أخبار

عفواً "حسين خوجلي"

} أن ينتقد الأستاذ الكبير”حسين خوجلي” رئيس تحرير صحيفة (ألوان) والإعلامي الكبير، خبرة وصيتاً في قناته الفضائية (أم درمان) الحكومة السودانية وحزبها الحاكم، ومعارضته النائمة فذاك من تمام واجباته كشاهد وصاحب رسالة له من القدرات مما لا يحتاج إلى تزكية من غمار الكتاب أمثالنا، ولكن أن ينحرف الأمر إلى التفكه في أشكال الوزراء ووجوههم وما إليها من جوانب انصرافية، فذاك بعض ما يصنف الأمر في خانة الإفلاس. والخطأ الذي يجب أن ينصح بشأنه أستاذنا المحترم، فتلك مسألة تتجاوز خانة النقد الموضوعي الهادف لتكون محض (فش غبينة) بطريقة غير لائقة، لدرجة تمنى أن يكون معيار الولاية أن يُنتقى مسؤولون يقدمون على الناس بوجوه كوجوه الظباء ويدبرون عنهم بأعجاز كأعجاز النساء.
} إني أحترم المعارض الذي يعدد بحيثيات منطقية عيوب الحكومة أو المعارضة لا حرمة وحظر في هذا، فطالما أن شخصاً ما أو جهة ارتضت أن تكون في دائرة العمل العام والولاية على الناس بأي قدر، فمن حق الآخرين التصويب والتقويم بل والتقييم، ولكن قطعاً فإن ذاك الحق لا يطال الأشخاص وأسرهم وعائلاتهم وأنسابهم، وقطعاً فمن مضمون ذلك كونهم بيضاً أو سوداً، أصحاب حظ من الوسامة أو شح فيها لتكون معايرة وزن البينة عليهم بالنجاح والفشل. وقد حزنت والله بل صدمت كون قلم مؤثر ورمز إعلامي فذ، ينجرف إلى هذا الدرك في مقاييس الخصومة.
} إن هؤلاء الذين اكتشف “حسين خوجلي” أنهم (شينون)، وطغاة وفاسدون كان معهم في جوقة السحر والسحرة، وأما وقد من الله عليه بالرشاد والسلامة وصحة العقل والدين، فإنه من تمام النبل في الخصومة أن يحفظ لهم في الحد الأدنى كريم ما تعارفوا عليه قديما وتواثقوا، وأن ينقدهم ويردهم عن ضلالهم بما يحقق غايات الإصلاح أو التغيير، وهذه مكرمات لا تضطر صاحبها للخطأ الذي يعجز فيه عن الاعتذار أو الاعتراف جهراً بأنه سلك مدخلاً خاطئاً لموقف صحيح حسب ما يعتقد.
} للحكومة والمؤتمر الوطني مليون عثرة وجوانب الإخفاق والفشل (ما بتشو ليها نار)، وهي كما يقول المصريون (على قفا من يشيل) ويمكن إحصاء الأمثلة وتقديم الأسانيد ولتلك القوى كذلك اجتهادات مشرفة، فما كل أمرنا خور وعجز وانهيار، وما كل مشروعنا السياسي عمالة ومؤامرة، هذه البلد فيها الخيرون وأصحاب القضايا، ولكن يفسد الأمر عليهم عجزنا عن الفصل بين الموقف الخاص والعام، لتكون غضباتنا في أحايين عديدة إنما هي ردة فعل خاصة لا تتقيد بأي محددات معلومة، لذا فمن يكون اليوم لصاً ومطلوباً يأتي في الغد شريفاً يكرم. وفى الحالة الأولى يهان وفى الثانية تبذل له عبارات المجد والتمجيد.
} نعم لكل اتجاهات النقد، واللوم والعتاب والتقريع الجهير، طالما أنه لصالح الوطن والمواطن، ولا كبيرة لأي انحرافات تردنا كلنا جميعاً إلى جاهلية القول والعبارة، لرمينا في أوحال التسفيه المشين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية