أخبار

نشرة جوية..!!

إنني أشفق كثيراً على من يقرأون كل يوم النشرات الجوية عبر إعلامنا المرئي والمسموع.. فرغم الثقة التي يتعاطون بها مع تنبؤات الطقس، لكن أكاد أجزم أن أكثرهم يعرفون جيداً أن هذا البلد يصعب التكهن فيه بأي شيء حتى حالات الطقس غداً..!
ولأن الأمر كذلك، فثمة جهد خارق يبذله القارئون لنشرة أحوال البلد الجوية، حيث من المهم جداً وفي كل مرة أن لا يقولوا شيئاً عن أهم شيء في تضاريس الطقس، وهو هل نحن في فصل الصيف أم الشتاء..!
نهارنا- أيها السادة- ما زال يتصيد شمس الظهيرة ويحولها إلى أجواء صيفية ساخنة، أما في الليل فثمة (برد) لم يصبح قارساً بعد، حيث لا أحد يمكن أن يتكهن بالليالي القادمة وما إذا كانت ستنحاز لنهارات الصيف أم ستحتفظ ببعض البرودة.. الجافة طبعاً..!
أما درجات الحرارة ورغم أنها تحمل أرقاماً، والأرقام لا تحتمل الصواب والخطأ، فإن السادة المحللين لأحوال الطقس يستعينون بالسقف المفتوح لهذه الدرجات ما بين الأقصى والأدنى، ورغم (مطاطية) هذا الإجراء التحليلي لكن تفادي (المفاجآت) اليومية كان يستوجب وجود (خيارات) عديدة لهذه القراءات والدرجات التي تتحدث عنها.. فأسلم الطرق من وجهة نظري أن يكون هناك قياس (صباحي) وآخر (نهاري) وثالث (ليلي)..!
نحن في الصيف أم الشتاء؟! سؤال نطرحه جميعنا طوال اليوم.. ونترك إجابته للمفاجآت التي تستمر بدورها طوال اليوم.. وفي أجواء متقلبة كهذه لا بد أن تتقلب الأمزجة أيضاً.. وأن تتحول (السياسة) إلى كوكتيل استباقي للطقوس السيئة والنهايات الأسوأ.. ولابد أن يصاب (مزاج) المواطن- الذي لم يعد يفهم ما يحدث من حوله- إلى مزاج متقلب أيضاً وقابل للإصابة بأمراض الصيف والشتاء على حد سواء.. فهذا موسم (الصيدليات) التي تبيع كل شيء بعد أن سقطت نظرية أمراض الصيف وأمراض الشتاء.. وأصبح الكل في رحلة مضنية واحدة وهي رحلة الشتاء والصيف معاً!
نحن ندعو إلى إلغاء النشرة الجوية إلى حين إثبات أن أجواءنا صحيحة وثابتة.. وإلى حين أن (يستعدل) مزاجنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. وإلى حين الانفصال السلمي بين فصلي الشتاء والصيف.. وموسمي السلام والحرب!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية