القبطية «مها ملاك».. قصة امرأة وهبت حياتها لميادين كرة السلة !!
تحدت الصعاب وتخطت حواجز وعراقيل كثيرة، على رأسها وقوفها في وجه أسرتها في بداية طريقها نحو رياضتها المفضلة.. دافعت باستماتة من أجل الوصول إلى هدفها الذي وضعته نصب أعينها، فنالت ما أرادت وحققت إنجازات عديدة كلاعبة متميزة لكرة السلة، ثم وصلت إلى قمة العمل الإداري في المجال الرياضي فصارت مقررة للجنة المرأة باللجنة الأولمبية السودانية.. إنها السيدة العصامية “مها ملاك” التي تنتمي إلى طائفة الأقباط.. وقصة البطلة ونجمة السلة “مها” تختلف في كونها تحظى باهتمام وتقدير غالبية المحيطين بها في الوسط الرياضي ومن قطاعات واسعة، بجانب أنها أصبحت بمثابة الأم الرؤوم لأجيال من الناشئين ونجوم كرة السلة بولاية الخرطوم، فوهبتهم حياتها بعد مشوار رياضي حافل بالإنجازات، وصولات وجولات في ملاعب وميادين كرة السلة.. ولمعرفة المزيد حول قصة كفاحها أجرت معها (المجهر) الحوار التالي..
{ بدايات مدرسية
بداية تحدثت “مها ملاك” عن ارتباطها بكرة السلة منذ الصغر، وقالت إن ممارستها كلاعبة بدأت مع فريق بمدرسة الراهبات بالخرطوم، وأضافت: برزت موهبتي بصورة أكبر في المرحلة الثانوية، ووقتها لاحظ عدد من المدربين تفوقي على أقراني رغم صغر سني، حيث كنت أصغر لاعبة في المنتخب المدرسي، ومنها انتقلت للعب في النادي الكاثوليكي بإشراف المدربين “وليم أندريا” وشقيقته “آمال”، ثم تحولت إلى نادي المكتبة القبطية الخرطوم، وبعدها التحقت بالمنتخب القومي ولم يتجاوز عمري حينها أربعة عشر ربيعاً ووجدت الاهتمام من المدربين “عباس خوجلي” و”محمود المصري”.
{ حب السلة ورغبة الأسرة
وأشارت “ملاك” إلى تحفظ أسرتها على ممارسة الرياضة في سن مبكرة، خاصة أنها ما زالت طالبة، وقالت: كحال أية أسرة في ذلك الوقت كانوا يرغبون في رؤيتي طبيبة أو مهندسة، وهذا لم يكن طموحي يوماً ما، حيث ظللت أوجه اهتمامي كله نحو لعبتي المفضلة وأهملت دراستي بصورة كبيرة، وكنت أتألم حينما تتم معاقبتي على تدهور مستواي في الدراسة بحرماني من ممارسة الرياضة إلى حين، وأضافت: لأن الرياضة كانت تجري في دمي منذ الصغر لذلك لم أكن متفوقة، أي كنت (بليدة) في المدرسة، على حد تعبير أسرتي التي أدركت في وقت لاحق أن ذلك بدافع حرصها على مستقبلي الدراسي.
{ مواصلة رغم تفاقم المشاكل
واصلت حديثها قائلة: ثم انتقلت بعد ذلك إلى حياة أخرى بعد أن تزوجت وصرت أماً لطفل، وأضافت: لم تتواصل حياتي الزوجية لأكثر من سبع سنوات، حيث لم أوفق في الاستمرار والاستقرار، فبدأت أبحث عن النجاح في مجالات أخرى ووجدت ضالتي في تدريب كرة السلة التي لم يفارقني عشقها يوماً، واجتهدت لتطوير مستواي الفني عبر عدد من الشهادات الدولية وتمكنت من صقل خبراتي التدريبية.
وأشارت إلى عدد من الصعوبات واجهتها حتى تصبح مدربة، أولها كان على عاتقها رعاية ابنها الوحيد دون مساعدة أحد، وقالت: كنت أذهب إلى عملي في الصباح وأعود في المساء لممارسة التدريب، بالإضافة إلى الاهتمام بابني ورعايته حتى يكبر.
{ تدريب المنتخب القومي
وقالت: رغم كل هذه الظروف واصلت مشواري نحو الارتقاء بفئة الناشئين في منشط السلة، لأن أي مشوار في الحياة يبدأ بخطوة حتى يصل الشخص إلى ما يريد، وأضافت: كنت أتمنى أن تصبح لديّ مدرسة لتدريب الناشئين وبدأت من خلال إدارة تدريب الناشئين عبر وزارة التربية والتعليم، وأصبحت مدربة للمنتخب القومي المدرسي، وبعدها حصلت على عضوية الاتحاد المحلي لكرة السلة بالخرطوم، وتوليت منصب رئيس لجنة الناشئين التي تضم عدداً كبيراً من اللاعبين أغلبهم كانوا من جنوب السودان، وجميعهم رحلوا إلى بلادهم بعد الانفصال.
{ شؤون المرأة باللجنة الأولمبية
أخيراً قالت: تم انتخابي مقررة للجنة شؤون المرأة باللجنة الأولمبية السودانية، والمنصب ألقى على عاتقي مسؤولية كبيرة أتمنى أن أوفق في أدائها عبر تذليل الصعوبات كافة أمام رياضة المرأة، ومساعدتها في الوصول إلى منصات التتويج محلياً وعربياً وأفريقياً، وأن يكون للمرأة وجود رياضي في السودان من خلال موقعي الجديد، وأشارت إلى أن هذا يتم عبر تكاتف الجهود بين المسؤولين والإداريين واللاعبين.