لكل أنثى قلبان!!
} حينما نتخذ من اللغة حجاباً ليواري سوءات أخطائنا.. حينها تموت روعة الكتابة، وتختفي الدهشة الحقيقية، لتأتي دهشة أخرى باهتة اللون، مزيفة الملامح.
} آسفة أنا، لأني تداركت خطئي، بعد أن انتهى طوفان الروح، ورست سفينة القلب على بر الخيبة.
} آسفة أنا، لأني تدرجت في تعلم الخطأ، حتى ظننتََ أنت أنني أغبى نساء الأرض، ولكني لست كذلك!!
أتدري لماذا؟
لأن الغباء أن تظن في الناس الغباء!!
كيف؟! دعني أقل لك…
} قرأت ذات مرة عن طفل مشرد، يسكن بالسوق، اتخذه أحد تجار السوق أضحوكة، وأخذ يحجي به زبائنه الواحد تلو الآخر، قائلاً لكل زبون جديد: (شايف الشافع داك.. عوير.. أوريك كيف)؟! ثم ينادي الطفل (يا ولد تعال).. فيجيء مهرولاً ليسأله التاجر (أديك جنيه ولا عشرة جنيهات)؟! فيقول (أديني جنيه)!! فيضحك التاجر والزبون، ويأخذ الطفل الجنيه، وينصرف فرحاً مسروراً.
واستمر الحال هكذا إلى أن خرج أحد الزبائن وانفرد بالطفل سائلاً عن سبب اكتفائه بالجنيه، ظناً منه أنه لا يجيد العد، أو ربما لا يدرك أن العشرة جنيهات أكبر قيمة من الواحد، فرد الطفل مبتسماً (هو بناديني في اليوم كم مرة ويسويني ضحكة لأني غبي، أنا ما غبي، وأنا عارف إنو العشرة أكبر من الواحد، لكن لو قلت ليهو داير عشرة جنيهات حا يديني العشرة وتنتهي اللعبة)!!
} ما أذكاك أيها الطفل الغبي!! لذلك أنا أدرك أنني أذكى من ظنك بكثير، لأني تعلمت منك أن أنحني احتراماً لك، رغم ظنك أن انحنائي هو انكسار مطلق لهيبتك.
} ولأني علمتك أن لكل قلب مساحة للتسامح، أكبر بكثير من قدرتك على النسيان؛ لذلك كنت أنا الأولى عليك!!
} إن كان ذنب الأنثى هو القلب، فدعني أُُذِِعك سراً، إنَّ لكل أنثى قلبين!! أحدهما يعشق بذل، لينتقم الآخر بكبرياء، فكن حذراً.. لأني لا زلت أعمل بقلب واحد!! قلبٌ لم يدرك سوى السماح، قلبٌ هو لأنثى تدعي الغباء لترى ابتسامة النصر في وجه من تحب!! وتدعي اللا مبالاة كلما قوبل شوقها بالهجران.. وتدعي العمى عن أخطائك التي تبصرها عين القلب المجردة، وينكرها (ميكروسكوب) العقل، فقط لتظل أنت سيد الموقف!!
} أنثى قالت:
لما ما أبكي انهزامي
عشان أبارك انتصارك..
طوبى لك بها!!