السياسة و الصحافة و(البزنس)
– 1 –
} لغة السياسة هي التي ينبغي أن تسود، وليس غيرها، إذ لم تفلح كل المناهج والأساليب الأخرى في توطيد أركان حكم بالعالم أو تحقيق مكاسب شعبية بها تستقر الأمور للحاكمين والمحكومين. ونحن عندما نشير إلى الحلول السياسية لا نعني الخارجين على الدولة بالسلاح، ولكننا نستهدف معارضي الرأي والفكرة والمنهج بالكلمة والصوت والقلم والتنظيم السياسي.
} حكومتنا ليست أعتى من حكومات في العالم سبقت في الجبروت، ولهذا يجب أن تأخذ العبرة من السابقين.
} فلتكن تجاربهم دروسنا، ولتكن أخطاؤهم محاذيرنا.
– 2 –
} ستظل صحافتنا نابضة مستشعرة هموم الناس – كل الناس – تسد (فرقات) كل المؤسسات السياسية الغائبة والمغيبة، وإن لم تفعل تفقد مكانتها في عقل وضمير الشعب.
} أنا لا أزايد، ولا أقفز من سفينة لم أكن قبطانها ولا من ملاحيها المحسوبين بالمئات، ولكني أردد رأياً سبق آراء الناس والأحداث بأسابيع، والأرشيف موجود يشهد على أجراس إنذارنا يوم استخف بها الكثيرون، حتى من العاملين في وسط الصحافة المأزوم!!
} والصحافة الواعية القوية تمثل جرس الإنذار المتقدم للسلطة في أي بلد في الدنيا، وعينها التي ترى ما لا تراه مؤسساتها، لو يفقه البعض ويستبين النصح قبل ضحى الغد.
– 3 –
} العالم يجري من حولنا، يسبقنا بآلاف الأميال وعشرات السنوات، ونحن ما زلنا في محطة (العك) والتكرار.
} مدينة عربية بلا موارد غير البحر مثل “دبي”، تصبح بحسن الإدارة والخيال أحد أكبر مراكز (البزنس) والاستثمار في المعمورة. كم الأجانب في الشوارع والفنادق ومراكز التسوق الشاهقة يحدثك عن مدينة (عالمية) ناطقة بكل لغات الدنيا!! أمريكان وروس وبريطانيون وفرنسيون وفلبين وبولنديون وعرب و… !!
} كم أجنبياً يصادفك في اليوم بشوارع الخرطوم (أهلنا الأحباش ليسوا أجانب إلا في أوراق شرطة الجوازات)!! قد تصادفك سيارة (هيئة دبلوماسية) أو أخرى تابعة لقوات (يوناميد)، ولكن من يأتي للخرطوم مستثمراً بمئات الملايين من الدولارات؟! من يأتيها سائحاً مع أنه لدينا وزارة للسياحة والآثار، واحدة مركزية وأخريات بالولايات؟!!
} ليس في “دبي” بترول!! ولا ذهب، ولا مشروع زراعي بمساحة (سندس) دعك من العملاق المنوم.. مشروع الجزيرة، أكبر مشروع مروي في العالم!!
} هناك خيال، أفكار، مستشارون وخبراء ومخططون (دوليون).. هناك إدارة طموحة لا تعرف المستحيل، لا تسمح بـ(كلفتة) المشاريع، الطرق والجسور والكباري الطائرة .
} في مدينة “دبي” (557) فندقاً.. وكلها مأهولة بالنزلاء وغالبيتهم (خواجات)، وأن تدهش الخواجات ليتزاحموا على عروض (نافورة مياه) على الخليج في (مول دبي) الذي يمتد طولاً وعرضاً بمساحة (حلة)، لدرجة أنك غالباً ما تتوه داخله، حتى للمواطنين والمقيمين، ولهذا وضعوا لوحات الكترونية لتساعد الزوار على معرفة أماكنهم ومقاصدهم.. أن تدهشهم بـ (نافورة) تتراقص خطوطها على أنغام موسيقية مختلفة، فهذا خيال وليس ثروة.
} دول وإمارات خليجية أخرى أكثر ثراءً بفراسخ من “دبي”، لكنها ما زالت تنظر لهذه الإمارة الصغيرة وكأنها (الدنيا الجديدة) والحلم المستحيل، وهي كذلك رغم طقسها الحار الرطب وطبيعتها القاسية.
} عزيزي الدكتور “عبد الرحمن الخضر”.. لماذا لا تفكر في إنشاء (نافورة) على شاطئ “أبوروف” وأخرى على شاطئ المقرن؟! فقد تدر عليكم عائدات أكثر من رسوم العوائد ورخص الباعة الجائلين والنفايات.
} لماذا لا نطرح شراكة إستراتيجية – بعيداً عن (سماسرة الصفقات) – مع حكام إمارة “دبي” ومستشاريهم في مجالين: مشروع الجزيرة، ودخول طيران الإمارات في شراكة – لا (بيع) – مع الخطوط الجوية السودانية؟!
} وبـ (البزنس) يذوب الجليد بين الخرطوم والخليج، إلى أن ينصلح حال السياسة.