بين الروح والروح!!
لو كان الشوق جنيناً لأجهضته دون تفكير.. ولكنه الآن رجل استمد نضجه من قوة الشمس ومن جرأة القمر!
لو كان طفلاً لربيته على حب كل شخص إلا أنت..
ولكنه نضج دون أن أدرك ماهيته، وكبر على حين غفلة من الروح، وجاء كما هو الآن، رجلاً لا يقبل المساومة ولا يعرف الهزيمة..
الشوق نقطة ضعفي التي تدفعني إلى الضعف كلما اقتربت من القوة.. أشتاقك ملء ما في هذا الكون وملء ما يمكن أن يكون.
تغادرني لحظة فتعود لعالمي إما على هيئة الأوكسجين الذي أتنفسه أو في صورة كائن آخر ما هو إلا الشوق، فيكون خليفتك كلما ابتعدت عني.. هو الشوق إلى حين لقاء آخر لا يخلو منه..
يتساءل الناس عنك في شغف ويبحثون عنك بين قصائدي.. يمارسون قراءة الكف عليّ كلما مددت يدي للسلام.. كأنهم يبحثون عن مدى عشقي وجنوني بهذا الرجل الذي أحدثهم عنه مراراً وتكراراً..
ما بين أسطري يقرأون عنك.. ما بين أوراقي وصفحات دفاتري القديمة.. ويبحثون عنك في ذاكرة الروح وبين صفحات الصحف اليومية، وينتظرون خروجك من بين عيني كلما أطلت ملامحي عبر شاشات التلفاز.. ليتهم يدركون أن هذه العيون أدخلتك وأغلقت أبوابها عليك.. وأن هذا القلب أسكنك بداخله بعد أن سألته ذلك وأقفل بابه عليك وأضاع القفل..
ضعيف هو العشق الذي يخشى صاحبه عليه من مهب كل ريح.. كاذب هو العاشق الذي يخشى تسلل عاشقه من قلبه عبر أول فحص دم وأول اختبار عافية..
فالذين يخرجون عبر العطاس لن يفيدونا ذات يوم ولن يبقينا عشقهم على قيد العشق..
فالعطاس لا يخرج سوى الجراثيم التي تضر بالعاشق الذي أسكناه بين نبض القلب وأوتاره حتى أجاد الرقص على إيقاع النبض والذات.. أما أنا.. فأبحث عنك مراراً بين الصمت والبوح.. بين الوجود واللا وجود.. بين الروح والروح.. فأجدك بين الأخيرتين.. الروح وأنت!!