الديوان

المخرج «كباشي العوض».. مواهب متعددة عصية على الاندثار

لم يكتفِ الأستاذ المخرج المعروف “كباشي العوض” بممارسة الإخراج فقط إنما جمع في عبه كثيراً من المهن في السياق المتصل والمنفصل على السواء، إذ مارس إلى جانبه الكتابة الصحفية وإخراج الأفلام الوثائقية وكتابة الشعر والقصة، وذهب إلى أبعد من ذلك بممارسة الصيدلة حينما عمل بصيدلية تخصه كاستثمار عقب عودته من (المملكة العربية السعودية)، فضلاً عن مهنة التدريس المحببة إلى نفسه والتي اتخذها هواية ورغبة دفينة، نفس عنها في (كلية علوم الاتصالات) جامعة أم درمان الأهلية. وما بين (مصر)، (هولندا)، (ألمانيا)، (المملكة العربية السعودية) و(السودان)، رسم أهم محطات حياته العملية والتي انتهت به مخرجاً ذائع الصيت وصاحب خبرات وتجارب متراكمة أثرى بها القنوات المحلية على مر الزمن وإلى الآن، استطاع خلال مسيرته الحافلة هذه أن يخرج ما لا يقل عن (45 ــ 50) فيلماً وثائقياً صب فيها عصارة جهده وإبداعه أغلبها عُرض في تلفزيون (السودان) وقناة (النيل الأزرق)، وشارك ببعضها خارجياً وحصد الميداليتين الذهبية والفضية في (مهرجان القاهرة) والبرونزية بـ(مهرجان قناة الجزيرة)، نعرض لكل ذلك خلال المساحة التالية.
سوق القصيرية
وبوصفه مخرجاً اهتم بالأفلام الوثائقية كانت لـ(المجهر) وقفة مع (سوق القصيرية)، وهو أحد أفلامه التي وثقت لسوق أم درمان عبر القصيرية المخصص للترزية، وقد إنكفوا على خياطة الجلابيب الرجالية سيما الأنصارية والعباءات وأعلام الطرق الصوفية وغيرها، ولديهم مجموعة تعكف على شغل العمود، والشارع الذي يحتلونه يسمى بـ(شارع الشوام)، وهو شارع قديم يبيعون فيه الأقمشة ويخيطونها منذ عهد المهدية، والشارع يفضي بك إلى محل (الكلف) و(الزراير)، كان ذلك في العام 2000م هذا قبل أن يُقضى عليه من قبل المحلية.
قال الأستاذ “كباشي العوض” عن بداياته ومحطاته: درست الإخراج وسيناريو البرامج التلفزيونية بـ(مصر) و(ألمانيا) وطبقتها عملياً في تلفزيون (السودان)، ومارست المهنة أيضاً في (جامعة الملك سعود) وقناة (الخرطوم) قبل أن تصبح فضائية وعدت لتلفزيون (السودان) ثم (النيل الأزرق)، بدأت مخرجاً ووصلت مخرج أول رئيس قطاع المخرجين والمصورين في تلفزيون السودان، بعدها هاجرت إلى (السعودية) كاتب سيناريو وأفلام وثائقية بمركز إنتاج الجامعة، ولما رجعت عملت تاجراً في السوق بأن فتحت صيدلية وعلمني الصيادلة كيفية الشغل، وأشكر “الأمين حسن العبد” (مراقب صيدليات) وهو من مجموعة (حلمنتيش)، ثم رجعت إلى التلفزيون في عهد “الطيب مصطفى” وشغلت مدير الإدارة التنفيذية، ومنه لشركة (أنهار) كاتب سيناريو ومخرج أفلام وثائقية، أتيحت لي من خلالها فرصة إنتاج عدد مقدر من السيناريوهات لا تقل عن عشرين فيلماً منها الفيلمان الفائزان (عربة اسمها الكارو) بالفضية في (القاهرة) و(بطان عبد الله) البرونزية في (قناة الجزيرة)، إلى جانب (الخرطوم تتجمل) أيام مهرجان الثقافة 2005م، ثم وبدعوة من “بابكر حنين” انتقلت إلى (النيل الأزرق) كمنتج برامج ومسؤول عن الرقابة والجودة واستشاري البرامج، تركتها لفترة لأسباب خاصة وعدت حالياً منتج ومخرج متعاون (بيوت وحكايات).
إشكالات مصاحبة للمهنة
ومضى بقوله: اخترت كتابة سيناريو وإخراج الأفلام الوثائقية، ومن الذين يعملون في هذا المجال “النور الكارث” و”سيف الدين حسن” وبعض الشباب الجدد، أخرجت برامج وسهرات وتغطيات عامة تلفزيونية، على أن الاهتمام الأكبر ينصب في كتابة سيناريو وإخراج البرامج الوثائقية.
وعن كيفية تسويق هذه الأفلام قال “كباشي” إن الأفلام التي تنتج كان يشتريها (التلفزيون القومي) لكنه توقف الآن لأسباب خاصة، وكذا شركات الإنتاج الخاصة، وتوقف الشراء أفضى إلى تقلص عملية الإنتاج نفسها، وهناك مشكلة تسويق داخلي أو خارجي، إضافة إلى عدم وجود جهة تسوق لقنواتنا ولا حتى في الدول المجاورة، ما أدى إلى توقف العمل مع أن المفترض أن يكون هناك عائد. ونلفت إلى أن “كباشي” ينصب إنتاجه للأفلام الوثائقية في مواضيع مختلفة خاصة الاجتماعية وما يعنى منها بالعادات والتقاليد، وأخرى تعليمية توجيهية وممكن أن تكون تسجيلية ترويجية.
مواهب متعددة
يعتبر “كباشي” أول مخرج لبرنامج (فرسان في الميدان)، وأول برنامج يبث في التلفزيون (محطة التلفزيون الأهلية)، ومن البرامج الجديدة (سينما سينما) ولأول مرة (مجلة التلفزيون). وبعد عودته من (هولندا) تخصص في عدد من البرامج المختلفة (رياضة) و(دراما)، مبيناً أن للمخرج حق الاختيار، كما أن المعد من حقه أن يختار المخرج لأسباب موضوعية، وبالنسبة للتوثيق فهو من يختار المجموعة.
لم يكتفِ الأستاذ “كباشي العوض” بالإخراج، إذ صاحبت ذلك هوايات أخرى مثل القراءة والكتابة في مجال الشعر والقصة، وله ديوان بعنوان (أحلام وآمال الغد)، وهو عضو إتحاد الصحفيين السودانيين وكان له عمود بصحيفة (أخبار اليوم) أسمه (آخر دنيا)، وفي السياق أخرج للأستاذين “حسن ساتي” و”أحمد البلال الطيب” برنامج (الكرسي الساخن). وله باع في مجال البحوث ومن ذلك بحث بعنوان (طبيعة العمل بين العاملين والإدارة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية