الديوان

هل صار يعيش خارج الزمن؟! شباب اليوم.. تنازع بين الطموح والواقع!!

(كينونة الإنسان تكمن في واقعيته).. يبدو أن هذه المقولة القديمة لا يوجد لها مكان عند الشباب في هذا الزمان، لأن معظمهم صار يتنكر لواقعه.. ويعيش بين الأحلام والأوهام ويتقوقع في عوالمه الخاصة.
ومن المعروف أن جيل اليوم يكره السكون ويحب التجديد في كل أموره الحياتية.. لذلك دائماً هؤلاء الشباب ينبهرون بكل جديد، وهذا ما يوسع من دائرة طموحاتهم خاصة أنهم في عمر يملأه النشاط والحيوية ويفضلون الحركة في جميع الاتجاهات، وقد تخل تلك التحركات أحياناً بتوازنهم وتوازن أسرهم التي لا تقوى على أن تقف في وجه طموحاتهم مما يوقع بعضهم في هاوية يصعب الخروج منها.
وهنا تبرز تساؤلات تحتاج إلى إجابات وافية وشافية.. أهمها لماذا بات الشباب لا يعيشون واقعهم؟ وهل هناك مبررات لطموحاتهم وأحلامهم الكبيرة والكثيرة؟ ولماذا أصبحت الفروقات شاسعة بيت جيل اليوم وجيل الأمس؟ (المجهر) حرصت على أن تجد إجابات عن هذه الأسئلة من خلال استطلاع أجرته مع عينات مختلفة من جيل اليوم والأجيال السابقة وخرجت بهذه الحصيلة..
{ توفير الإمكانيات وندرة التنفيذ
 في البداية قالت أستاذة الثانوي “النخل الطيب” في معرض ردها على سؤال (المجهر) حول واقعية الشباب والفرق بينهم وبين الجيل السابق، إن الفرق شاسع ما بين الجيل الحالي والذي سبقه، وأشارت إلى أن الجيل السابق عاش حياة بسيطة ومتاحة على (قدره) وأضافت: (لم يكن هناك كم هائل من البشر ولا حتى جامعات ومدارس بالقدر الذي نشهده الآن.. لذلك كانت أمنيات جيلنا محققة)، وأكدت أن الجيل الحالي تتوفر لديه العديد من الأشياء لكنه غير قادر على إثبات وجوده إلا القليل منه، ومضت في قولها إن الجيل الحالي ينقصه الوعي، وإنه غير مدرك أن العمر لحظات يمكن أن تمر عليه وهو منصرف في أشياء لا قيمة لها (لا تسمن ولا تغني من جوع)، وختمت حديثها بأن الجيل الحالي بعيد كل البعد عن الواقع.
{ القناعة كنز لا يفنى
إلى ذلك قالت طالبة علم النفس بجامعة السودان “أماني أحمد” إن الواقعية مهمة جداً في حياة الشباب، وأضافت: (إذا انعدمت الواقعية يعني ذلك إخماد شعلة المجتمع وكثير من الشباب لا يقدرون موقف أسرهم بل يتطلعون إلى إرهاقها وليس لتحقيق طموحهم، بحيث تكون أحلاهم وطموحهم أكبر من بيئتهم التي يعيشون فيها)، وأكدت أن الطموح ليس سيئاً وإنما لابد أن يكون فيه نوع من الحكمة، ويجب أن يضع تساؤلات بينه وبين نفسه حول إمكانية تحقيقه أم لا، وأكدت أنها تعد نفسها واقعية قائلة: (أنا غايتو بمد رجليّ على قدر لحافي.. ولا أنظر إلى حياة غيري حتى لا أكون بعيدة عن مستواي المعيشي، لأن الواقعية ضرورة يحتمها علينا الوضع الاقتصادي).
{ الطموح عامل القوة ولكن..!
وفي ذات السياق قال المهندس “محمد حسن” إن المقارنة بين الجيل الحالي في واقعيته لا تمثل بالجيل السابق في معاناته، بيد أن جيل اليوم توفرت لديه أحدث التقنيات، لذلك نجد أنه غير مدرك حتى لكلمة الطموح نفسها، وأكد أن جيل اليوم طموحه تحت قدميه، وأنه يفكر ولا ينجز.. لكنه عاد وأقر بوجود القليل من الشباب يتمتع بالطموح ولديه بعض الأشياء التي يسعى لتحقيقها، وعلى قدر عالٍ من الفهم لمستواه المادي والعائلي، لذلك يكون الطموح عامل قوة بالنسبة له، ولكن يجب توظيفها توظيفاً صحيحاً.
{ (شباب اليومين ديل ما واقعيين)
من جهتها، قالت “فدوى محمد” ربة منزل إن شباب (اليومين ديل) غير واقعيين لا يعيشون وضعهم على حسب الظروف التي تحيط بهم، وإنما مجرد مقلدين، لبسهم لا يدل على واقعهم، يقتنون أرقى التلفونات في حين أنهم ينحدرون من أبسط الأسر التي لا تستطيع الحصول على لقمة عيشها، وأضافت إن معظمهم يتباهى بأشياء كاذبة ومزيفة من أجل مجاراة أصدقائه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية