حول التربية الوطنية
} الأستاذ “الهندي عز الدين”.. السلام عليكم ورحمة الله.. أرجو صادقاً أن أنشر هذا التعقيب على مقالكم (شهادتي لله) بعدد المجهر (528) بتاريخ الجمعة 1/نوفمبر 2013م:
} قبل سنوات خلت أو في العام 2009م لأكون أكثر دقة، شرفتني إدارة التدريب بالشرطة بمنحة للإعداد لدرجة الدكتوراة في دراسات الإعلام الأمني، وكان الهاجس والقلق الكبير الذي عشته في تلك الأيام اختيار موضوع الدراسة وما يتفرع منه من عنوان وفصول ومباحث تتضمن خطة الدراسة، على أن يأتي كل ذلك متسقاً ومتصالحاً مع إحساسي الداخلي وما يجيش في خاطري تجاه (الفكرة)، بحيث أن يشكل البحث إضافة حقيقية في توصيف مشكلة يعاني منها المجتمع والمساهمة بتقديم حلول تكون أقرب للقواقع الاجتماعي، وفي بالي أن كثيراً من البحوث أعدت وأجيزت ونال أصحابها الدرجات العلمية الكبيرة، إلا أن بحوث أغلبهم قد أخذت طريقها إلى دائرة النسيان مباشرة، دون أن تحدث أثراً يذكر في تلمس حيوية وجوهرية في المجتمع.
} بهذه الهمة العالية الوثابة وبهذا الاستعداد الذهني بدأت أتعاطى مع موضوع البحث، إلى أن اهتديت في وقت سابق إلى اختيار موضوع يقرأ عنوانه كالآتي: (دور وسائل الإعلام في تجسيد قيم التربية الوطنية).. وبدأت مسيرة البحث من خلال خلفيات التربية الوطنية في السودان على المستوى النظري، ومن ثم ممارستها في مهدها الأول (ببخت الرضا)، واطلعت على فكر رواد التربية الوطنية في السودان من واقع الضرورات والفلسفات التي جعلتهم يؤسسون لدراسات التربية الوطنية، ويأتي في رأس هذه الضرورات التباين العرقي والثقافي في السودان، فالبحث عن رابط بين هذا الهجين هو الذي هداهم في تقديري إلى إيجاد المنظومة الوطنية والإعلاء من شأن الوطن والمواطن، كمرتكز وهدف إستراتيجي يجمع الأمة على قلب رجل واحد، واعتبار المعيار الوطني بما يشكله من عاطفة ووجدان أحد ممسكات الوحدة الوطنية.
} بهذه الخلفية اطلعت بما جاء في زاويتكم بالتاريخ المذكور في صدر هذا التعقيب، وجاء مقالكم مؤكداً على قضية التربية الوطنية المنسية وغير المصطحبة في خطابنا العام رغم أهميتها ومفصليتها في توصيل الحوار إلى نهاياته، بزعم أن الفكرة النظرية لأحزابنا وتجمعاتنا المدنية لا تخلو من مساحات تتحدث عن الوطن والوطنية، إلا أن الممارسة والواقع يكذبان ذلك، بل الأدهى والأمر أن بعض قياداتنا يسجلون فشلاً ذريعاً أقرب للفضيحة في مواقف وطنية مشهودة يعرفها الجميع.
} أخي الأستاذ “الهندي عز الدين”.. حديثكم عن التربية الوطنية هو الذي أثار فينا هذه الشجون وهذه الخواطر، ونتفق معكم في غياب الوطن في هذا السباق المحموم وفي تقديرنا أن الوطن وسلامته وعافيته، يجب أن يكون إحدى نقاط الاتفاق بين كل من المتكلمين والمعنيين بالشأن العام في السودان.
}وفقكم الله.. مع ملاحظة أن البحث في مرحلة القراءة الأخيرة عن طريق المشرف، ونتشرف بدعوتكم لحضور المناقشة عندما يتحدد موعدها إن كان في الآجال بقية.
ويبقى الوطن..
إدارة السجل المدني “الخرطوم”