الإصلاح: تعظيم الجودة .. وتقديس القانون
} في دول عربية ناهضة ومتقدمة تجري بسرعتها القصوى لتلاحق تطور العالم (الأول)، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، ترتفع درجة ثقافة الفرد هناك بـ (القانون)، وقدسية الالتزام به لكل ساكن، (مواطناً) كان أم (مقيماً)..
} الالتزام بقانون المرور أهم مظاهر الشارع، وأرقى بنوده تنظيم وقوف السيارات في الطريق العام، والمواقف (الباركنج) في الأحياء والحدائق والمنتزهات والمطاعم والمؤسسات الحكومية والخاصة، و(المولات) والمطارات، حيث تتوافر المواقف التي تتسع لآلاف السيارات في طوابق متعددة (Underground).
} الالتزام بالقانون في السكن والعمل والدراسة واستخدام الممتلكات العامة والسير في الطرقات.. وتشييد البنايات وتحديد مواقفها (الخاصة) للسيارات.. وعرض السلع في الأسواق.. لون ونوع طلاء المحلات التجارية، وعدم التلاعب مطلقاً في المواصفات والمقاييس لأي سلعة منتجة محلياً أو مستوردة.. إتقان العمل وتجويد المتنج.. كلها علامات مهمة في مسار نهضة الشعوب، ومن دونها لا يمكن أن تتقدم دولة، أو يتطور شعب.
} فلننظر حولنا في الشارع، الحي، المدرسة، الجامعة، الوزارة، الشركات، البنك، المستشفى والمصنع والسوق.. ولنقيّم درجة التزام الراجلين في الشارع، أو سائقي المركبات العامة والخاصة، وأداء العاملين في تلك المرافق، والبائعين في المتاجر والأسواق.. كم من (عشرة) تمنح الموظف الجالس أمامك في معاملة رسمية، أو الذي يقود السيارة أمامك وخلفك، أو الذي يتسكع في (النواصي)، والذي يبايعك في السوق، والذي يصلح لك عطلاً في الكهرباء، أو شبكة المياه، و…
} أتوقع أن غالب النتائج لن تزيد عن (3) من (10).. وهذا يعكس مستوى (الجودة) في بلادنا.
} كلما تدنى مستوى الجودة في السودان، من المطاعم إلى المزارع، ومن المدارس إلى الجامعات، ومن (المحليات) إلى الوزارات، ومن الموانئ للمطارات، وفي المصانع والمباني والمقاولات، من البيوت إلى الطرق والجسور، وكافة المشروعات الخدمية والتنموية.. تدنى مؤشر تقدمنا بين الأمم.
} (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من (14) قرناً، فكيف نهمل هذا الإرث العظيم، والبرتوكول الأعظم في الدعوة لتجويد العمل، فيتمثله (غير) المسلمين صدقاً، وإخلاصاً، وجودة، فيتقدمون ويتراجع المسلمون؟!
} الأهم من التشكيل الوزاري والإصلاح السياسي، الإصلاح (التربوي) و(القيمي)، وإعلاء ثقافة الإخلاص والإتقان والالتزام الصارم بالقوانين.
} إذا كانت الحكومة – نفسها – لا تلتزم بالدستور (القانون الأعلى)، والمواطن – أي مواطن – لا يلتزم بأي قانون، فإن حالنا سيغني عن سؤالنا، وهو كذلك الآن!!
} جمعة مباركة.