أخبار

حزب الإصلاحيين

} تداعيات ادعياء الإصلاح تسيطر على المشهد السياسي بشكل كبير، إذ أن التناقضات والاضطراب الذي يدوزن على الشخصيات المطروحة في المذكرة يبن أن القضية ربما لم تتعدَ الهم الخاص بالبحث عن مناصب تنفيذية تعينهم على العيش في رغد وهناء، بعد أن استفادوا من ذات الحزب الذي أضحى بين ليلة وضحاها متعثراً وفاقداً للبوصلة حسب وجهة نظرهم.
} أعلن الدكتور “غازي صلاح الدين” عن حزب مواز للمؤتمر الوطني، بعد القرارات الأخيرة من الحزب التي أفضت إلى توصيات لشورى الحزب بتعضيد المطروح الذي انصب في تطبيق لوائح الحزب ونظامه الأساسي، ومادته الخامسة (4) (ب) التي تتحدث عن فقدان العضوية إذا مارس صاحبها نشاطاً يتعارض ومبادئ وأهداف المؤتمر. وبما أن المجموعة قد مارست نشاطاً إعلامياً مكثفاً وعقدت عدة اجتماعات مع عدد من الأحزاب، فإن المجموعة قد خرج من الأطر التنظيمية المتعارف عليها، بالإضافة إلى مخاطبتها رئيس الجمهورية دون أن تشير إلى الحزب الذي يعتبر جزءاً أصيلاً من تكوينهم الاجتماعي، مما يعني أن المجموعة أرادت أن تستفز المؤتمر الوطني المنتمية إليه لاتخاذ هذه القرارات، حتي يتسنى لها اتخاذ الخطوه الثانية التي تشير إلى حزب جديد وربما يكون مكون مسبقاً.
} الجدل الذي صاحب حراك هذه المجموعة والهمس الذي أشار إلى تعاون وتفاكر مشترك بينهم وبعض الحركات، يوضح أن المؤتمر الوطني بات مخترقاً من خلال شخصيات ساعية وباحثة عن مصالحها السياسية، الأمر الذي نحسبه خطيراً إن استمر في ذات المنوال من خلال العروض المطروحة من قبل بعض المنظمات والتنظيمات والحركات المهمومة بإقصاء الدولة والتربع على سده الحكم، لتنفيذ أجندة الغرب المعروفة.
} والمتمعن في مذكرة الإصلاحيين يجد أن الأسلوب الخطابي يحوي كثيراًَ من النبرة الاستعلائية والعدائية، وكأن أصحابها رسل من السماء لم يختلطوا بالبشر ولا يعرفون الحزب الذي ينتمون إليه، ولا يعترفون إلا بالرئيس، أو كما قال بعضهم. لذلك جاءت اللهجة غريبة حاملة لتحديد مسبق للمعالجات، ومطالبة بالتنفيذ، ومن ثم التلويح بالويل والثبور وعظائم الأمور.
} وبمزيد من النظر حول الطرح الإصلاحي نجد أن المجموعة حاولت عبثاً أن تستدر عطف الجماهير، لذلك ذهبت في ذات الاتجاه الذي يسير فيه (منظراتية) المعارضة في ما يختص بخطاب الرئيس الأخير، وموضوع الفقر ومحاسبة المتورطين في الأحداث الاخيرة وغيرها من العبارات التي نسمعها يومياً من “ياسر عرمان” وإخوانه، مما يعني ضمنياً أن “غازي” ومجموعته قد أعلنوا رسمياً معارضة النظام والحزب، ربما انتقاماً من حرمانهم من المناصب في الحركة الإسلامية أو المناصب التنفيذية.
} أعتقد أن حزب “غازي” سيكون واحداً من الأيادي التي تسعى إلى تنفيذ أجندة المعارضة الخارجية من خلال الوصول إلى غاياتها، لذلك فإن الحسم والحزم لا بد أن يكونا حاضرين في التعامل معهم، ومن ثم إعلان فصلهم رسمياً، لأن الشخصيات الجادة في الإصلاح تقدم أطروحات داخل مؤسسات الحزب، وليس عبر القنوات المعادية للسودان منذ أمد بعيد.
} سقط “غازي” في امتحان العمل السياسي، وأعتقد أن المجموعة التي ساندت طرحه قد تورطت دون أن تدري وهي تسير في الأشواك التي تسيل بها دماء كثيرة، لأن عداء الإخوان يمكن أن تستخدم من خلاله كافة الاسلحة المطروحة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية