مؤتمر الشباب (غير حقيقي)..!!
} لا شك أن الشباب من أهم المرتكزات التي تعول عليها الدول في بناء المستقبل القريب والبعيد، إذ أن البناء السليم والإصلاح والصلاح لا يتم إلا بضخ الدماء الشابة، والاستفادة من الرؤى والأفكار التي تصب في صالح الشعوب، وتبني جسور التنمية بمفاهيم مبتكرة ومستحدثة، يكون نتاجها إشراقات تعيد توازن الكثير من الأمور في مناحي الحياة كافة.
} في السودان تمكنت (المكيفات) من القضاء على عدد كبير من الشباب الذي مارس الهروب المخل، بعد أن فشل في الحصول على وظيفة تعينه على بناء مستقبله وترسيخ المفاهيم التي تناولها في قاعات الجامعات والسلم التعليمي لسنوات، لذلك فإن الخطأ قد عولج بخطأ أكبر، لأن النظرة ذاتها ضيقة والأفق يعيش في ذات المكان الذي يبين أن الإحباط واحد من السمات الرئيسية لمعظم الشباب.
} تحدثنا كثيراً عن قضايا الشباب، وعن الأزمات والمنعطفات التي تمر بها هذه الشريحة المهمة، باعتبار أن التعويل المستقبلي بدرجة كبيرة هو على بناء مجد تليد يعيد التوازن المطلوب ويضعنا ضمن مصاف الدول المتقدمة في المجالات كافة، ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ أن الأوضاع الشبابية في تدهور مستمر، ودونكم الإحصاءات الموجودة في دفاتر مكافحة المخدرات وأمن المجتمع التي تبين أن معظم الشباب السوداني قد انحرف وانجرف في الوحل المعروف أخلاقياً من زنا ومخدرات ودعارة بأنواعها كافة.
} الإحباط الذي يعيشه معظم الشباب مكّن (إبليس) من السيطرة على تفكيرهم بشكل كبير، وجعل الخطوات المتبعة من قبلهم تبدأ بـ (الاصطباحة) وتنتهي بـ(الخرشة) والهلس مع عدد من البنات والشباب من ذات النوعية.. ودقي يا مزيكا.
} والأستاذ “يوسف بلة” يتحدث بلغة عالية وثقة كبيرة في الإذاعة السودانية الجمعة الفائتة، ويشخص القضية الشبابية بعبارات منتقاة، ويغادر إلى حال سبيله ليواصل استعدادات شبابهم للمؤتمر الشبابي السادس، رغم أنه يعلم أن هذا التجمع لا يمثل شباب السودان، ولا علاقة للقضايا المطروحة فيه بالواقع خارج أسوار قاعه الصداقة.
} الحضور الذي تشكل في المؤتمر الشبابي يمثل مجموعة معينة، لم تسمع بالمخدرات إلا عبر الوسائط المختلفة، ولم تشاهد جلسات الأنس والجن التي يعقدها عدد مقدر من شباب السودان، ولم يتذوق أي منهم العطالة أو الحرمان من إحدى الوجبات أو استخدام المواصلات، لذلك فإن رؤيتهم ستكون تقديرية لا علاقة لها بما يحدث في عدد كبير من أحياء الخرطوم.
} يقيني أن هذا المؤتمر خالٍ من أي شاب صاحب وجعة حقيقية، ولم يتطرق لأية مشكلة متجسدة على أرض الواقع، ولم تشهد القاعات فيه أية شفافية في التعامل مع المعطيات الموجدة على السطح، لذلك فإن الخلاصات تبين أن القضية في شكلها العام شبابية، وفي داخلها عبارة عن تجمع ترفيهي يتضمن رسائل سياسية تبين أن الشباب واحدة من القضايا المهمة التي تتعامل معها الدولة.
} مؤتمرات الشباب الحقيقية تستصحب كل أهل الوجعة، في حضور نوعي لمناقشة القضايا الحقيقية مع المسؤولين عبر الهواء الطلق بشفافية ووضوح دون قيود أو حدود.. وحتى ذلك الحين هنيئاً لكم بالصرف البذخي في قاعة الصداقة، رغم الضائقة الاقتصادية التي تشهدها البلاد وتتطلب التقشف!!