أخبار

الرئيس: الاقتصاد يعاني من (غرغرينة)

أكد رئيس الجمهورية التمسك بضرورة الاستمرار في تطبيق حزمة الإجراءات الاقتصادية المزمعة، وعلى رأسها رفع الدعم عن المحروقات، مشبهاً الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد بالإصبع المصاب بمرض (الغرغرينة). وكشف عن فقدان قوات الشرطة لـ(60%) من قواتها بسبب ضعف المرتبات، مكذباً ما تردد عن ضخامة الصرف على القوات المسلحة والشرطة. وحذر في الوقت ذاته من خطورة عدم تنفيذ الإجراءات الاقتصادية على الاقتصاد السوداني.
وقال «البشير» لدى مخاطبته قيادات الطلاب بالمؤتمر الوطني أمس (الخميس) (نحن حريصون نعمل معالجات، والمعالجات هي جراحات والإصبع الفيهو (غرغرينة) لو ما قطعناه حتمشي الرجل، ولو ما قطعوا الرجل الزول حيموت ودا الحاصل لينا في الوضع الاقتصادي).
وذكر الرئيس أن واحدة من الإشكالات أنهم رفضوا رفع الدعم عن السلع المدعومة رغم زيادة أسعارها عالمياً، وأنهم كانوا يحسبون أن الوقت غير مناسب لذلك، وأنه لا مبرر للخطوة طالما أن هناك دخلاً من عائدات من البترول، لكنه استطرد: (يا جماعة ما في وقت مناسب لرفع الدعم وزيادة الأسعار، والآن لا في دخل ولا في بترول).
وقطع الرئيس بالاستمرار في إنفاذ حزمة الإجراءات الاقتصادية، وعلق: (مسيرتنا ماشة ولن نلتفت لدعاوى المخذلين والمتآمرين والقاعدين وسنستمر في مسيرتنا)، ورأى أنه في غياب المعالجات الجذرية للوضع الاقتصادي ستزيد معاناة الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود يوماً بعد يوم. وأشار إلى أن التدهور وارتفاع الأسعار سيستمر .
وقسَّم الرئيس الشعب السوداني إلى فئتين؛ وصف الفئة الأولى بأنها مقتدرة جداً وتنفق إنفاق من لا يخشى الفقر ومستمتعة بالحياة تماماً و(راكبين آخر موديل عربات وساكنين في عمارات ومكيفات «اسبليت» وإجازاتهم في تركيا وأوروبا وغيرها)، وقال: (وفي ناس ما لاقين شيء وما لا قين وجبة واحدة في اليوم وديل الناس البهمونا أساساً وديل البهمنا أمرهم ذوي الدخل المحدود والفقراء والمساكين).
ورأى أن الإجراءات الاقتصادية المزمعة في حقيقتها إعادة توزيع الدعم والدعم غير المباشر الذي أشار إلى أن المستفيد منه هم الأكثر استهلاكاً من الأغنياء والمقتدرين، وقال: (أي زول بكب جالون بنزين في عربيتو الحكومة دافعة ليهو فيهو (19) جنيهاً، وتساءل: (هل هذه عدالة؟)، واسترسل: (العدالة هي إعادة توزيع هذا الدعم وإيقاف التدهور البكون ضحيته الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود)، مشيراً إلى أن حزمة الإجراءات الاقتصادية بها زيادة للمرتبات بما في ذلك المعاشيون والطلاب الفقراء.
وباهى الرئيس بإنجازات عهده، ودعا الطلاب لعدم تبخيس إنجازات حزبه وحكومة الإنقاذ، مشيراً إلى أن (السودان كان وين والليلة وين؟). وسخر من وضع البلاد في عهد الحكومات السابقة، وعلق مخاطباً الطلاب: (لا تتشاءموا ولا تبخسوا إنجازاتكم، وما أنجزناه في البلد دي كبير وما شوية، دايرين نسلمكم السودان سليماً ونظيفاً من التمرد والعصبيات والجهويات)، لافتاً إلى انتشار الطرق والكهرباء والتعليم والخدمات.
ونبه «البشير» إلى أن كل دول العالم تمر بأوقات رخاء وانتعاش اقتصادي وانكماش اقتصادي، وضرب مثلاً بأمريكا، وقال: (رغم أنها صاحبة أقوى اقتصاد في العالم إلا أن الكل يعلم الآن ما يحدث فيها من مصانع وبنوك بتقفل وما في تأمين صحي، والناس بتطلع من بيوتها ما بتقدر تدفع أقساطها، وملايين في أمريكا ليس لهم تأمين صحي ولا سكن، ساكنين في الشوارع شماسة).
وقلل «البشير» من صادرات البترول في الفترة السابقة، وقال: (إن شوية القروش التي دخلت من البترول وهي قروش ما كتيرة حولت جزءاً من الشعب السوداني زي أي دولة خليجية). وقال إن نصيب الحكومة من البترول (40%) والباقي للشركات. وعلق: (كل المظهر بتاع المجتمع الرفاهية والصرف البذخي هي كلها الـ(40%) ، لافتاً إلى أن واحدة من إشكالات الاقتصاد تحول الشعب السوداني إلى مجتمع رفاهى فى كل السلع، ونوه إلى أن ( الواحد كان داير لبن الطير بلقاهو في السوق ومرات تلقى سلع ما سمعت بيها وأول مرة اسمع كلمة «هوت دوق» دي عند الشفع بتاعننا وشرحوها لي).
وأقر الرئيس بأنهم لا يستطيعون منافسة سوق العمل الخارجي للحد من هجرة الكوادر المؤهلة من الأطباء وأساتذة الجامعات، وأنه طبقاً لذلك اتجهوا إلى تأهيل وتدريب الكوادر، لافتاً إلى صعوبة مكافحة تهريب السلع لدول الجوار، مشيراً إلى أن الحل يكمن في توحيد الأسعار، وعلق: (لو حولنا كل الشعب السوداني إلى جيش لحماية الحدود لن يستطيع حراستها، وأصبح فيها مفسدة وهناك من يستخدم المال لإغراء بعض العاملين في مكافحة التهريب).
وذكر الرئيس أنهم يشترون برميل البنزين بأكثر من (100) دولار ويبيعونه بـ(40) دولاراً، مشيراً إلى أن خسارتهم في كل برميل أكثر من (50) دولاراً، ووصف ذلك ببيع (الكسر)، ونبه إلى خطورة الاستمرار فيه، وقال: (لو استمرينا بالمستوى دا حيحصل انهيار في الاقتصاد والخسران الأول والبدفع الثمن هو الإنسان الفقير، وأن من نتحدث عنهم من الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود هم الضحية الأولى)، مشيراً إلى أن هناك من لديهم أرصدة خارج السودان، وأن هؤلاء لن يتأثروا بالإجراءات المزمعة، وقال: (الزول الما عنده قروش هو البهمنا ودايرين نوفر ليهو الاستقرار)، ورهن استمرار تنفيذ برامج التنمية بوجود اقتصاد سليم.
وحول عدم توظيف أموال البترول فى التنمية، قال إنهم وظفوا الأموال في البنيات الأساسية من طرق ومصادر مياه، مشيراً إلى سد مروي وتعلية خزان الروصيرص وخطوط الكهرباء القومية، وأكد أن الحكومة تدعم المحروقات بأكثر من (24) مليار جنيه، ونبه إلى أن المبلغ يفوق إجمالي ميزانية السودان، لافتاً إلى أن دخل الفرد ارتفع من (400) دولار قبل مجيئهم للسلطة إلى (1700) دولار الآن، وأن السودان كان مصنفاً عالمياً من أفقر (5) دول في العالم وقال: (والليلة نحنا وين؟)، واصفاً الدخل الحالي بالمعقول، لكنه شدد على ضرورة إعادة توزيعه ليصل الفقراء وذوي الدخل المحدود.
وبشر «البشير» بوصول طريق الإنقاذ الغربي لحاضرة ولاية شمال دارفور «الفاشر» في غضون (3) أشهر، ومنها إلى حاضرة ولاية غرب دارفور «الجنينة»، مؤكداً أن دارفور لم تعد مهمشة، واتهم مجموعات قبلية ـ لم يسمها ـ بالعمل على تأجيج الحروب في ولايات دارفور، وعلق: (ما عندي شك أن الناس البولعوا الحرب ديل وتأجيج الصراع القبلي في دارفور ديل مدفوع ليهم من جهات خارجية لتعطيل التنمية وتفتيت السودان) .
من جانبهم أعلن الطلاب رفضهم القاطع لقرار رفع الدعم عن المحروقات، ورهنوا تنفيذ الخطوة بإجراء حزمة من الإصلاحات الاقتصادية من بينها زيادة المرتبات ونخفيض الرسوم الدراسية وزيادة الكفالة للطلاب ومجانية التعليم والسكن
وقال المهندس «محمد صلاح الدين» رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين إن على الدولة القيام بواجبها بخصوص تقليل الإنفاق الحكومي، مشيراً إلى أن الطلاب ظلوا على الدوام ينفذون ما يطلب منهم .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية