الأقوياء يتحدون ضد الضعفاء!!
الشر يبدو دائماً قوياً مقارنة بالخير، لأن الأشرار يوحدون جهودهم في مواجهة فريق الخير، بينما الأخيار يواجهون الأشرار متفرقين لهذا يظهرون دائماً ضعفاء.. إذا أردنا مثالاً لذلك، فلن نجد أفضل من مسار العلاقات الدولية منذ القرن التاسع عشر.. بريطانيا وفرنسا رغم ما بينهما من عداء لكنهما عندما قررتا اتهام دول أفريقيا وآسيا وحدتا جهودهما ووضعتا الاتفاقيات التي تضمن عدم صدامهما، بل كانت كل دولة تتنازل للأخرى عن منطقة إذا كانت للدولة الأخرى مصالح اقتصادية مهمة.
وفي العصر الحالي تواجه الدول الأفريقية الضعيفة أوروبا وأمريكا موحدة في السوق الأوروبية المشتركة، بينما هي الضعيفة جهودها فردية.. خلال القرن التاسع عشر كانت الدولة العثمانية قوية بإيمان أهلها وجنودها وحبهم لدينهم، لذا عندما واجهت الدول الأوروبية انتصرت عليها واحدة بعد الأخرى واحتلت كل شرق أوروبا بما فيها تلك الأجزاء من روسيا، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ شعر الأوروبيون بالخطر فوحدوا جهودهم واستطاعوا إضعاف الدولة العثمانية إلى المرحلة التي عُدّت فيها رجل أوروبا المريض، لأنها أصبحت في حالة ضعف شديد وأخذت الدول الأوروبية تتصارع على أملاك الرجل المريض، حتى أمريكا البعيدة دخلت مولد اقتسام ممتلكات الدولة العثمانية فأرسلت سفنها الحربية، بل حتى البرتغال الدولة الصغيرة طمعت في أراضيها وأخذت تلتهم كل يوم قطعة منها، لأن الدولة العثمانية كانت وحدها.
خلال القرن التاسع عشر تنافست بريطانيا وفرنسا على منطقة تشمل مصر الحالية والسودان، وتوغل قائد فرنسي بجنوده داخل السودان من الغرب للشرق، بينما كان “كتشنر” يفتح المناطق على النيل من الإسكندرية حتى جنوب السودان، وانتظر الجميع صداماً بين الدولتين على السودان، لكن الذي حدث أن فرنسا أمرت القائد الفرنسي بالتوقف بعيداً عن المستعمرات الانجليزية، وكادت المواجهة أن تحدث في منطقة فشودة بجنوب السودان، لكن الدولتين توصلتا إلى حل يمنع الصدام.. هما هكذا تتوصلان إلى حل يمنع صدامهما لأنهما تعرفان أنه أضعاف لهما معاً.
الآن كل أوروبا ومعها أمريكا موحدة خلف إسرائيل، بل وتحارب نيابة عنها بعد أن تمنحها الأسلحة الحديثة.. بينما نحن الذين أمرنا الله بالوحدة نواجههم متفرقين، لهذا إسرائيل دائماً قوية في مواجهتنا، ورسخنا للانقسام رغم أننا نتحدث لغة واحدة وندين بدين واحد.. لماذا لا نوحد جهودنا؟ لقد أقنعوا كل دولة منا أنها ستحصل على فوائد كثيرة لو ظلت بعيدة عن أخواتها، ولكي يستمر التمزق قسمونا إلى دول تقدمية ورجعية ثم إلى دول بترولية وغير بترولية، والدول البترولية سعيدة بالأموال التي تتدفق عليها ولا تتذكر أخواتها الفقيرة، معتقدة أن هذا النعيم سيدوم دون أن تأخذ العظة مما حدث للدولة العثمانية.
> سؤال غير خبيث
لماذا لا يتحقق التكامل بين الدول الإسلامية؟!