أخبار

مخاض الهلال..!!

} انصرف والي الخرطوم د. “عبد الرحمن الخضر” ووزير الشباب والرياضة “الطيب حسن بدوي” كلياً طوال نهار أمس لإنقاذ فريق الهلال من الانهيار المعنوي، وكتابة روح جديدة لمنافسة كأس السودان التي كادت أن تموت، بإعلان لاعبي الهلال الانسحاب من أمام ندهم المريخ في المباراة المقرر لها اليوم بالدمازين.
} مخاض الهلال العسير بدأ بانسحاب الأقطاب والقيادات من تولي مهمة إنقاذ الهلال وتحمل التبعات الإدارية بعد نهاية حقبة “الأمين البرير”.. اتجهت جموع الأهلة نحو المهندس “الحاج عطا المنان إدريس” لإنقاذ الهلال كشخصية إدارية وسياسية واجتماعية ورياضية متفق عليها، ولكن المهندس “الحاج” اعتذر عن تولي المهمة لسوء المناخ في الأوساط الهلالية من إعلام رياضي، جعل الساحة طاردة لكل من يحترم نفسه وينأى بها عن التجريح والشطط والإساءات الشخصية والأسرية.
وجاء اعتذار “الحاج” في وقت أجمع أغلب قادة الهلال عليه كرجل مرحلة.. لتبدأ الاجتهادات والمشاورات، فاعتذر “محمد المأمون” أمين خزانة المال واعتذر “الأمين البرير”.. وبات “أشرف الكاردينال” هو المنقذ والأمل والرجاء، ولكنه اعتذر لوالي الخرطوم ولم تشفع معه حتى اتصالات مدير مكتب الرئيس الفريق “طه عثمان”.. و”الكاردينال” اعتذر لظروفه العملية والصحية لكنه تعهد بالمساهمة في التسجيلات وحل المشاكل المالية التي أقعدت النادي.. بعد اعتذار “الكاردينال” في منتصف نهار أمس عادت القضية للمربع الأول، وفريق كرة القدم فض معسكره واستحقاقات اللاعبين (المرتبات) لم تدفع منذ (5) أشهر والديون تحاصر النادي، والمحترفون رفضوا التدريبات قبل نيل حقوقهم المنصوص عليها في العقود، واللاعبون مطلوقو السراح مصيرهم مجهول فكيف تلعب المباراة في هذه الظروف وأمام منافس هو المريخ وليس فريقاً آخر، لتأخذ الأزمة مسارين، مسار أول يتعلق بالمباراة المعلنة وآخر يتمثل في البحث عن مجلس إدارة انتقالي لتسيير النشاط .. وجرت اتصالات من وزير الشباب بالهلالي الدكتور لواء “عبد الله حسن أحمد البشير” في ساعة محنة وشدة، ولم يخيب الرجل الظن فيه ودق صدره في كبرياء وشجاعة وثقة في النفس وهرع لمكتب والي الخرطوم الذي أصبح غرفة لإدارة أزمة الهلال .. وتوالت الاتصالات مرة أخرى بالمهندس “الحاج عطا المنان” والذي حينما شعر بحرج الموقف وتشابك الأزمة، وأن الهروب من المسؤوليات الوطنية والواجب الهلالي لا يليق به .. أعلن موافقته على تولي رئاسة لجنة التسيير مع اللواء “عبد الله حسن أحمد البشير”. وحتى كتابة هذه الزاوية ظلت المشاورات جارية والاجتماعات منعقدة بمكتب والي الخرطوم، لتخرج من غرفة العمليات لجنة التسيير الهلالية لتبقى مباراة الدمازين في كف عفريت، هل يؤديها الهلال في ظروفه الراهنة أم يعتذر عنها ليواجه عقوبات الانسحاب من قبل الاتحاد العام. وحرج الموقف السياسي مع جماهير النيل الأزرق التي كانت ولا زالت تتوق لرؤية فريقي الهلال والمريخ يؤديان نهائي كأس السودان في الدمازين، بعد أن أنفقت الدمازين مما تحب من المال لمقابلة احتياجات المباراة.
} في الليلة الظلماء حقا يفتقد البدر، وقد أثبت الرجلان “الحاج عطا المنان” واللواء “عبد الله البشير” شجاعة في تحمل المسؤولية .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية