أخبار

إعفاء "سوار"

} رغم أن خبر إقالة السفير “حاج ماجد سوار”، يعتبر من الأخبار التي تدور حولها عدة استفهامات، وتحتاج إلى إجابات مقنعة، إلا أن الصحافة قد تعاملت مع الموضوع في حدود ذات الاقتضاب الذي أورده وكيل وزارة الخارجية، الذي أعلن أن “حاج ماجد سوار” خارج حسابات وزارته بعد أكتوبر القادم.
} والهمس الذي دار مؤخراً في دهاليز ودواليب العمل السياسي، قد أبان أن “سوار” قد اعترض بخطاب شديد اللهجة لوزير الخارجية “علي كرتي”، رافضاً استقبال السودان لوزير الخارجية المصري، بعد أن رفضت كثير من الدول استقباله، ورفضته التيارات الإسلامية وفي مقدمتها الحركة الإسلامية، التي يعتبر “سوار” واحداً من أهم ركائزها الآن، لذلك فإن رد الفعل قد جاء بذات المستوى والقدر، بقرار أطاح بالإسلامي الشاب من جديد.
} يعتبر “الحاج ماجد” من الكوادر الإسلامية المتميزة، وقد كانت له بصمات واضحة إبان الانشقاق الشهير في الرابع من رمضان، الأمر الذي دفع المؤتمر الوطني في التفكير والتحرك لاستقطابه للحزب الحاكم، بعد مفاوضات استمرت فترة طويلة قضت بدخوله (الحوش) الكبير بالعمارات، لذلك فإن الحماس الذي عرف به مكنه بأن يشغل مناصب مختلفة، ويتربع على مواقع تنفيذية حساسة، بالإضافة إلى البرلمان الذي شهدت قبته حوارات ساخنة، ومناقشات كتبت عنها الصحافة، ووصفت فيها الرجل بالشجاع والقوي الأمين.
} ووزارة الرياضة واحدة من المواقع التي شهدت تطوراً كبيراً إبان تواجده على دفة القيادة، وذلك من خلال حراك واسع وثبات في المواقف، أكد أن الشباب الوطني واحد من الكروت التي يمكن للحزب أن يراهن عليها، إلى أن جاء ملف المدينة الرياضية، الذي صاحبه لغط كبير دفع بـ “سوار” خارج الأسوار لفترة طويلة وبلا أعباء تنفيذية، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً رفعت بموجبه الأصوات تنادي بمنح الشباب بعض الفرص التي تمكنهم من إيصال أصواتهم، رغم الاندفاع الذي صاحب بعض القرارات أو التحركات.
} عمل “حاج ماجد” في ليبيا كان من المعالجات المؤقتة والترضيات التي تصب في إطار التوازن لبعض القضايا، ولكنها لم تكن جيدة، باعتبار أن الرجل من الكوادر المتميزة، التي ينبغي أن تواصل نشاطها ويتم الاستفادة من خبرتها وحيويتها في الداخل، في ظل التحرك الذي يصاحب المتغيرات في الحياة السياسية، ولتكن واحدة من الرسائل القوية التي يؤكد بها الحزب الحاكم أن الشباب من أولى الأولويات والركائز التي يعتمد عليها.. ولكن!!
} لسنا في موضع دفاع عن “سوار”، وأعتقد أن الرجل قادر على الدفاع عن نفسه، ولكننا ننبه لخطورة التعامل مع الشباب بهذه الطرق المتسرعة، التي تصب في إطار الإحساس بالغبن والسيطرة من قبل الكبار على مقاليد الحكم ومفاتيح اللعبة السياسية، لأن تصريحات “سوار” واحدة من الآراء التي ينبغي أن نتعامل معها بمرونة، لأنها تدل على حماس وغيرة الشباب على مبادئ وقيم الحركة الإسلامية ذاتها، التي ذابت كثير من مبادئها مع حركة الحياة السياسية بكل أسف.
} إن أخطأ “سوار” لا بد أن يكون العقاب داخل مؤسسات الحزب والمنظومة الحزبية، لأن القرارات الإقصائية ذات آثار سلبية، فأرجو أن لا تصبوا البنزين في النار، لأن حريقها سيطال الكل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية