أخبار

الحساب (ولد)!!

} في ظل الأجواء الضبابية التي مرت علينا في الأيام الماضية، خرج الدكتور “غازي صلاح الدين” بمذكرة قيل إنها تصحيحية، في إطار الموجة التي سعى الكثيرون من الصعود عليها، ظناً منهم أن الإنقاذ باتت تترنح، وأن الصور والفيديوهات التي انتشرت في مواقع التواصل، يمكن أن تخلق ثورة شعبية تطيح بالنظام.
} بعض الذين يدعون الذكاء والتذاكي إن صحت المفردة، لا بد أن يعلموا أن تحركاتهم باتت مكشوفة، وأن تصرفاتهم ستكلفهم ثمناً باهظاً خاصة وأن الوقائع والأحداث قد بينت أن الإنقاذ قد استدركت صليحها من عدوها، وتمايزت الصفوف وحان وقت الحساب.. بل وانكشف المستور.
} تقدم الدكتور “غازي صلاح الدين” بمذكرات مختلفة في إطار الإصلاح الذي يدعيه، وطالب من خلال أطروحات فكرية عقيمة أن يشق الصف، ويحاول عبثاً قيادة بعض الشباب وتكوين جبهة داخلية تخدم ذات الأجندة التي تنادي بها المعارضة وهو لا يدري، لأن الطريقة التي يضعها في إطارها المعمم تمنح المرتزقة صكوكاً للبيع والعرض على شاشات القنوات العميلة المختلفة، لتتصدر أخبارها على رأس الساعة، ويكون الحدث الأهم أن مجموعة من المؤتمر الوطني تطالب بالتصحيح والمعالجات، وتلوح بالانقسام ونحن نتفرج بحسرة على هذا المشهد.
} الطريقة التي يتعامل بها الدكتور “غازي” تبين أن الرجل غاضب على إبعاده من المناصب التنفيذية، وأن قلبه لم يعد مع الجماعة خاصة بعد المؤتمر الأخير للحركة الإسلامية، الذي جاء بالأستاذ “الزبير أحمد الحسن” في منصب الأمين العام، وعليه فإن الحسابات الواقعية تبين الصورة في شكلها الكامل، ولنسترجع التاريخ قليلاً ونتذكر الكتاب الإسلامي الشهير الذي تحدث عن الإنقاذ، والمنسوب للسيد الدكتور “غازي”.
} المعارضة التي يحاول الدكتور قيادتها طوال الفترة الفائتة، توضح أن المؤتمر الوطني لم يعد الحزب الذي يمثله أو ينتمي إليه ضمنياً، والدليل هذه الأصوات والتصريحات والتعليقات التي تشير إلى أن الحسابات قد أسقطت الرجل من المنظومة، ولابد أن نرتب الأحوال على أساس أنه خارج الدائرة إلى حين إشعار آخر.
} المؤتمر الوطني لابد أن يعيد الخارطة بشكل متوازن، وأن يقرأ الأحداث بعين ثاقبة، وأن يفصل الشخصيات تفصيلاً دقيقاً خاصة إبان الأحداث، ومن ثم يضع الإطار العام للمرحلة القادمة على أن يستوثق من القابضين على جمر القضية، والحادبين على المصلحة العامة في كافة المجالات، حتى نتبين الخيط الأبيض من الأسود.
} تبرأ السيد “حاج ماجد سوار” من المذكرة المزعومة، ومبادئ الحزب ظلت ثابتة وشامخة في دواخل الرجل، فانتفض غاضباً ورافضاً هذا الهرج المُسمَّى بالثورة، وقرر أن يكون مع إخوانه في هذه المرحلة الحساسة، ليبين أن الإنقاذ تحتاج إلى أمثاله في المرحلة الجديدة.
} المرحلة الجديدة للمؤتمر الوطني تتطلب انتفاضة حقيقية لكل القيادات في كافة المجالات، والتي كانت تجد الدعم والمؤازرة من الدولة، ولم تفكر في رد الجميل في أول منعرج مرت به البلاد، وعليه فإن الحسابات لا بد أن تبدأ بالفصل من الحزب، وتنتهي بالتجاهل والإبعاد من المؤسسات التنفيذية وغيرها، ومن ثم التفرغ لوضع استراتيجية المرحلة القادمة مع الأحزاب المختلفة، لنعد للبلاد التوازن المطلوب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية