أخبار

وجوه وملامح!

لماذا يغلق صغار التجار محالهم… ولماذا هم ناقمون وساخطون.. ولماذا يحلفون بالله الذي خلقهم أنهم مفلسون.. وأن ما يدخل جيوبهم يذهب مباشرة إلى خزانة الحكومة.. هذا إذا لم يذهب إلى جيوب من لا يعترفون بأورنيك (15) ولا الأوراق الرسمية، وإنما يتعاملون مع الرسوم والجبايات و كأنهم عاملون عليها ومستحقون لكل ما تجلبه لهم من الأموال؟!
الرسوم والجبايات المفروضة على المحلات التجارية وخاصة الصغيرة منها، هي سبب شكوى هذه الشريحة من الناس.. وهي سبب سخطهم ونقمتهم.. وما تقوله ملامح وجوههم وهم يحدثونك عن قصصهم وحكاياتهم العديدة مع الجهات الحكومية، يجعلك تتعاطف معهم رغم نظرتنا للتجار (غير المتصالحة)، بسبب جشع بعضهم واستنزافه لما في جيوبنا!
الواقع أن حجم هذه الإستقطاعات الحكومية لا يتناسب مع دخل هذه المحلات الصغيرة.. والواقع يقول أيضاً إن ما يتم جمعه من رسوم وجبايات، يفوق حجم الدخل والأرباح الحقيقية التي يجتهد في تحقيقها صغار التجار..
وهذا الكلام نستشهد فيه بتجارب أصدقاء ومعارف شكوا كثيراً من هذه الرسوم، التي أرهقت كاهلهم وجعلتهم يفكرون جدياً في ترك هذا المجال. وثمة محلات عديدة أغلقت بالفعل أبوابها لهذه الأسباب القاهرة!.
نحن لسنا ضد الرسوم والضرائب والجبايات باعتبارها واجباتٍ وحقوقاً مستحقة لخزانة الدولة، ولكننا أيضاً نريدها أن تكون (واقعية) وضمن السقف الذي يحتمله دخل صغار التجار، حتى يستطيعوا الإيفاء بالتزاماتهم تجاه أسرهم والدولة في آن واحد.. كما أن الطريقة التي تتعامل بها بعض السلطات المحلية في جمع هذه الرسوم يفتقد إلى المرونة، ويجنح إلى استخدام وسائل ضاغطة وصلت في بعض الأحيان لمصادرة المعروضات وبيعها أو الاحتفاظ بها إلى حين السداد.
الدولة مطالبة بمراجعة هذا الأمر ووضع آلياتٍ جديدة تمكن التجار من الإيفاء بالتزاماتهم تجاهها، وفي ذات الوقت تضمن لهم عدالة ومشروعية ما تأخذه منهم.. فالمحال التجارية وخاصة ذات النشاط المتواضع منها لا ينبغي معاملتها كالمحال الكبيرة والضخمة. والأسواق تشهد تقلبات عديدة ومن الواجب على سلطات الرسوم والجبايات مراعاتها، حتى نخلص إلى علاقة طيبة بين الطرفين وتعود ملامح صغار التجار الغاضبة إلى بشاشتها الأولى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية