أخبار

"أبيي" .. نشلة !

الاستفتاء الآحادي والباطل قطعاً الذي نظمه دينكا نقوك بمنطقة “أبيي” أعتقد أن المناسب التعامل معه لكونه نشاطاً أخرقَ من الطرف الآخر، يواجه بالرفض وليس الاعتراف الذي أقرب أوجه ترسيم أرقام ونسب إحصائيات استفتاء “أبيي” المختلف حوله ونثره في وسائط الإعلام بالسودان، فهذا والله أعلم يكسبه ظلالاً من الاعتراف به، فواجب منا الاحتياط مع سلوك الطرق التي تحفظ حق بلادنا ومواطنينا.
الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي والوسطاء، لأن اعتراف الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي (أو لا اعترافهما ) وبعض الدول باستفتاء “أبيي” الآحادي، سيحدد هل الأمر (نشلة) للسودان والمسيرية أم أنه (اختبار ) من الحركة الشعبية و”لوكا بيونق” والذي يدير ومن هم خلفه هذا الملف بجهد ومثابرة. من اللازم القول إن إيقاع السودان مقابله بطيء وأقل أثراً، والراجح عندي إن لم يكن في الأمر مؤامرة ما وقصد، فإن الجنوب بهذه العملية إنما يريد جر الجميع إلى النقطة الخلافية الأهم وهي مسألة الاستفتاء نفسه والمرفوض من جانب المسيرية مبدأً، ولكن بعد ما جرى فإنه صار أمراً أقرب للتحقق ولو بعد حين بمشاركة الطرفين.
الجنوب سيقول حسناً، نترك هذا (الآحادي) ونشرع في آخر (مشترك) وهو عملياً قد اختبر قواعده وحشد مصوتيه وقدم لهم تمريناً عملياً وميدانياً وحقيقياً حول المسألة، ووظف آليات الدعم الدولي والإقليمي ودعم حكومته لحشد المصوتين، الذين ربما كان بعضهم ليس من أبناء دينكا نقوك أنفسهم في مواجهة المسيرية المشتتين بين مرحال شرقي وغربي وعمد وإمارات ومراكز قوى سياسية وحزبية موزعة بين “الخرطوم” و”أبيي” نفسها !
جوبا (فرغت) “لوكا بيونق” وقيادات مؤثرة في وزنه لهذه المهمة وقد قام الوزير السابق والكادر الكبير بالحركة الشعبية بنذر نفسه لهذه المهمة. ويوم أن كلف بتمثيل بلاده في اللجنة الإشرافية توقعت أن يقوم السودان باختيار شخص مواز له في القدرات والتأثير، ولكن للأسف فإن الحكومة اختارت وظلت (تختار) لملف “أبيي” على الدوام أشخاصاً (مع احترامنا لهم ) بلا قدرات سياسية أو حضور شعبي بدءً من “رحمة النور” إلى “الخير الفهيم”، فبدا وكأن الحكومة اختارت أضعف العناصر لأصعب المواقف. ويحدث هذا و”لوكا” يجوب أفريقيا والعالم يعرض تصوراته ويسوق مقترحاته و(يبيع ويشتري)، وممثل السودان في الإشرافية يطير فرحاً من مقابلة موظف علاقات عامة بالاتحاد الأوربي أو السفارة البريطانية بالخرطوم !!!
لو أن الحقوق التاريخية والجغرافية و(المعلوم بالضرورة) تعيد أرضاً لما ظلت (فلسطين) منذ الأربعينيات بلداً مسروقاً وأرضاً مغتصبة، ولو أن الأمور تدار كذلك لما ظلت “أبيي” أصلاً موضوعاً يتطور ليكون أزمة منذ (تقرير الخبراء) المصيبة ذاك. ولهذا فإن على السودان وعلى أبناء “أبيي” والمسيرية بذل جهد أكبر في هذه القضي، والتحرك بإيقاع أسرع وبمبادرات تنظر إلى الخارج، ولكن إن ظلت الأمور كما هو الوضع الآن، فإننا سنخسر (صفر) إلى (عشرة) وستذهب المنطقة جنوباً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية