أخبار

هي حرة..!

} يوقفونها ويطلبون منها رفع يديها إلى أعلى.. ثم يفتشون جيوبها.. ويصادرون ما يريدونه.. وبعد ذلك يطلقون سراحها أو يحتجزونها!
} في كل العالم ودونما استثناء هي (تزعجهم) و(تربكهم) وتفسد عليهم متعتهم في إستغباء الآخرين والضحك على عقولهم وتفضح جرمهم وفسادهم وتسلطهم.
} حاولوا معها بإتباع سياسة (الجزرة والعصا) مرة يرشونها.. ومرة يكممون أفواهها.. يخادعونها بسن القوانين التي تظهر ما لا تبطن ويثرثرون عن منحهم المطلق لحريتها ثم يحاصرونها ويكتمون أنفاسها.
} ماذا يريدون منها؟! أن تصبح بوقاً لهم أو تصمت!! أن تطلق بخور المدح والثناء أو تحترق.. أن تتحول لقطعة ديكور في واجهة مزيفة للديمقراطية.. أن تطمس الحقائق بدلاً من كشفها وتبيع (الوهم) وليس الحقيقة!
} سلطة العالم القابضة ظلت تمارس معها لعبة القط والفأر (توم آن جيري).. تحتفي بها في خطابات السياسة الدولية وتوقد بها الشموع في بلدانها المتحدثة باسم الديمقراطية وتعطيها الضوء الأخضر لترقص تحت الأضواء المبهرة وأمام عدسات الفرجة المجانية.. كيما يرى العالم كم هم يحبونها ويدللونها.
} ذات المصدر هو الذي يحتبسها ويعتقلها وحين يكتشف وجودها في أماكن الحروب لا يتردد في إطلاق الرصاص عليها.
} إنها تموت كل يوم.. لكنها تحيا كل يوم أيضاً.. يدوسونها بأقدامهم.. لكنها سرعان ما تقف على أرجلها وتعلن عن نفسها.. تدفع بأبنائها إلى الصفوف الأمامية.. منهم من يسقط.. ومنهم من يواصل السير..
} كانت وما زالت وردة ندية وزهرة فواحة.. تقدم للناس جميعاً الشذى والعطر.. أما الرحيق فكان شهداً وعسلاً.. وللرائحين والتائهين والحائرين فهي الـ(كولونيا) ريثما يستنشقونها.. لأجلها فقط.. كل عام والصحافة حُرة والصحفيون أحرار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية