أخبار

جولات فاشلة..!!

} في الأنباء أن أحد أحزاب المعارضة رفض مقابلة السيد وزير المالية والاقتصاد الوطني، ووجد السيد “علي محمود” نفسه مرفوضاً من شرف الالتقاء بهذا الحزب الذي بذكاء استغل قادته تهافت الوزير لعرض ما سماه أسباب ومبررات رفع الدعم على المعارضين، فالتقى بـ”الترابي” وآخرين، وكأنما هذه اللقاءات ستقنع السودانيين بأن وزير خزانتهم الفاشل إنما يريد بهم الخير.
} الحزب الذي (زاغ) من مقابلة “علي محمود” حزب (عاقل)، لأنه أولاً بهذا التصرف يتجنب لعنة تبني مواقفه في هذا الظرف الذي صارت فيه مساندة هذا الوزير مخاطرة سياسية وانتحاراً في بعض الروايات، ومثل تصرف الاعتذار عن الاجتماع به تصرف استعراضي كذلك من الحزب المعارض، الذي كان يعلم ويدرك أنه وإن جلس مع وزير المالية حتى العام المقبل لما اقتنع بما يقول ولما أقنعه بما يظن، فكل فريق يعلم مشربه.
} الاستئناس برأي المعارضة وأخذ قولها في الاعتبار، هو مسلك جيد، لكن إن كانت الحكومة جادة في أخذ رأي المعارضة وأحزابها وقياداتها في المشكل الاقتصادي، فإن ذلك لا يتم بهذه الصورة!! وزير المالية ولو أوتي مجامع الكلم لن يكون قادراً على إقناع “المهدي” و”الترابي” و”الخطيب” و”الميرغني” في لقاءات تمتد في أفضل الأحوال إلى نصف ساعة لا أكثر، وبظروف أزمة أسبابها تمتد إلى عشرة أو ثلاثين عاماً فلا يعقل أن تحل بعد كوبين من الشاي والماء البارد وهمهمات المجاملات وتحايا الاستقبال!!
} مثل هذه القضايا والهموم الكبرى تحل بأعمال وبرامج ذات توصيات والتزامات، فمن قبل نظمت الحكومة و(الدنيا ثورة) مؤتمراً للحوار الاقتصادي، فلماذا لا تطرح عملاً مماثلاً بحرية مشاركة أوسع بحيث تأتي كل القوى السياسية وغيرها وتقدم أطروحاتها؟ ولو أن الوزير المحترم كان يعرض أمراً مثل هذا لأمكن تفهم زياراته التي صار بها مثل مسجل الأحزاب والتنظيمات السياسية، ولكن أن يذهب لنيل موافقة ومباركة المعارضين على رفع الدعم، فإن هذا تفاؤل غريب من “علي محمود” ومن يظن أن مثل هذا العمل يمكن أن يجد مباركة ومساندة أحد، فإن كان البعض داخل الحكومة يرفضه ولا يؤمن به فكيف بالحزب الشيوعي أو الأمة والشعبي!
} الأوفق أن توفر الحكومة ووزير المالية جهدهما في المخاطبة والتنوير وطلب الإسناد للشعب والمواطنين، وأفضل وأكرم ثم أشجع للوزير “علي محمود” مخاطبة الناس في ميدان (المولد) و(الخليفة) و(عقرب)، وأن يتعرض للشتم والضرب والقذف بالحجارة، وأن يقف (يغالط) السكان وحشود السودانيين لأنهم أصحاب القول الفصل والأهم، ولأن القرار الحقيقي بيدهم وهم أحق بالاستفسار والسؤال والأحق بالشرح.. ولهذا فإني آمل أن توقف الحكومة جولات وزيرها المالي السياسية هذه، وليوفر وقته لمبادرة أكثر نجاعة وإيجابية كما قلت بالتوجه بالخطاب المباشر إلى الجمهور وكرام المواطنين.
} إن رفع الدعم قرار خاطئ، ولو حسنت مقاصده، وأيما شخص، ولأنه كذلك فمن الشجاعة مواجهة تبعاته أو التراجع عنه.. وبس!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية