شهادتي لله

صبراً.. عزيزي "الطيب مصطفى"

– 1 –
} هل سيستمر (المؤتمر الوطني) في سياسة (فصل) أعضائه الموقعين على المذكرات، والمطالبين بإصلاحات؟ في هذه الحالة سيتواصل (نزيف) الكوادر القيادية والوسيطة، مصحوباً بأعراض (صداع) و(حمى) تضعف جسد هذا الحزب المنوط به قيادة البلاد، والتفرغ لحل أزماتها الكبرى الاقتصادية والسياسية والأمنية.
} بدلاً من أن يتصدى الحزب الحاكم لمشروعات سياسية واقتصادية تقفز بدولتنا مراحل إلى الأمام، سيكون منشغلاً ومستهلكاً بتوترات (داخلية)، ومذكرات (إصلاحية)!
} الحل في المزيد من الانفتاح على الرأي (الآخر) داخل وخارج الحزب، وتوسيع دائرة شورى القرار، فكلما ضاقت، انفجرت احتجاجات، وتناسلت مذكرات، ولن تجدي معها قرارات (التجميد) و(الفصل).
– 2 –
} رغم تكاثر خلافاتي المعلنة عبر القلم مع الأخ المهندس “الطيب مصطفى” الرئيس السابق لمجلس إدارة صحيفة (الانتباهة)، إلاّ أنني حزنت وأسفت لقرار مغادرته الموقع طوعاً واضطراراً.
} “الطيب مصطفى” نوع نادر من البشر لا يتوفر كثيراً في الوسط الصحفي والسياسي، وأهم ميزاته (الصدق) وصفاء السريرة، فهو صادق في آرائه، يكتب من (عمق) قناعاته، لا من سطح مصالحه وتقاطعات علاقاته الخاصة. نفخ في نار (الانفصال)، وكنت أحاربه بالقلم مؤمناً وعاملاً من أجل وحدة السودان، ومخالفاً في ذات الوقت لتوجهات ومواقف (الحركة الشعبية)، غير أنني كنتُ وما زلت أحترم “الطيب” في وقت لا أستشعر ذات الإحساس تجاه آخرين كثر في الحقلين السياسي والصحفي، حيث يكثر المنافقون والوصوليون وأصحاب الضغائن والأمراض النفسية.
} و”الطيب” لا يحمل حقداً، ولا يحسد صاحب نعمة، فهو معافى من ظاهرة التباغض والغيرة (المدمرة) التي تنتشر في دنيا الإعلام.
} وعندما يخسر هذا القطاع المهم رجلاً صادقاً، فإن عدد الكذابين يزيد واحداً..!!
} كانت بيننا معارك محترمة، تحتدم ويعلو ضجيجها، ولكنها لم تتجاوز القضايا إلى الذوات، كما حدث مع آخرين لا يشبهون “الطيب” باطناً وظاهراً.
} ولأنني من هذا (الكار) وأعرف دهاليزه، فإنني كنت أقول دائماً إن الكاتب (الأول) في (الانتباهة) هو “الطيب مصطفى” وليس غيره، وأن غالبية قرائها يسعون إلى زاويته قبل بقية الزوايا والصفحات، وتجدني أختلف معه في قولته المنشورة قبل أيام أن (علاقته مع الرئيس البشير مثلت عبئاً عليه)، صحيح أنه لم يحقق مكاسب (مادية) من وراء هذه العلاقة، ولكن كونه (خال) الرئيس فإن ذلك خلق نوعاً من الإثارة وحب الاستطلاع لدى قطاع عريض من القراء، ليتابعوا ماذا يقول (خال) الرئيس، فلما رأوه مخالفاً ومعارضاً ومصادماً لتوجهات الحكم، ازدادت الإثارة، وارتفعت مؤشرات العجب، فزاد توزيع (الانتباهة)، فضلاً عن غرابة الموقف الداعم بل (المحفز) على (الانفصال) من جنوب السودان.
} صبراً.. عزيزي الباشمهندس “الطيب مصطفى”.
} جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية