اقتصاد

مشروع أقدي.. الزراعة بثوب التقانة وإنتاج فاق المتوقع

ثلاث ساعات وبضع دقائق قطعها موكب وزير الزراعة والري د.»عبد الحليم المتعافي» والوفد المرافق له من قيادات الزراعة بالنيل الأزرق، وممثلي الشراكة البرازيلية العربية، والإعلاميين بين حقول الذرة والقطن وعباد الشمس التي استوى عودها وحان قطافها بمشروع أقدي الزراعي (الدمازين)، وسيارات تتوقف بين الفينة والأخرى بجانب الحاصدات التي بدأت تضرب سيقان الذرة وتبشر بإنتاج وفير.
بدأت فكرة الشراكة البرازيلية العربية قبل عامين بمشروع أقدي باستخدام التقانة الحديثة، وهي استبدال الحراثة التقليدية بالأسمدة والمبيدات، وبلغت مساحة المشروع هذا العام (24) ألف فدان منها (16) فدان ذرة، (14) ألف فدان قطن محور، (5) آلاف فدان زهرة شمس، (480) فدان بقوليات.
وأكد «المتعافي» أن الإنتاجية فاقت المتوقع، ورغم أن موسم الأمطار جاء هذا العام متأخراً إلا أن استعمال التقانة الحديثة أدى إلى مضاعفة الإنتاج. وقطع وعداً للمزارعين بتوفير السماد بنصف القيمة للعام القادم شرط فرض ضريبة بنسبة (5%) لشراء السماد للموسم الذي يليه، وقال إن الفكرة من التحول من الزراعة التقليدية إلى الحديثة جاءت لمقاومة الأمراض مثل القطن (البيتي) وهو قطن صيني محور وراثياً.
فيما فتح والي ولاية النيل الأزرق «حسين» الباب على مصراعيه للمستثمرين بطرح فرص حقيقية أمام الاستثمار، مؤكداً توفير الولاية للأراضي بالشراكة والإيجار.. من جانبه، توقع مدير الشركة البرازيلية «عثمان مصطفى» أن الإنتاجية المتوقعة للذرة هذا العام (13) ألف جوال للفدان، و(12) قنطار قطن للفدان، وعدّ الإنتاجية عالية مقارنة بالزراعة التقليدية التي تنتج حوالي (2 – 3) جوالات في الفدان، مشيراً إلى أن التقانة تؤتي نتائج إيجابية حتى في ظروف شرح الأمطار.
ووافق وزير الزراعة بالولاية «مبارك أبكر» في حديثه عن نجاح تجربة الزراعة التقليدية، مؤكداً أن الولاية زرعت هذا العام (2) مليون فدان من الزراعة الحديثة والتقليدية من جملة (3) ملايين فدان مستهدفة، مشيراً إلى اتجاه الوزارة لاستخدام التقانات الحديثة كحزمة واحدة خلال الأعوام القادمة، ولكن مهندس «صلاح محمد حمدان» بالحقل الإيضاحي بنقل التقانة، وعلى الرغم من إيمانه بأهمية الزراعة الحديثة أو العضوية ونتائجها المبهرة مقارنة بالزراعة التقليدية، يرى أن الفرق بين التقنيتين تكاد تكون متقاربة في التكلفة، موضحاً أن الزراعة العضوية تعتمد على السماد وتمتاز بعدم حاجتها إلى الحراثة بل تكافح بالمبيد، وأشار في حديثه لـ(المجهر) أن الزراعة الحديثة تحتاج إلى (1,2) جوال سماد مركب للفدان بكلفة (250) جنيهاً، فيما يقارب سعر حراثة الفدان الـ(250) جنيهاً.
وانتقد «حمدان» سياسات وزارة الزراعة بالنيل الأزرق وقال أثناء حديثه للوفد إن الحسابات والأرقام في عملية الزراعة لهذا العام تشير إلى أننا (أكلنا الشعب السوداني ما يقارب 150 مليون) إلا أن وزير الزراعة الولائي «مبارك أبكر» قاطعه قائلاً: (إنتو منو؟) واحتدم الجدال لينتهي الحديث عند هذه النقطة، لكن (المجهر) أعادت الاتصال بالمهندس «حمدان» مستفسرة عن أموال الشعب الـ(150) مليوناً، فقال لـ(المجهر): (أعتقد أن وزارة الزراعة الاتحادية وفرت سماداً لمشروع النيل الأزرق بقيمة (6,600) مليار، أي 30 ألف جوال × 220 جنيهاً للجوال لزراعة 15 ألف فدان)، وأضاف: (إلا أن الزراعة بالولاية لم توفر سوى (2) ألف فدان بواسطة اتحاد المزارعين).
ووجه انتقاداً حاداً للقيادات التنفيذية بالولاية، مشيراً إلى وجود صراع خفي بين القيادات التنفيذية والاتحاد والمزارعين، واتهم بعض القيادات دون أسماء ببيع السماد لصالحهم، وأشار إلى أن هنالك دوافع شخصية لبعض القيادات بالوزارة لعدم توفير المساحة المطلوبة (15) ألف فدان، موضحاً إن «المتعافي» قد وفر ما لا يقل عن (20) تراكتوراً والآليات والرشاشات، والسبب الرئيسي في قيادات ولايته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية