دوامة الأسر !!
} تعجبت حد الاندهاش من الطريقة التي تتعامل بها صديقتي “رهام” مع أبنائها الصغار، خاصة في ما يتعلق بالتلفزيون، للدرجة التي منعت فيها (الديجيتال) من الدخول إلى بوابة منزلها، بدعوى أن هناك قنوات تربي الأطفال علي الرذيلة والانحراف منذ السنوات الأولى، وحينها دخلت معها في جدل طويل لم أفلح من خلاله في إقناعها بمنح الأبناء مساحة للحرية لبناء شخصيتهم منذ الصغر، بحيث يتم حذف القنوات الداعرة، لأن منطقها كان مبنياً على الخوف من الثقافات الغربية التي سيطرت على المجتمع عبر منافذ القنوات المختلفة.
} وفي أم درمان قبل أيام استدعت إدارة مدرسه أساس بضاحية دار السلام أولياء الأمور بسبب مسلسل (ملكة جانسي). وقالت المصادر إن التلاميذ الذين يدرسون بصفوف متفاوتة حضروا إلى مباني المدرسة وعلى جباههم علامة “ملكة جانسي” (لاكشمي باي) وقد نحتوها بنواة البلح، وعليه قامت إدارة المدرسة باستدعاء أولياء الأمور الذين حضروا لمناقشه الأمر، والخروج بخلاصات تفيد أن القنوات والمسلسلات الأجنبية باتت مهدداً يسيطر على أبنائها بدرجة كبيرة، مما جعلني أتذكر حديث “رهام” التي فطنت باكراً لهذه التداعيات التي باتت أخطر من الشوارع الممتلئة بالذئاب والثعالب.
} وفي إحدى الولايات الشرقية أرسل تلميذ في مرحلة الأساس خطاباً إلى زوجة عمه مطالباً فيها أن تمنحه الفرصة لبناء علاقة عاطفية بينهما تيمناً بـ”مهند التركي” الذي دخل في علاقة غير شرعية مع زوجة عمه في إحدى المسلسلات التركية، التي سيطرت على عقول الكبار والصغار في ذاك الوقت!! ولنسترجع الشريط قليلاً، ونحكي عن أفلام (الآكشن) – وبعضها محتواها خادش – التي باتت واقعاً معاشاً بين أبنائنا ونحن في غفلة من الزمان، لأن ساعات العمل باتت أطول من الوقت المفترض أن نكون فيه بين أبنائنا، والمتبقي يتوزع ما بين تجهيز الأكل والنظافة وقضاء العلاقات الاجتماعية.
} الغريب في الموضوع أن الكل يتحدث عن البناء المجتمعي، ويحاول عبثاً أن يقنعنا بأن التربية الصحيحة تندرج في الحرية المطلقة للأبناء، رغم أن العالم بأكمله لم يدون حالات للحريات المطلقة، ولم يسمح لأبنائه بمشاهدة كل المطروح على القنوات التي باتت تغذي العقول وتسيطر عليها، والدليل أن المنتجين والمصدرين لهذه المواد ذاتها يحذرون أبناءهم من المشاهدة في كل الأفلام والمسلسلات المعلبة بشريط أسفل الشاشة كتبت فيه (ممنوع مشاهد الأطفال أقل من 18 عاماً) حفاظاً على التربية الصحيحة والقويمة التي تساعدهم في تكوين شباب واعٍ ومثقف ومدرك لحدود المتاح له.
} عندما نرى بنات في سن الخامسة عشرة بصورة لا تليق في الشارع مع أحد الشباب ندرك أن الأب غائب والأم مشغولة (بالبوبار)، وعندما نتمعن في شاب دون العشرين يترنح أو ينفخ في سجار (البنقو) نعلم أن الأب مهموم بالاجتماعات وتوفير رغد العيش، لذلك فإن الأوضاع ستنفجر أكثر في قادم الأيام.
} جيل جديد بمبادئ مختلفة ومفاهيم لا تشبهنا لأن القيم السودانية قد تلاشت مع العوالم الجديدة التي قادت الأم لوضعية مختلفة وجعلت الأب سارحاً في دنيا المال والاستثمار أو باحثاً عن لقمة العيش وتوفيرها لأبناء امتلأت بطونهم بالعالم الآخر.
> خطر أخير: قلل أحد الكتاب الرياضيين من القبيلة (الزرقاء) في محاولة لإعانة صديقه الناشر (الرياضي) المريخي الوافد حديثاً للوسط السياسي، قلل من شأن الصحافة السياسية ورؤسائها وكتابها، وقال: (كنا قايلين القبة تحتها فكي) زاعماً أن صديقه اللدود تفوق على رؤساء الصحف السياسية!! يا أخي..هو جريدة صاحبك دي بتوزع بـ(المريخ)؟! ولا بالمهندس “عثمان” وقصص عمي “إسحق”؟ خلي الثنائي يغيبوا ثلاثة يوم بس، شوف كان ما لحقت (الصدى) و(الأسياد).. خمسة وستة آلاف نسخة!!
} يا أخوي القبة تحتها (فكي) كبير وسرو (باتع) وما بتاع (بخرات)!! والصحافة السياسية دايرة فهم ما (شتائم) وسطر جديد.