعره الضوئية تكون أشبه بالحريق، ولا تملك (النجمة) حيالها سوى أن تحترق.. وتنطفئ سريعاً.. قبل وصول الماء!!
(4)
(حرب النجوم) حاول أن يصطاد في السماء المظلمة.. فاختلق حرباً فانتازية بين النجوم وحاول إقناع البشر بأنها حقيقة.. ولأن (الفيلم) يزعم بأنه من أفلام الخيال العلمي، فإن النجوم عندما شاهدت أحداثه أعلنت عن احتجاجها المؤكد وغضبها المغلظ، وقالت بالحرف الواحد إن سلسلة أفلام (حرب النجوم) تسيء إلى سمعتها وتقلل من نجوميتها وتخلق بين النجوم والبشر فجوة واسعة من القطيعة والخلاف!
صناع (حرب النجوم) المتحصنين بأقنعة (هوليوود) أكدوا أن هذا الذي قيل لا يخرج عن كونه ذراً للرماد في العيون، ومحاولة أخيرة ويائسة للنجوم في إقناع البشر بأن النجوم ستظل نجوماً حتى ولو حجب ضوءها الغيم والضباب!!
الخلاف ما زال مستمراً ومحتداً حتى هذه اللحظة، فيما أعلنت نجمات شهيرات ونجوم شهيرون اعتزال عالم الشهرة والأضواء!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية