شهادتي لله

الخمور .. والهلوسة في ذكرى (الشريعة)!

} صادف يوم أمس، الموافق الثاني والعشرين من شهر (سبتمبر)، الذكرى (الثلاثين) لإعلان تطبيق قوانين (الشريعة الإسلامية) لأول مرة في السودان، بأمر الرئيس الأسبق الراحل المشير “جعفر محمد نميري” رحمه الله.
} سارت (الإنقاذ) على ذات النهج، وتشددت في تطبيق قوانين (الشريعة) وتطبيق (الحدود)، ومن بينها (حد الخمر)، وقبل ذلك تجفيف منابع (الخمور) في البلاد.
} من العام 1989م وحتى العام 2005م، عام اتفاقية السلام، وتشكيل (مفوضية حقوق غير المسلمين)، كان من المستحيلات أن ترى (مخموراً) يترنح في الشارع العام بأحد أحياء الخرطوم، مثلما كان مألوفاً ومعتاداً جداً قبل العام 1983م.. قبل هذا العام كانت (البارات) متاجر مرخصة من سلطات الحكومة، وكان عدد غير قليل من قادة حكوماتنا الوطنية بعد الاستقلال لا يجدون حرجاً في تناول (الكحوليات) سراً أو علناً.
} ولم تكن معاقرة الخمر في مجتمعنا السوداني أمراً شائناً أو شاذاً، بل كانت (بيوت الدعارة) تحصل على (تراخيص) من البلديات، شأنها شأن المخابز و(الدكاكين)، ومطاعم الفول!!
} خلال السنوات القليلة الماضية، وبسبب (الانفتاح الاضطراري) الذي فرضته اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) بدعوى مراعاة حقوق (غير المسلمين)، إضافة إلى (التسهيلات) التي تحصل عليها قوات ومنظمات الأمم المتحدة في السودان، بدأ انتشار الخمور (الأجنبية) و(البلدية) مرة أخرى، وضبطت السلطات بالخرطوم قبل عدة أيام حاويات ضخمة تابعة لمنظمة دولية، محملة بكميات هائلة من الخمور، فتدخلت وزارة الخارجية، وتم الإفراج عن حاويات الدمار الأممية!!
} الآن.. صار معتاداً أن تصادف مترنحاً في الشارع العام، أو تشتم رائحة الخمور تفوح قبيحة من أفواه مرتادي صالات الأفراح في مناسبات الزواج.
} قبل أشهر، وبأحد طرقات مدينة “بحري”، كان لافتاً أن يهبط سائق إحدى المركبات العامة متجهاً إلى أحد المطاعم، ويجد صعوبة بالغة في الوصول، فقدمه اليمنى تخطو خطوة للأمام، واليسرى تعود للوراء خطوتين!! كان مخموراً حد (الرجفة)!! كيف كان يقود سيارة عامة يستقلها المواطنون؟!
} وانتشرت أقراص (الهلوسة) في الجامعات، والأحياء، وعلى نواصي الطرقات، حيث تباع بكميات كبيرة بعد تبادل (شفرات) بين المشتري والبائع!!
} المخدرات، وعلى رأسها (البنقو)، صارت من أرخص السلع في السودان..! ومزارع (البنقو) تزداد مساحاتها في (الردوم) بجنوب دارفور، وفي غيرها، بل وعلى شواطئ النيل، بينما تقل مساحات زراعة القطن والسمسم، ولا تزيد مزارع القمح بقدر زيادة أراضي المخدرات!!
} حوادث السيارات (ليلاً) في شوارع وكباري الخرطوم، يتسبب فيها – في كثير من الأحيان – سائقون مخمورون أو متعاطون لحبوب (الهلوسة) و(المنشطات) والمخدرات!
} أماكن صناعة الخمور (البلدية) داخل الأحياء، تبدو في كثير من الأحيان وكأنها (محمية) بواسطة أفراد منسوبين لجهات مسؤولة عن مكافحتها، فما أن تداهمها (حملة) حتى تعود (ست العرقي) بعد يومين لممارسة عادتها القديمة!
} عادت (الخمور) بقوة .. عاد السكر.. المجتمع كله مهدد – الآن – بالهلوسة.. بالغلاء .. بالنائبات.
} لا حول ولا قوة إلا بالله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية