الديوان

«فريق تقلي».. (سُرة) أم درمان القديمة !!

على أبواب (فريق تقلي)، أخذتنا الدهشة بعيداً وطافت بنا على جناح التاريخ لحي لا يزيد عن ثلاثة شوارع صغار وأزقة تقع جنوب مدرسة (وادي سيدنا) وغرب (شارع الدكاترة) جوار مستشفى أم درمان، وقد قضت المستشفيات والمحلات التجارية على معظمه فالجميع هاجروا.. وتركوه لضجة السوق.. لكن رغم ذلك تبقت مجموعة من السكان يقعدهم الحنين والإلفة الغائرة كالنصل في القلوب.
فالفريق (تقلي) تربع على عرش أم درمان القديمة.. وكأن التاريخ أودعه في (سُرة) أم درمان ومضى، فهو يقع شمال ميدان الخليفة وغرب مستشفى أم درمان ويحده غرباً (حي اليهود) ويفصل بينهم شارع الموردة.
ويقال إن هذا الحي أتى سكانه مع جيوش المهدية من العباسية تقلي وكان في ذاك الوقت يعتبر حياً درجة أولى.
إضافة إلى أن معظم الجاليات الأجنبية مثل (الأرمن) و(اليهود) و(الأغاريق) و(الأقباط) سكنته وهم يحلقون على جناح الإلفة والمودة لا تعترضهم عرقيات أو اختلافات دينية ومذهبية، ومن أهم معالم هذا الحي مستشفى (أم درمان) ومدرسة (وادي سيدنا) وسينما (أم درمان الوطنية).
ومن أشهر سكانه “محمد سليم” و”فلبس سيدهم” مصري أتى من صعيد مصر وقام بتشييد (طاحونة) في أوائل الحكم الثنائي.
ولمزيد من إلقاء الضوء على شموس هذا الحي دخلت (المجهر) ديار العم “محمد آدم باسة” دليل الحفظة والمريدين في أم درمان منذ عهود قديمة.. فالتقينا بابنه “النيِّل” الذي رفع الراية بعد والده بكرم أريحي وبدأ يسرد لنا تاريخ عائلته وهم رباطاب جدهم “محمد أحمد الرباطابي”، نزح من ديار الرباطاب ليدرس القرآن في (تقلي) وتزوج من هناك عدة نساء من (التقلاب) في (رشاد) و(العباسية) و(أبو جبيهة)، وهم يعملون في الزراعة والرعي، وجدي “محمد آدم باسة” أيضاً من أوائل من سكنوا هذا الحي، ومنزلنا هذا هو المنزل رقم (45) في أم درمان وهو من المنازل القديمة جداً.
وقد سرد لنا العم “النيِّل” بعضاً ممن أسعفته ذاكرته بأول من سكنوا هذا الحي “محمد نور علي”، “محمد أحمد إسماعيل”، “سليمان عبد الله”، القائمام “سليمان إبراهيم”، “عبد الهادي السيمت”، “عبد الله عمر”، “محمد عبد الله الجعلي”، “عبد ربه سرور” ، “حسن مبروك” (لاعب الهلال) المشهور و”محمد سليم يوسف” والذي كان محارباً في الحرب العالمية ودخلوا (طرابلس) بأرجلهم عن طريق (الإسكندرية) والعربات كانت تحمل المؤن، ومن أبنائه المقدم “صلاح الدين محمد سليم” وزارة الاقتصاد، “د. بدر الدين” و”جمال” باشكاتب بالقضاء.
و”حسن إبراهيم الطرابيشي” أول من قام بصناعة (الطرابيش) في السودان و”آل فريد”، “كمال ماهر”، “محمد سيد أحمد” من كبار الموظفين، “أحمد محمد سيد”، مدير مدرسة والضابط “فؤاد ماهر فريد”.
وهناك منازل المرحوم “عبد الله زيادة”، “عمر عبد الله يعقوب” و”عثمان عبد الله” والذي كان يعمل في سراي الحاكم العام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية