إلى "غازي صلاح الدين" وإخوانه
} ليس جديداً، ولا (تجديداً) أن يتحدث قادة (تيار الإصلاح) بالمؤتمر الوطني عن أنهم سيؤسسون حزباً مفتوحاً لـ (جميع) السودانيين، وأنه سيضم (غير) المسلمين، كما قال بذلك الأخ “الدعاك”، فالمؤتمر الوطني – ذاته – حزب مفتوح لجميع السودانيين، ويضم في عضويته مسيحيين، وربما ضم (لا دينيين) قبيل انفصال جنوب السودان!
} (الإصلاح) في المفهوم السياسي يعني (تعديل) المسار، وتقويمه، وتحقيق المزيد من (الانفتاح) على الآخر، داخلياً وخارجياً، ولا يعني (تغيير) المسار والاتجاه من (الشرق) إلى (الغرب).
} فالذي ينتقل من دائرة الفكر (الإسلامي) إلى منطقة (العلمانية) والليبرالية المطلقة التي لا تعيد المرجعية إلى الله، لا يكون (إصلاحياً)، لأنه (بدّل) المسار، ولم (يعدّل) شيئاً في مساره القديم!!
} وعليه، فإما أن تظل مجموعة الدكتور “غازي صلاح الدين” والأستاذ “حسن رزق” مستمرة في خطها السياسي (الإصلاحي)، حتى ولم تم فصلهم من الحزب، وإما أن يقرروا أنهم غادروا هذا (المربع) نهائياً، وأن حزبهم (الجديد) لا علاقة له من قريب أو بعيد بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية. ورغم أنهم فعلا قالوا بذلك، إلاّ أنني أعتقد أنهم في حاجة إلى المزيد من التروي وإمعان الفكر والنظر، لأن (عقدة) الانتماء للحركة الإسلامية ستظل تطاردهم، كما حدث للمؤتمر الشعبي، وسيحتاجون دهوراً ليقنعوا عامة الناس من الشعب السوداني بأنهم ليسوا (إسلاميين)، أو (كيزان) كما يقول الدهماء!!
} لم يعجبني حديث “الدعاك” بأن حزبهم مفتوح حتى لغير المسلمين!! وإيه يعني؟! ألا ترى الرئيس “البشير” يلبي دعوة الإخوة (الأقباط) على مائدة إفطار “رمضان” بالنادي القبطي كل عام؟!
} ليس جديداً أن تقول إن حزبي مفتوح لغير المسلمين، بل أن تطرح حلولاً ومعالجات للأزمة الاقتصادية، والسياسية، وإنهاء الحرب في دارفور والنيل الأزرق، والتمهيد لدولة السودان الحديثة عبر مشروع لاستنهاض أمة تبني وتقدس العمل، وأجيال تعشق الوطن وترتبط بالتراب.
} نحن نحتاج لحزب للتربية الوطنية، لتنشئة جيل جديد مختلف، لا لحزب ينشغل بالخلاف مع المؤتمر الوطني والثأر من قادته.
} ولما كانت هذه الفكرة غير واضحة في مشروع “غازي صلاح الدين” وإخوانه، ولما كان خروجهم من الحزب بسبب مواجهة تنظيمية (داخلية) بهدف مناصحة القيادة، لا من تلقاء أنفسهم وفي ظروف طبيعية وعلاقات مستقرة، فإن الأنفع للشعب والوطن أن يستمروا في إصلاحهم، دون (مناصب) أو (مخصصات) أو (صفات)، لا أن يبدلوا جلودهم مع أول (مواجهة) علنية.
} جمعة مباركة.