رأي

فوق رأي

ما استخرتي كلو كلو
هناء إبراهيم
 
خلال هذا العام تداولت الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية خبر العروس التي تحولت بمحض إرادتها وتصميمها إلى عجوز شمطاء لاختبار حب زوجها، حيث نشبت مشاجرة حادة بين العروسين أثناء العودة من الكوافير وذلك عندما رأى العريس عروسه بهذا المنظر المخيف حسب تعبيره، وسرعان ما اجتمع المارة حولهما (والما أشترى اتفرج)، ففي واحدة من تداعيات (الحنك) أخبرها أنه سوف يظل يحبها حتى وإن بلغت الـ(70) من عمرها،  وقررت الفالحة اختبار الأمر على أرض الواقع (ومتين؟) يوم زفافها، حيث طلبت من خبيرة التجميل أن تضع لها مكياجاً يجعلها تبدو في عمر الثمانين، الأمر الذي أرعب العريس عندما رفع الطرحة من على وجهها قبل وصولهما صالة الحفل، فاستشاط غضباً وطالبها  بإزالة المكياج لكنها رفضت، ليغادر المكان قبل أن تنهار العروس وتبكي في الشارع العام بشكل مؤلم..
العروس أشارت إلى أن عريسها يعرف بكونه زير نساء، لذلك خططت أن تضعه أمام الأمر الواقع من خلال استخدام أدوات تجميل تجعلها تبدو أكبر سناً، وهو الاختبار الذي فشل فيه من اللحظة الأولى.
أقول إن الجمال الذي ينحدر من أصول مراكز التجميل، يبدو مسخاً فما بالك بالتشويه والشيخوخة التي تنحدر من نفس الأصول؟
معروف أن كل فتاة في مثل هذا اليوم تحاول بالقدر المستطاع وفوق المستطاع أن تبدو أجمل وأصغر وأحلى وأنضر لكن (دي جابتا قوية)..
لفت نظري أن تعليقات البنات جاءت داعمة لها،
بينما رأتها حبوبة جيرانا كـ( واحدة مطرطشة في رأسها)..
وحسب فهمي البسيط أرى أن مسألة استمرار الحب إلى ذلك العمر الذي وصلت إليه بالمكياج يمكن أن تصنعه هي من خلال حياتها معه من حيث التعامل، التجديد، العشرة والسلوك العاطفي، ولا أرى داعٍ لتشويه حفل زفافها بهذا الشكل..
هذه الاختبارات المجنونة، أفضل لو نفذتها في فترة الخطوبة ويا دار ما دخلك شر..
الكل يتوقع أن يرى جمالاً في هذا الحفل وليست أشباحاً، لأن المرأة في هذا العمر لديها جمالها النابع من القلب، وهذا العمر بالمكياج مسخ..
أرى أن ردة فعله نتيجة صدمة طبيعية بسبب ما توقعه وما وجده..
حيث المسافة واسعة جداً بين توقعاته والمنظر..
ثم إنهما حين يصلا ذلك العمر، سوف يصلانه معاً إن شاء الله، حسب المرور الطبيعي للأعوام (ما فجأة كدا بمكياج).
لا داعي لهذا التهور..
فلكل عُمر جماله الخاص ورونقه، ولا ضرورة لاستباق الحوادث.
قد يكون مناخ الخطوبة مناسباً لبعض الاختبارات المتعلقة بالسلوك والصفات، لكن اختبارات أثناء حفل الزفاف هذه لن يجيزها المنطق..
والله جد..
(البت دي) لو تم تعيينها وزيرة للتربية والتعليم، التعليم يحتضر فوراً..
ولا دايرة ليها اتنين تلاتة
أقول قولي هذا من باب التعليق  
ودايرة أقول ليك كلمة واقفة لي هنا:  انتي ما استخرتي
و……..
وراح ما صدق خبر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية