أخبار

مواقف وحكايات

(1)
الكاتبة الدنماركية “كارين بلكسين” قالت قبل رحيلها: ( لقد علمتني هذه التجربة أن لا شيء يقتل الألم إلا العمل وإلا الأمل.. وقد أمضيت آخر أيام حياتي أعمل ولم يفارقني الأمل لحظة واحدة.. لا الأمل في حياة جديدة.. ولكن في إنجاز العمل الذي بدأته).. هذا الكلام قد يبدو عادياً لو قاله شخص غيرها، ولكنه لن يكون كذلك حينما تقوله هذه الكاتبة التي وضعت أشهر مؤلفاتها وهي كسيحة وعاجزة تماماً، بسبب العمليات الفاشلة التي أجريت لها في عمودها الفقري، والتي جعلتها مشلولة الحركة.. ورغم ذلك لم تتوقف “كارين بلكسين” عن فعل الكتابة وكانت تستعين بمنسقتها في كتابة مؤلفاتها التي استمرت إلى آخر لحظة في عمرها متحدية كونها إمرأة كسيحة وعاجزة!
(2)
الكاتب الأمريكي الشهير “إرنست هيمنجواي” عاش حياته والحنين يشده دائماً إلى الأرض التي ظل يعتز بإنتمائه إليها وكان يقول بأنه لو لم يصبح روائياً لكان مزارعاً، وكثيراً ماكان يفخر بحديث والده معه حول الأرض وأهميتها للبشر وضرورة أن يعتنوا بها، ورغم أن “هيمنجواي” فشل في أن يكون (مزارعاً) ونجح في عالم الرواية، لكنه ظل دائماً مشدوهاً بالأرض ولا ينقطع يوماً عن تأمل حبات القمح كلما تذكر والده ونصائحه له، وهو ماجعله يعبر عن الأرض وبالأحرى (الإنتماء) في رواياته بشكل لصيق وساحر.
(3)
الكاتب المسرحي الأميركي “يوجين أونيل” الذي عاش حياته كالمغامر، ينتقل مابين المسرح والصحافة ومابين العيش على الأرض والبحر، كانت حياته مليئة بالحكايات والمواقف. وقد سألوه يوماً عن الغناء المفضل لديه فجاءت إجابته على غير مايتوقعون، حيث لم يذكر لونية معينة من الغناء أو مطربين محددين يستمع إليهم وإنما قال: (يعجبني غناء الطيور في الفجر وصوت الأمواج وهي تتلاطم قريباً من الشاطيء وصوت الفأس وهي ترتطم بالأرض.. وصوت ماكينات الطباعة وهي تدور عندما تنام المدينة في ساعات الصباح الأولى.. فهذه كلها أصوات ألفتها وعشتها وأحببتها).
وأضاف “يوجين أونيل” (ثم لا أنسى الجانب الآخر من الحياة بعيداً عن العمل، لقد أطربني صوت طفلي وهو يضحك وحده في الغرفة المجاورة، وصوت دقات الساعة تشق سكون الليل معلنة الحادية عشرة بعد أن يذهب الأطفال لفراشهم كي يناموا.. وأخيراً صوت مقص البستاني في الأمسيات، وهو يقص الخشائش في حديقة بيتي، هذا هو الغناء الذي أطربني.. فهو نغم الحياة)!
(4)
“شارلي شابلن” ذلك الفنان الرفيع الطراز، ظل يعترف دائماً بأنه مدين في نجاحه لعشرة أشخاص وليس شخصاً واحداً.. أما هؤلاء العشرة فهم كما يقول “شارلي” أبوه وأمه اللذان كانا سبباً في وجوده أولاً، ثم أطفاله الثمانية الذين كان يحرص دائماً على أن يوفر لهم حياة أكثر سعادة ورفاهية، حتى لا يعيشوا معاناته القاسية في طفولته. وقد كان هذا الحرص كما يقول “شارلي” هو الدافع الحقيقي بالنسبة له في العمل ثم النجاح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية