شهادتي لله

الفصل بين الحزب و(الحركة)

} الأستاذ “الهندي”..تحياتي واحترامي..
} أقرأ شهادتك لله منذ سنين خلت، وكثيراً ما تتطابق أفكاري مع أطروحاتك، مع العلم أنني لست حريصاً على بقاء الإنفاذ، وكذلك لست من الذين يدعون لسقوطها في الظروف الراهنة، فأوضاع بلادنا خاصة وخطرة.. حروب في الأطراف، ضائقة اقتصادية بل دائرة يضيق قطرها كل صباح، احتقان سياسي، غياب المشروع الوطني، معارضة مقسمة ومخترقة، ليس على مستوى الأشخاص بل الأحزاب، وهجرة قسرية غير مسبوقة. باختصار بلادنا أصبحت قاسية على أهلها. ليت القائمين على الأمر يجمدون كل برامجهم وسياساتهم الحالية ويعملون لإنقاذ وطن اسمه السودان.
} وبعد كل هذه المعطيات المحيطة وانسداد الأفق أمامنا، لن نتجاوز هذه الملفات إلا بالإصلاح والمراجعة. لماذا ينظر الكثير من الاسلاميين للمذكرة الأخيرة على أنها خروج عن المبادئ وطريق للانشقاق؟! شخصياً أراها عملية نقل دم مستعجلة لجسد أصابته الأنيميا الحادة، تبعث فيه الحياة من جديد. ليت الحركة الإسلامية تعلن اعترافها ودعمها للحزب الوليد، وأنها تقف بينه والحزب الحاكم بمسافة واحدة. قد يستغرب الكثيرون هذا الطرح، لكن ذلك الإعلان البسيط يحقق كثيراً من الإيجابيات، وسوف يكون بمثابة طوق نجاة للسفينة، إذا اعترفوا أصلاً بغرقها.
} تلك الخطوة تعني عملياً الفصل التام بين الحركة والحزب الحاكم، وتقديم قيادات جديدة بأفكار معاصرة، وتلافي أخطاء ربع قرن. وبالحزب الوليد يضمن الوطن وريثاً شرعياً لحكم السودان، يغضب كل المتربصين ويحتم بقاء المشروع الاسلامي. ولو خيّر الحزب الحاكم بين ثلاثة خيارات لحكم السودان، على سبيل المثال: قيادات الجبهة الثورية، حزب يساري، وحزب إسلامي تحت راية الحركة الإسلامية، بالتأكيد سوف يختار الأخير، لذلك أتمنى أن ترعوا هذا الاقتراح المتواضع.
فإذا استحال التطبيق واستمرت السياسات الحالية واتسعت الهوة بين الإسلاميين وظل الكثيرون يدعون جهراً لمحاسبة الاصلاحيين، فإن العواقب سوف تكون كارثية. سؤال بسيط لدعاة المحاسبة: كيف يحاكم أول من حملوا الإنقاذ من مهدها ورعوها وهي في الحضانة السياسية؟!
} إذن الحل يكمن في ثلاثة: رعاية الحركة الإسلامية للحزب الوليد، المراجعات الصحيحة للتجربة، وتغيير السياسات. وليعلم دعاة المحاسبة أنه لو قدر الله ذهاب الإنقاذ في ظل هذه الظروف فإن بين الاسلاميين وحكم السودان مائة عام قادمة!! حفظ الله العباد والبلاد.
} خروج:
– قالوا صحيفتنا تعاني أزمة مالية.
– قلنا: هذه رواية فقيرة وفطيرة.
– قالوا: لماذا؟
– قلنا: (لأنها تخلص من المكتبات قبل الزلابية عند بائعات الشاي).
} لوجه الله:
لا تندم على جميل فعلته، أو كاتب أخرجته من غياهب الجب وقدمته فصار علماً يشير إليه أهل الحكم والمال.
} آخر نكتة:
البروف يصرّح: أنا لست عضواً بالحزب أو الحركة. نقول له: إذا هبت رياح (سبتمبر) ستعتبر عضواً منتدباً.
} لك ودي..

أبو مصطفى

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية